الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

موضوع عن الربا

موضوع عن الربا1 | موسوعة الشرق الأوسط

نتناول في مقال اليوم موضوع عن الربا ، فالربا من الأشياء التي حرمها الله، وأقر بذلك في القرآن الكريم حيث قال في سورة آل عمران : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130)” فهذا أكبر دليل على حرمانية الربا، وضرورة البعد عنه ، ومن خلال مقال اليوم على موسوعة سنتحدث عن الربا بالدلائل من الكتاب، والسنة.

جدول المحتويات

موضوع عن الربا

يشتق الربا من الفعل يربو أي يزيد فالربا هو الزيادة، والنماء فعندما قال الله عز وجل : ” وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيج (5) ” سورة الحـج، وربت الأرض أي ارتفعت وزادت.

فالربا محرم في كل الأديان السماوية، واعتبر الله من يتعامل به كأنه أعلن الحرب على نفسه من الله فيغضب الله عليه، ويجعل عيشته ضنكًا، ويعم الفقر عليه حيث قال الله في كتابه العزيز في سورة البقرة : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ”

وقول من يتبع الربا في معاملاته أنه يشبه البيع، والشراء أي محلل ليوهم نفسه أنه على الطريق الصحيح، ولكن كان الرد عليه قاطعًا بدليل من كتاب الله الكريم حيث قال : ”  الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275)”

أنواع الربا

للربا أنواع متعددة فمنها :

  • ربا الفضل : يمكن تحقيقها من خلال البيع أو التبادل بزيادة في شيء مقابل شيء آخر، مثل تبادل قميص جديد بقميصين مستعملين.
  • ربا اليد : يعني البيع بدون الحصول على المبلغ النقدي، أي يقوم الرجل ببيع مئة جرام من الذهب لصديقه مقابل مئتي جرام من الفضة، دون أن يتم الحصول على الأموال المقابلة لكل بضاعة.
  • ربا النسيئة : وهذا النوع من الربا هو الأكثر شيوعًا بين الناس، ويتمثل في أن يقترض رجل من أخيه مبلغًا مثل ألف ريال، ثم يتفق الأخان على أن يعيد الرجل هذا المبلغ بمبلغ أكبر بمقدار ألفي ريال بعد فترة زمنية محددة.

عواقب وأضرار الربا

يُعد الربا من الأمور التي تسبب الضرر لصاحبها وتعرضه للهلاك، ومن آثار الربا :

  • انتزاع البركة من العمر والرزق : يعرض الله المرابي للهلاك في الدنيا والآخرة، ويمنحهم من يغشونه ويخدعونه، كما حدث مع الناس.
  • البعد عن طريق الخير : فإن الله يحجز عن هذا الشخص العاصي كل مصدر للخير، ويجعله يغرق في الخطايا والمعاصي، وتصبح حياته غير مستقرة وحزينة.
  • الحرمان من النعم : فإن الله سبحانه وتعالى يحرم نعمه وخيراته على المرابين، ويملأ حياتهم بالحزن والهموم والمتاعب، ويبعدهم عن راحة البال حتى لا يشعروا بلذة الحياة، نظرًا لغضب الله تعالى عليهم. والدليل على ذلك قوله تعالى في سورة النساء: “فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) .
  • عدم قبول طاعاته وعدم استجابة دعاؤه : فالأكل الحرام يحجب الاستجابة عن الصاحب، والربا محرم، ومن شروط قبول الدعاء الأكل الحلال، وهذا الشرط غير متوفر لدى المرابي، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟!” (رواه مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه)).

الربا حرام شرعًا ويتم إثبات ذلك بالدليل، ويجب على كل من يريد رضا الله والتقرب إليه أن يتجنب هذا المنهج، لأنه يؤدي إلى الهلاك العظيم في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى