اخترنا لكم باقةً من أجمل قصائد الشاعر السوري نزار قباني، حيث أنه واحدٌ من أشهر الشعراء في العالمِ كلِّه، ولدَ في دمشق، والتحقَّ بالكلية العلمية الوطنيةِ حتَّى مرحلة الثانويةِ العامَّة، وكانَت هذه المرحلة هي الدرجة الأولى لحبِّه للشعرِ حيث تأثَّرَ بمعلِّمِه الشاعرِ خليل مردم بك، واتصفَ بالذكاءِ والنجاحِ والتفوق، والتحقَّ بجامعةِ الحقوق، ولكنَّه سلَكَ مسلَكَ الشعرِ وتركَ الحقوق، وتتميزُ أشعارُه بينَ الرومانسيةِ والجفاءِ والحنينِ للوطنِ وغيرِهم من المشاعرِ المختلطة، وإليكم باقةً من أهمِّ ما قالَ في مجالِ القصائدِ مع موسوعةٍ.
لديه العديد من القصائد الرائعة المتميزة التي لا يتقنها أحد غيره في التعبير بكلمات مؤثرة وصادقة لتلامس القلوب.
قصيدة اغضب
تغضب كما تشاء، واجرح مشاعري كما تشاء، وحطم أواني الزهور والمرايا، وهدد بحب امرأة بجانبي، فكل ما تفعله وتقوله هو مثلٌ للأطفال الذين نحبّهم، مهما أساؤوا. فاشتعل غضبًا، فأنت رائعٌ حقًا عندما تثور. فلولا الموج لما تكونت البحور، فكن عاصفًا وكن ممطرًا، فقلبي يسامح دائمًا. فاشتعل غضبًا، فلن أتحداك، فأنت طفلٌ عابثٌ مليء بالغرور، وكيف يمكن للطيور الصغيرة أن تنتقم؟ فإذا شعرت بالملل مني، فاتهم الأقدار واتركني، وأنا سأكتفي بدموعي وحزني، لأن الصمت هو الكبرياء والحزن هو الكبرياء.
قصيدة حب بلا حدود
يا سيِّدتي: كنت أهم امرأة في تاريخي قبل نهاية العام الماضي. وأنت الآن.. أهم امرأة بعد ولادة هذا العام.. أنت امرأة لا يمكن قياسها بالساعات والأيام. أنت امرأة.. صنعت من ثمار الشعر وأحلام من ذهب. أنت امرأة.. كنت تسكنين جسدي قبل ملايين السنين.. يا سيدتي: أنت مثل القطن والغمام. أنت أمطار من ياقوت.. أنهار من نهر نهوند.. غابات من رخام.. أنت تسبحين كالأسماك في ماء القلب وتسكنين في العينين كسرب حمام. لن يتغير شيء في مشاعري.. في إحساسي.. في وجداني.. في إيماني.. فسأظل ملتزما بدين الإسلام.
قصيدة قرص الأسبرين
هذا المكان ليس وطني الكبير، لا، هذا ليس الوطن المربع بالخانات كشطرنج، والذي يبدو مثل نملة صغيرة في أسفل الخريطة. المدرس في صغرنا كان يقول لنا أن هذا هو وطننا الكبير، ولكن هذا المكان ليس كذلك. هذا ليس الوطن المصنوع من 20 كانتونًا و20 دكانًا و20 صرّافًا وحلاقٍ وشرطيٍ وطبالٍ وراقصةٍ. هذا ليس وطني الكبير. هذا ليس الوطن السادي والفاشي والشحاذ والنفطي والفنان والأمي والثوري والرجعي والصوفي والجنسي والشيطان والنبي والفقيه والحكيم والإمام. الوطن الذي كان لنا حديقة الأحلام في أيامنا السابقة، ليس هو هذا. هذا ليس الجسد المصلوب على جدار الأحزان مثل المسيح. هذا ليس الوطن الممسوخ كالصرصار والضيق كالضريح. هذا ليس وطني الكبير. هذا ليس الأبله المعاق والمرقع الثياب والمجذوب والمغلوب والمشغول بالنحو والصرف وقراءة الفنجان والتبصير.
نزار قباني أحبك
أحبك جداً وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويـل وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديـل وأعرف أن زمان الحنيـن انتهى ومات الكلام الجميل … لست النساء ماذا نقول أحبك جدا… … أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى وبيني وبينك ريحٌ وغيمٌ وبرقٌ ورعدٌ وثلجٌ ونـار وأعرف أن الوصول لعينيك وهمٌ وأعرف أن الوصول إليك انتحـار ويسعدني أن أمزق نفسي لأجلك أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبك للمرة الثانية … يا من غزلت قميصك من ورقات الشجر أيا من حميتك بالصبر من قطرات المطر أحبك جداً … وأعرف أني أسافر في بحر عينيك دون يقين وأترك عقلي ورائي وأركض أركض أركض خلف جنونـي … أيا امرأة تمسك القلب بين يديها سألتك بالله لا تتركيني لا تتركيني فماذا أكون أنا إذا لم تكوني أحبك جداً وجداً وجداً وأرفض من نــار حبك أن أستقيلا وهل يستطيع المتيم بالعشق أن يستقلا… وما همني إن خرجت من الحب حيا وما همني إن خرجت قتيلا
اشعار نزار قباني عن الشوق
قصيدة حقائب الدموع والبكاء
عندما يأتي الشتاء وتحرك رياحه ستائري، أشعر يا صديقتي بحاجة إلى البكاء على ذراعيك أو على دفاتري. عندما يأتي الشتاء وتتوقف عندلة العنادل، وتجد العصافير بلا مأوى، تبدأ نزيفًا في قلبي وكأن المطر يهطل في السماء في أناملي. يغمرني شوق طفولي للبكاء على حرير شعرك الطويل كالسنابل، مثل قارب تعبه السفر كطائر مهاجر يبحث عن نافذة تضاء، وأبحث عن سقف لي في عتمة الجدران