الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كيف أتجنب عقوق الوالدين

كيف أتجنب عقوق الوالدين | موسوعة الشرق الأوسط

كيف أتجنب عقوق الوالدين

حثنا الله عز وجل ورسوله الكريم على أداء حقوق الوالدين، ويعنى بأداء حقوق الوالدين أن نحسن معاملتهما ونكرمهما بالعناية والرعاية، ونتعامل معهما باللين والرحمة، ونطيعهما ونمتنع عن معصيتهما إلا إذا كانت تتعارض مع طاعة الله. فقد قال الله تعالى في سورة الإسراء: “وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ۝ واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

يتعارض عقوق الوالدين مع البرِّ بهما، ولكي لا يقع الإنسان في معصية العقوق فعليه القيام بما يلي:

بر الوالدين في حياتهما

هناك العديد من وسائل بر الوالدين في حياتهما، وهي كالتالي:

  • يجب احترام الوالدين وتقديرهما وإظهار التواضع أمامهما، والقيام بالأفعال التي تدل على الامتنان لفضلهما، مثل تقبيل رأسهما ويديهما.
  • ذكر فضل ومدح الأشخاص اللذين يقفان أمامك سواء كان ذلك أمامهما أو أمام الآخرين، حيث يساهم ذلك في إدخال الفرحة إلى قلوبهما.
  • معرفة ما يحتاجون إليه وقضاءه لهما.
  • يتم اللجوء إليهما للاستشارة في الأمور الشخصية والمتعلقة بالحياة، مثل الزواج والدراسة والسفر وغيرها.
  • يجب التحدث إلى الوالدين بلين ورفق، وإذا قابل أحد الوالدين الابن بغلظة في الحديث فعليه الصبر عليهما وعدم إبداء الضجر منهما.
  • عندما يتحدث الوالدان مع ابنهما، يجب عليه أن يستمع جيدًا إليهما ويظهر اهتمامًا بما يقولونه، حتى وإن كانت مصالحه مختلفة، ويتفاعل مع حديثهما.
  • يجب إسراع الاستجابة لنداءهما وتلبية احتياجاتهما ومتطلباتهما بدون تأخير.
  • يتم تقديم الرفاهيات للشخصين بهدف تسليتهما، حتى وإن لم يطلبا ذلك، مثل اصطحابهما في نزهة أو جلب أشياء ترفيهية لإسعادهما في المنزل.
  • يتمثل التوجه إلى الله تعالى بالدعاء للوالدين بالبركة في الصحة والعمر، وأن يجازيهما الله على كل ما قاما به من جهود وتضحيات لأجل ابنهما، وكل ما قدماه له في حياته، فيستغيث الابن بالله عز وجل أن يكون جزاؤهما الخير والصلاح، وتيسير الأمور، وحسن الخاتمة في الدنيا، والجنة في الآخرة.
  • يجب الاهتمام والرعاية الكاملة بجميع جوانب حياتهما، بما في ذلك الطعام والشراب والملابس والصحة.
  • يجب إخراج الصدقة للوالدين، وينبغي أن يكون المال الذي يتم إخراجه حلالًا، ويفضل أن تكون الصدقة جارية حتى يصل أجرها للوالدين بعد وفاتهما، مثل بناء مسجد أو طباعة مصحف أو حفر آبار.

بر الوالدين بعد وفاتهما

وعما يفعله الإنسان ليكون بارًا بوالديه بعد وفاتهما فهو كالتالي:

  • يجب تقديم العمل الصالح للوالدين بعد وفاتهم، بما في ذلك الدعاء والاستغفار لهما، حيث جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة… أو ولد صالح يدعو له`.
  • تعني القيام ببعض الأعمال التي يفعلها الأبناء عن والديهما بعد وفاتهما، مثل الحج أو العمرة أو صيام أيام، حتى يصل أجرها إلى الوالدين.
  • التواصل مع أصدقاء الوالدين وإكرامهم، وقد روي عن عمر بن الخطاب: عندما كان يذهب إلى مكة، كان لديه حمار يستخدمه كوسيلة للتنقل، وكان يرتدي عمامة على رأسه. في يوم ما وهو يستقل الحمار، التقى برجل بدوي فسأله: ألست ابن فلان بن فلان؟ فأجاب بنعم، فأعطاه الرجل الحمار وقال له: اركبه وارتدي العمامة. ثم قال له أحد أصدقائه: الله يغفر لك، لقد أعطيت هذا البدوي الحمار الذي كنت تستخدمه والعمامة التي كنت ترتديها. فرد عليه قائلا: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحسن البر صلة الرحم، بعد أن يعول على والده، وحتى لو كان والده صديقا لعمر.

