بحث كامل عن الطلاق وتأثيره على الاطفال
يتناول مقالنا اليوم دراسة شاملة حول الطلاق وتأثيره على الأطفال، حيث أصبح الطلاق من أكثر المشاكل التي تؤرق الأفراد في جميع المجتمعات بسبب انتشاره بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، فمنها الانحدار الأخلاقي وسوء التربية، بالإضافة إلى الملل الزوجي الذي يصيب الأزواج، وكذلك عدم التوافق الفكري والعملي بين الزوجين، وهذه المشكلة قد لا تظهر إلا بعد الزواج وتؤثر على علاقتهما وتفاهمهما.
يؤدي زيادة الخلافات إلى وصول الأمر إلى عدم القدرة على الحياة المشتركة، ومن خلال الموسوعة يمكننا التعرف على مفهوم الطلاق لغوياً واصطلاحاً، وأهم أسبابه وتأثيره النفسي على الأطفال والمجتمع، ومشروعية الطلاق في الإسلام.
بحث كامل عن الطلاق وتأثيره على الاطفال
تعريف الطلاق لغةً وإصطلاحاً
يُعرف الطلاق بمعنى فك الوثاق والتحرر في اللغة العربية .
يعني المصطلح `الطلاق` فسخ عقد النكاح وحل عقد الزواج، ويتم ذلك عن طريق الزوج الذي يذكر كلمة الطلاق بصراحة أمام الزوجة، أو عن طريق اللجوء إلى القاضي الشرعي لإصدار حكم الطلاق.
أسباب الطلاق
- تعد الخيانة الزوجية من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، وتجعل الحياة بين الزوجين غير ممكنة، خاصة إذا كانت الخيانة من جانب الزوجة.
- كما أن غياب الزوج عن زوجته وتركها لفترات طويلة يُؤدي إلى شعور الزوجة بالظُلم والتقصير في حقوقها.
- يحدث العقم لأحد الزوجين، ولا سيما إذا كان العلاج صعبًا أو مستحيلاً.
- يعد تكرار زواج الرجل بدون رضا من زوجته أو بتقصيره في العدل بينهما من الأمور السلبية.
- تزايد الأعباء والضغوطات في الحياة، والتي تؤدي إلى فقدان الصبر بين الزوجين.
- عندما يتدخل الأهل في مشاكل الزوجين، ينحاز كل من عائلة الزوج أو الزوجة إلى جانب طرفه، وتتزايد الآراء المتضاربة وتصعب الحلول .
التأثير النفسي للطلاق على الطفل والمجتمع
- الحياة الأسرية الهادئة والمستقرة كانت وما زالت السبب الرئيسي وراء تكوين شخصية الطفل السوي المتفوق دراسيًا وحسن الخلق، والذي يحب من حوله ويتمتع بطباع هادئة، وإن رؤية الطفل والديه يتفاهمان ويتبادلان المودة والحب تجعله يشعر بالراحة والطمأنينة.
- تؤثر المشاكل والخلافات المستمرة بين الزوجين سلبًا على نفسية الطفل وقدرته على التركيز، وتؤدي إلى تأثير سلبي على دراسته وجانبه الإبداعي. وغالبًا ما يصل بعض الأطفال في مرحلة المراهقة وما بعدها إلى إدمان المخدرات نتيجة لإهمال والديهم وانشغالهم بالخلافات والمناقشات.
- يؤثر الطلاق على المجتمع، حيث يجب أن يكون الفرد صافي الذهن ومرتاح البال وغير مشتت بمشاكله الأسرية ومشاكل أبنائه، حتى يتمكن من إنتاج وخدمة مجتمعه بشكل أفضل.
مشروعية الطلاق في الإسلام
رغم أن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، إلا أن الله سمح به في الحالات التي يصبح فيها الاستمرار في الحياة الزوجية مستحيلاً. وتشرع مباشرة الطلاق في القرآن الكريم
وقد قال تعالى وهو أصدق من قائل: `الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان`. صدق الله العظيم.
كما تم ذكره في السنة الشريفة والإجماع وآراء الفقهاء، فإنه يعتبر شرعيًا.
أنواع الطلاق
الطلاق نوعان هما:
- الطلاق الرجعي
- الطلاق البائن
الطلاق الرجعي هو نوع من الطلاق الذي يسمح بإرجاع الزوج لزوجته، ويحدث بعد الطلاق فترة تسمى فترة العدة التي لا يمكن للزوجة خلالها الزواج من رجل آخر، ويحق للزوج في هذه الفترة إرجاع زوجته دون الحاجة إلى موافقتها .
الطلاق البائن هو الطلاق الذي يحدث بعد انتهاء فترة العدة، أو بعد الطلقات الثلاث، وفي هذه الحالة لا يمكن للزوج إعادة زوجته إلى عصمته إلا إذا تزوجت امرأة أخرى ثم طلقها.
يوجد طلاق بائن بينونة صغرى، وهو الطلاق الذي لم تنته الثلاث طلقات فيه بعد، ولكن انتهت فترة العدة فيه، وبالتالي يحق للزوج إعادة زوجته بعقد جديد ومهر جديد .
يتم إنهاء فترة الطلاق البائن بعد ثلاث طلقات، ويأتي بعدها انتهاء فترة العدة.
يجب علينا أن نشدد على أهمية مكافحة انتشار الطلاق ومعالجة أسبابه، وتوعية الأزواج بما يمكن أن يحدث لهم ولأطفالهم إذا استخدموا الطلاق كحل سريع لمشاكلهم. كما يجب توعية العائلة بعدم التدخل في حياة الأزواج إلا إذا كان التدخل يحمل النصح والخير لهم ولأبنائهم.