قصة سيدتنا مريم
قصة سيدتنا مريم ، أطهر نساء العالمين. اصطفاها الله وطهرها عن الجميع، وكانت ابنة الرجل الصالح التقي عمران، حالة فريدة من نوعها لم تُكرر مرة ثانية. حيث أنجبت لنا نبي الله عيسى عليه السلام بدون زواج ، التي سنتناولها وشهدت حياتها العديد من المعجزات التي سنذكرها لكم في مقال اليوم، فتابعونا.
قصة سيدتنا مريم
ولادة سيدتنا مريم
في البداية، كانت أمها حنة بنت فاقوذا عاقرا حتى وصلت إلى العجز. وفي يوم من الأيام، وهي تجلس تحت شجرة، رأت بطير يطعم فرخا، فتمنت من الله سبحانه وتعالى أن تنجب، ونذرت لو وهبت صبيا ستهبه للمسجد ولخدمته. وقد قبل الله منها الدعاء وحملت المرأة، ولكن بعد فترة من الحمل، توفي زوجها عمران، وكانت هذه أول اختباراتها. وفي موعد الولادة، رأت أنها رزقت بفتاة. وشعرت أمها حنة بالأسف حينها، وقالت: “فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم” (سورة آل عمران). وقد قبل الله النذر الذي أدته أمها.
نشأة سيدتنا مريم
كانت الفتاة يتيمة بعد وفاة والدها وهي في بطن أمها، ووالدتها عجوز، لذلك وافقت على أي شخص يريد كفالتها، وبسبب أن عمران كان معلمًا لهم وقدم لهم العديد من تعاليم دينهم، فقرروا جماعيًا رمي أقلامهم التي علمهم بها في النهر، وكان القلم الذي لم يغرق مع الماء هو الشخص الذي سيتولى كفالتها.
وكان سيدنا زكريا عليه السلام من بينهم، وهو الذي يقف قلمه في كل مرة يرمون فيها، وكان يقربها؛ فهو زوج خالتها.
ترعرعت مريم في المسجد حيث كانت تعيش وتتقرب إلى الله، وكانت تتلقى الطعام من مصدر لم يكن تتوقعه. وكان زكريا يستغرب كلما زارها وجد عندها الكثير من الرزق؛ فيقول (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب )_ سورة آل عمران.
كانت الفتاة الصالحة دائمًا متدينة وخاضعة، وتحيي كل ليلة بالذكر والصلاة في محرابها.
معجزة سيدتنا مريم
بدأت الملائكة تتحدث إلى مريم (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)_ سورة آل عمران. حتى دخل عليها جبريل المحراب وهي عاكفة ليبشرها بمولد المسيح عيسى.
بعد ظهور علامات الحمل عليها، خرجت من المحراب للبحث عن مكان يختبئ فيه عن أعين الناس، وعندما وجدت جذع نخلة، حدث لها المخاض وولدت وحدها، ولم يكن هناك أحد بجانبها ليهتم بها أو يرعاها. وحملت كل الهموم والمصاعب في داخلها حتى تمنت الموت (فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا)_ سورة مريم.
عندما نطق عيسى عليه السلام، قال إنها تنظر لأسفل حيث تجد عين ماء جارية، ثم تنظر لأعلى وتهز بجذع النخلة لتتساقط عليها رطباً.
وعندما عادت مريم إلى قومها، وجدوا الطفل معها، فاتهموها بالزنا لأنهم علموا أنها ليست متزوجة، وقالوا لها: يا أخت هارون، ليس أبوك شخصا فاسدا ولا كانت أمك زانية، ولكنها احتفظت بصمتها وصمام الأمان، ولم ترد عليهم، وفقط شاورت طفلها، الذي قال: “إني عبد الله، أعطاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أينما كنت، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دامت حياتي، وأنا بر ولين لوالدتي، ولم يجعلني جبرا شقيا، والسلام علي يوم ولدت فيه، ويوم أموت، ويوم أبعث حيا”. سورة مريم.
وفاة سيدتنا مريم
يتم التقرير بأنها توفيت بعد خمس سنوات من رفع سيدنا عيسى عليه السلام، وأن عمرها كان ثلاثة وخمسون عامًا، ويُقال أن قبرها في منطقة دمشق.