العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

موضوع عن بر الوالدين

maxresdefault 31 | موسوعة الشرق الأوسط

مقدمة موضوع عن بر الوالدين

قال الله تعالى: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وكونوا محسنين للوالدين وذوي القربى والأيتام والمساكين والجيران القربى والجيران المجاورين والأصدقاء المقربين وابن السبيل وما ملكت أيمانكم، فإن الله لا يحب المتكبرين والمستكبرين

سورة الأنعام: 151

البر بالوالدين هو طبيعة روحية وفطرية، وهو اعتراف بالجميل وإحقاق حقوق من يستحقها، فالوالدين هما كل حياتنا ونحن جزء من روحهما، ولقد تعبت أمنا كثيرًا في حملنا وإرضاعنا وفطامنا وإطعامنا وتربيتنا على الأخلاق الحميدة لنكون أفرادًا صالحين في الدنيا والآخرة بإذن الله.

قد كد وتعب أبوك كثيرًا في إنفاقه عليك، من مأكل ومشرب ومسكن وملبس وجميع تفاصيل حياتك، ليصلك إلى بر الأمان الذي تستطيع من خلاله الاعتماد على نفسك ومواجهة الحياة، ومع ذلك فإنهما لا يتركانك وحدك، بل يرشدانك وينصحانك ويساعدانك، لذلك يجب أن نوفيهما حقهما ونكرمهما في حياتهما وبعد وفاتهما.

بر الوالدين في الإسلام

يوصي الإسلام ببر الوالدين في جميع الأوقات، ويجمع بين الإحسان إليهما وبين عبادة الله تعالى في عدة مواضع في القرآن الكريم، ويعتبر بر الوالدين أحد أركان الإسلام.

  • فيقول تعالى: وفي سورة الإسراء، يأمر الله بعدم العبادة إلا له وبإحسان المعاملة مع الوالدين، حتى لو بلغا من الكبر أو الجهل، وينهى عن تنزيفهما وإهانتهما، ويدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينصح بالتواضع والود والتقرب منهما.
  • بعد أن حثنا الله تعالى على التوحيد، ذكر الرسول الكريم أهمية بر الوالدين وإحسانهما في حياتهما، وبعد وفاتهما، وطلب من المؤمنين الدعاء لهما بالرحمة.
  • في حديث يوضح أهمية بر الوالدين في الإسلام، قال ابن مسعود رضي الله عنه: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: ما هو العمل الأحب إلى الله؟ فقال: الصلاة على وقتها. قلت: ثم أي؟ فقال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ فقال: الجهاد في سبيل الله.

كيفية بر الوالدين

يستمر بر الوالدين إلى الأبد، وهو يتخذ العديد من الأشكال التي يمكن توضيحها على النحو التالي:

بر الوالدين في حياتهم

يمكن أن يكون هناك العديد من الأساليب التي يمكن استخدامها للتعبير عن البر والاحترام للوالدين، ومن بين تلك الأساليب:

  • يعد زيادة الدعاء للوالدين من أحب الأعمال التي يمكن أن يُقدمها لهم، حيث يُعبر عن شكر الإنسان لوالديه وعن الدعاء لهم بالرحمة والمغفرة وتحسين حالتهم وتسهيل أمورهم وحسن الخاتمة.
  • إخراج الصدقة عنهما، والتي يكون لا الأجر والثواب في الحياة والممات، وذلك من خلال عدة طرق، مثل:
    • بناء مسجد أو المساهمة به.
    • المساهمة يف حفر بئر من الماء.
    • المشاركة في طباعة المصاحف.
    • نشر الخير والعلم.
  • يجب إعطاء الأشخاص حقهم في التقدير والاحترام، وذلك عن طريق تقبيل الرأس واليد والتواضع والتودد لهم.
  • يتم تقديم المدح والثناء على جهودهم وإنجازاتهم في خدمة أبنائهم من خلال تقديم النصائح والإرشادات والتعليم والتوجيه إلى الطريق الصواب، ويجلب هذا المدح السعادة والبهجة لهم.
  • العمل على تلبية حاجتهم في الدنيا.
  • استشرهم حتى في المسائل الشخصية.
  • يجب الاستماع للآخرين بعناية والاهتمام بهم والتفاعل معهم في الحديث.
  • ينبغي عدم الانقطاع عن زيارة الأهل والاتصال بهم بشكل مستمر، إذا كان الحضور المستمر غير ممكن.
  • يجب السعي الدائم لكسب رضا الوالدين وعدم معصيتهم في أي شيء.
  • يتم تلبية نداءاتهم في أي وقت يحتاجونه.