علامات عقوق الْوَالِدَيْنِ

كما تم ذكره سابقًا، فإن عدم احترام الوالدين يعد عكس البر بهما، وتتمثل أبرز مظاهره في ما يلي:

  • يجب على الابن عدم الإبخار عن والديه بعد كبرهما، وإذا حدث ذلك فإنه يجب أن يشعرهما بأنه يمن عليهما، ويجب عليه ذكر أفعاله الحسنة تجاههما أمام الناس.
  • يعتبر النظر باستهانة أو بغضب أو بسخرية إلى الوالدين وإحراجهما أمام الناس، وذكر عيوبهما أمامهم، من الأفعال السيئة التي يجب تجنبها.
  • يجب تجنب التحدث إلى الوالدين بطريقة غير لائقة أو مزعجة.
  • عدم الاستجابة لنداء الوالدين، وإهمالهما، وعدم رعايتهما، وعدم تلبية احتياجاتهما.
  • يرتفع الصوت ويحدث تشاجر مع الوالدين ويتم التفوه بكلمات بذيئة وسيئة تجاههما.
  • تشمل عدم الجلوس مع الوالدين أو القليل من الزيارات، وكذلك عدم استشارتهما في بعض الأمور.
  • ترك الوالدين أو وضعهم في دور الرعاية للمسنين.
  • يعتبر عدم طاعة الوالدين وعصيانهما في كل شيء، سواء كان كبيرًا أو صغيرًا، إحدى الأساليب التي يتبعها البعض للشعور بالاستقلالية.
  • عدم الدعاء للوالدين وعدم إخراج الصدقة لهما، سواء في حياتهما أو بعد وفاتهما.
  • يجب عدم الكلام عن محاسن الوالدين أمام الآخرين وتجنب التقليل من شأنهما.
  • هو انتقاد أفعال الوالدين بطريقة سيئة وغير مبررة، مثل انتقاد الأكل الذي يقدمه الأم.
  • عدم مساعدة الوالدين في رعاية شؤون المنزل وترك تلك المهام الثقيلة على الأم وحدها.
  • التكبر على الوالدين ينبع من شعور الابن بأنه هو الند الذي يمكن أن يعامل والديه بأي شكل يشاء، وبالتالي يقوم بإساءة معاملتهما والتحدث معهما بشكل غير لائق ويصرخ في وجههما.
  • يفضل بعض الناس الوقوف دائمًا مع زوجاتهم وتقديمهم عليهما، حتى إن كانت مخطئة.
  • تتضمن الأفعال السيئة والمخلة بالشرف التي تسيء لسمعة الوالدين وتسبب لهما الخزي والعار.
  • إدخال المنكرات للمنزل واستخدامها أمام الوالدين.
  • عند معايرة الابن لوالديه، سواءً بعيوبهما أو بعدم قدرتهما على الإنفاق عليه كما يريد، أو بعملهما، فإن ذلك يؤدي إلى الاستعلاء عليهما والخجل منهما أمام الآخرين.
  • يقوم الابن بسرقة مال والديه وخيانة الأمانة، مما يدفعه إلى الحصول على ما لا يحق له.
  • إحزان الوالدين بالقول أو الفعل وتسبب في بكائهما.
  • يتجلى الضجر والضيق من كلام أو أفعال الوالدين، وهذا ما نهى الله عنه حيث قال: “إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما.
  • يعد الاعتداء على الوالدين بالضرب فعلًا شنيعًا ومحرمًا شرعًا.
  • تشمل السلوكيات التي تؤدي إلى قطيعة العلاقة مع الوالدين وعدم التحدث معهما، وإثارة المشكلات معهما، والكذب والمناقشة المتكررة.
  • يُعد الإفراط في الطلبات والمطالبات من الوالدين، أو إجبار الأم المريضة أو العاجزة على أعمال المنزل والرعاية الأبوية، عبءًا ثقيلاً عليهما.

هل يغفر الله عقوق الْوَالِدَيْنِ بعد وفاتهما

عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنه، عن أبيه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟.”، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: “الإشراك بالله، وعقوق الوالدين”، وكان متكئا فجلس فقال: “ألا وقول الزور، وشهادة الزور، ألا وقول الزور، وشهادة الزور”، ولم يتوقف عن القول حتى قلت لا يسكت.

  • في حالة سوء معاملة الإنسان لوالديه بأي شكل من الأشكال، يشعر بالندم بعد وفاتهما، ويرغب في التكفير عن هذا الخطيئة الكبيرة.
  • يتوجَّب على من عاق والديه في حياتهما التوبة إلى الله عز وجل، الذي يعفو عن الذنوب ويقبل توبة عباده.
  • لكي يتقبل الله توبة من يعصي والديه، يجب عليه التوبة من تلك المعصية والندم عليها، والعزم على عدم العودة للمعصية مرة أخرى.

كفارة عقوق الْوَالِدَيْنِ بعد وفاتهما

للتأكد من قبول توبته عن الذنب الذي قام بارتكابه ضد والديه اللذين توفيا، يجب على الشخص القيام ببعض الأفعال.

  • على الشخص الذي عصى والديه في حياتهما أن يدعو لهما بالرحمة ويستغفر لهما بعد وفاتهما، ويتصدق عنهما، وأن يحترم أصدقاءهما وأقاربهما وينفذ وصاياهم الشرعية.
  • يجب عليه أيضًا إذا كان في وسعه القيام بالحج أو العمرة عنهما.

هل عقوبة عقوق الْوَالِدَيْنِ تحدث في الدنيا حتى بعد التوبة

يخاف بعض الناس الذين يسيئون معاملة والديهم من أن يعاقبهم الله على أفعالهم في الدنيا، حتى لو تابوا عنها.

  • وتجدر الإشارة إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لم يذنب.
  • إذا كانت توبة العبد صادقة، فإن الله يقبلها ويغفر له ويعفو عنه، ولا يعاقبه في الدنيا على الذنب الذي تاب عنه بالفعل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى