موضوع عن عيسى عليه السلام كامل

نقدم لكم موضوعًا عن عيسى عليه السلام، فإن ميلاده كان واحدًا من أعظم المعجزات الإلهية التي حدثت، إذ خُلق بأمر من الله وبدون أب، وولدته أمه السيدة مريم العذراء دون أن يمسّها أحد، وجاء لنشر التوحيد في العالم كله، وسنتناول في هذه الموسوعة موضوعًا عن عيسى عليه السلام وقصة ولادته وحياته.

موضوع عن عيسى عليه السلام كامل

معجزة ولادة سيدنا عيسى

كانت السيدة مريم بنت عمران في حالة عبادة عندما زارها الملاك جبريل عليه السلام ليبشرها أن الله قد اصطفاها لتلد ابنًا بارًا يُدعى عيسى، وسيكون من الأنبياء الله.

وعندما حان موعد ولادتها، اختارت السيدة مريم مكانًا بعيدًا في الصحراء لتضع حملها، وكان هذا المكان بيت لحم في فلسطين، وأنبعث الماء من تحت الأرض بأمر من الله تعالى لتشرب منه، وأمرها بأن تهز جذع النخلة لتسقط عليها التمر، لتأكل منه، وهذا كما جاء في قول الله تعالى في سورة آل عمران: (فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا).

المعجزة الثانية لسيدنا عيسى

بعد الولادة، عادت مريم إلى قومها، وأمرها الله بعدم التحدث إليهم وأن يتحدث سيدنا عيسى بالنيابة عنها، وكان عيسى يعد ثاني معجزة له بالتحدث في المهد، واتهمها قومها بالفسق لأنها ولدت طفلاً دون زواج، وأشارت مريم إلى ابنها ليتحدث، وتحدث عيسى وقال “إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا، وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا، وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا، وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” كما جاء في الكتاب العزيز.

رسالة سيدنا عيسى

أنزل الله تعالى على سيدنا عيسى كتاب الإنجيل وعلمه التوراة والحكمة، وأمره بالتجوال في الأرض لدعوة الناس ونشر رسالته. وآمن الحواريون به وصدقوه، وذلك كما ورد في سورة آل عمران: (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).

أيد الله نبيه عيسى بعدة معجزات، مثل صنعه طيوراً من الطين بمجرد تنفسه فيها، وشفاءه المصابين بمرض الجذام، وإحياءه الموتى. وكان يخبر الناس بما يأكلون في بيوتهم، وكل هذه المعجزات حصلت بأمر الله تعالى وإذنه.

التآمر على سيدنا عيسى لقتله

دعا عيسى بني إسرائيل للعبادة الخالصة لله والعودة إليه وترك مفاسدهم، ولكن من بينهم من عارض رسالته وأنكرها.

نظرًا لخوف اليهود من انتشار تعاليم عيسى عليه السلام وجماهيرية أتباعه بعد أن قام بالعديد من المعجزات، قاموا بتدبير مؤامرة لقتله على يد الرومان، حيث أمر الحاكم الروماني بالقبض عليه وصلبه، ولكن الله تعالى حماه ورفعه إليه، وألقى لهم شخصًا آخر شبيهًا به، فصلبه اليهود وقتلوه ظنًا منهم أنه هو عيسى ابن مريم، وهذا ما ذكر في سورة النساء (وَقَولِهِم إِنا قَتَلنَا المَسِيحَ عِيسَى ابنَ مَريَمَ رَسُولَ اللهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبّهَ لَهُم وَإِن الذِينَ اختَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَك منهُ مَا لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلا اتبَاعَ الظن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً، بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً).

سيدنا عيسى يوم القيامة

أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن سيدنا عيسى سينزل من السماء قبل يوم القيامة، وسيتبع دين النبي محمد، كما جاء في حديثه: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد).

وبعد نزول عيسى عليه السلام مرة أخرى، سيؤمن به أهل الكتاب، حتى يصبح الإسلام هو الدين الوحيد في الأرض، وسيتولى القيادة لمدة 40 سنة، وسوف يتحقق في عهده العدل والسلام، وستُقْتَل قبيلة يأجوج ومأجوج بعد ظهورهم، وعندما يموت سيُصَلِّي عليه المسلمون.