بر الوالدين في مماتهما

يتمثل بر الوالدين في مماتهما فيما يلي:

  • من الأعمال الصالحة التي تشفع للإنسان بعد وفاته الإكثار من الدعاء والاستغفار، وهذا ما ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له
  • ليصلي الشخص على رحمة الله لأحبائه من الأصدقاء والأقارب ويكرمهم كما كانوا يكرمون في حياتهم، فعبد الله بن عمر رضي الله عنه كان حريصا جدا على البقاء على صلة ووصل مع أهل والده، عمر بن الخطاب، حتى بعد وفاته. ويروى عن عبد الله بن عمر أنه كان يركب حمارا عندما كان يسافر إلى مكة، وكان يربط عمامة حول رأسه. وفي يوم من الأيام، عندما كان يركب على الحمار، مر به أحد الأعراب، فسأله: “ألست ابن فلان بن فلان؟”، فأجابه: “نعم”، فأعطاه الأعرابي الحمار، وقال له: “اركب هذا، واستخدم العمامة لتربط بها رأسك”. وعندما شاهد بعض أصدقائه ما فعله، قالوا له: “قد غفر الله لك! لقد أعطيت هذا الأعرابي الحمار الذي كنت تركبه، والعمامة التي كنت تستخدمها لربط رأسك!”، فأجابهم: “إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أبر البر صلة الرجل بأهل ود أبيه بعد وفاته، وإن أباه كان صديقا لعمر.
  • يتم قضاء العبادات عن الميتين مثل الحج أو الصيام المتأخر.

فضل بر الْوَالِدَيْنِ

يتمتع بر الوالدين بفضل عظيم من الله عز وجل، لا يمكن إحصاؤه في الدنيا ولا في الآخرة، ولذلك يمكننا توضيح أهم الفضائل التي يمكن اكتسابها من بر الوالدين:

  • يحظى الإنسان بعلو الشأن والمكانة.
  • يحظى بسمعة طيبة وحسن سيرة بين الناس.
  • يبارك الله للشخص في رزقه وعمله، ويزيد له أجره في الحياة.
  • يغفر له ذنوبه ويكفر عن سيئاته ويضاعف له حسناته.
  • يُدخله الله الجنة ويحميه من النار؛ إذ أن رضا الله يأتي بعد رضا الوالدين..
  • عن طريق الاهتمام برضا الوالدين، يمكن للشخص الحصول على أجر وثواب كبير مثل أجر وثواب الجهاد في سبيل الله.
  • حكى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أريد الأجر من الله. فسأله النبي: هل لديك والدان حيان؟ فقال الرجل: نعم، لدي والدان حيان. فقال النبي: فابتغ الأجر من الله برضا والديك، فارجع إليهما وأحسن صحبتهما، فإن رضا الوالدين شرط لصحة الجهاد في سبيل الله وطاعتهما وتأدية حقوقهما تعتبر مثل الجهاد في سبيل الله.
  • يحتل بر الوالدين المرتبة الثانية بعد الصلاة، ومن ثم يأتي الجهاد في سبيل الله.
  • روي عبد الله بن عمر رضي الله: سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما هي الأعمال الأفضل؟ فقال: الصلاة في أول وقتها. ثم قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ فقال: بر الوالدين بإحسان. ثم قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجهاد في سبيل الله. ويشير هذا الحديث إلى ترتيب منزلة فضل الوالدين عند الله عز وجل.
  • إحسان الوالدين من أفضل الأعمال التي ترضي الله، ويجلب السعادة والفرح وينير الطريق في الدنيا والآخرة.
  • بر الوالدين هو أحد الأسباب التي تجعل الله يغفر ذنوب عباده، وروى عبد الله بن عمر رضي الله عنه قصة قدوم رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: `لقد ارتكبت خطيئة كبيرة، هل لي فرصة للتوبة؟` فسأله النبي: `هل لديك أم؟` فأجاب الرجل بلا، فقال النبي: `هل لديك خالة؟` فأجابه بنعم، فقال النبي: `فأحسن إليها واحترامها`
  • بر الوالدين يفرج الكرب ويقبل الدعاء ويساعد في مباركة الرزق في الدنيا.

علامات بر الوالدين

هناك العديد من العلامات والإشارات التي تشير إلى رضا الوالدين، وتشمل بعض هذه العلامات ما يلي:

  • انشراح الصدر: تعتبر بر الوالدين من الأعمال التي تؤدي إلى الراحة النفسية والطمأنينة في القلوب، حيث إنها من أفضل وأعظم الطاعات التي تقرب الإنسان إلى الله، لذلك فإن من يشعر بالضيق في قلبه عليه أن يراجع نفسه ويحسن التعامل مع والديه.
  • استجابة الدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قد جاء وفد من أهل الكوفة إلى عمر بن الخطاب، وكان فيهم رجل كان يستهزئ بأويس القرني. فسأل عمر: هل هنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذلك الرجل وقال عمر له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إنه سيأتي رجل من اليمن يدعى أويس، ولا يترك في اليمن أحدا سواه من أمه، ولديه بياض في بشرته، وقد دعا الله له بالبركة، باستثناء مكان دينار أو درهم. فمن يلتقي به منكم، فليستغفر لكم.” (رواه أسير بن جابر)، بعد سماع عمر بن الخطاب لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قام بالبحث عن أويس وطلب منه أن يدعو له.
  • تقبل الأعمال: بر الوالدين هو السبب في قبول الأعمال والطاعات وتكفير الذنوب، ويجب التذكير بأن الشخص العاق لوالديه لن يتم قبول أي من أعماله، حتى لو أدين كل العبادات وصام، وسيتعرض للعقوبة من الله عز وجل بسبب قطع الرحم.

منزلة الوالدين

أعطى الإسلام اهتمامًا كبيرًا لبر الوالدين لتقوية روابط المحبة والمودة بين الأقارب والأبناء، ومن أفضل وأحب الأعمال إلى الله هو بر الوالدين، فهو بمثابة الجهاد في سبيل الله، ويكون السبب في دخولهما الجنة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “رَغِمَ أنفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنفُهُ”، قالوا: “مَن؟ يا رَسولَ اللهِ”، فقال: “مَنْ أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ

أعمال بر الوالدين

بر الوالدين يكون بالأساس في طاعتهما وإتباع أوامرهما ما لم تتعارض مع الدين، كما يكون بالإنفاق عليهما ماليًا، والتحدث إليهما بالكلمة الطيبة، واحترامهما، وخدمتهما بكل الوسائل الممكنة، وتقديمهما أولوية في الحياة اليومية، وعند وفاتهما يدعو الله لهما بالرحمة ويصلي لأجلهما ويتعامل مع أصدقائهما وأقاربهما.

خاتمة عن بر الوالدين

بما أن بر الوالدين هو أعظم ما يمكن للإنسان أن يستفيد منه في الآخرة، وبه يعترف بفضلهما عليه في الدنيا، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم “رغم أنف، ثم رغم أنف من أرادك أبواك عندما يكبر أحدهما أو كلاهما ولم يدخل الجنة  

إنهما باب من الأبواب وورقة من الطرق المؤدية إلى الجنة، ولذلك فإن من لم يستغل وجودهما في حياته لينال بهما الفضل العظيم، فإنه سيكون خاسرا بشكل واضح ومنكرا لجمالهما وفضلهما عليه.

 أسئلة شائعة

ماذا قال الرسول عن بر الوالدين؟

أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أعلن بيعتي لك في الهجرة والجهاد، وأسعى للحصول على الأجر من الله. قال: هل لوالديك أحد حي؟ قال: نعم، كلاهما. قال: فلماذا تسعى للحصول على الأجر من الله؟ قال: لأنه يجزيني بالخير. قال: فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما

ما هي فضائل بر الوالدين؟

يحظى الإنسان بعلو الشأن والمكانة.
يحظى بسمعة طيبة وحسن سيرة بين الناس.
يبارك الله للشخص في رزقه وعمله، ويزيد له أجره في الحياة.
يغفر له ذنوبه ويكفر عن سيئاته ويضاعف له حسناته.
يُدخله الله الجنة ويحميه من النار؛ إذ أن رضا الله يأتي بعد رضا الوالدين..
عن طريق الاهتمام برضا الوالدين، يمكن للشخص الحصول على أجر وثواب كبير مثل أجر وثواب الجهاد في سبيل الله.
فضل بر الوالدين يأتي في المرتبة الثانية بعد الصلاة، وبعده الجهاد في سبيل الله.
روي عبد الله بن عمر رضي الله: سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما هي الأعمال الأفضل؟ فقال: الصلاة في أول وقتها. ثم قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ فقال: بر الوالدين بإحسان. ثم قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ فقال: الجهاد في سبيل الله. ويشير هذا الحديث إلى ترتيب منزلة فضل الوالدين عند الله عز وجل.
إحسان الوالدين من أفضل الأعمال التي ترضي الله، ويجلب السعادة والفرح وينير الطريق في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى