الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة نمرود

قصة نمرود1 | موسوعة الشرق الأوسط

نتناول اليوم في هذه الموسوعة قصة نمرود بن كنعان، الذي هو ابن حفيد نوح عليه السلام، وهو واحد من الملوك الأربعة الذين ذُكِرُوا في القرآن الكريم، وقد وُصِفَ بأنه كان عتيًا جبارًا شديد الكفر والمعصية، بالإضافة إلى ادعائه الألوهية من دون الله تعالى.

لقد كان النمرود، ملك بابل وموطن خليل الله، شديد الحب والولع بالدنيا وزينتها، متجاهلاً الآخرة. وبعد مدة حكم دامت 400 عام، جاء عقاب الله له، فأرسل الله ذبابة لتكون وسيلة لموته بسبب تجبره وتعاليه على الله، ليكون عبرة لمن يتجرأ على معصية الله أو يظلم عباد الله في الحكم والسلطة.

قصة نمرود

  • النمرود هو ابن كنعان، الذي هو ابن كوش، الذي هو ابن سام، الذي هو ابن نوح عليه السلام. وكان النمرود أول من وضع التاج على رأسه. وقال القرطبي في كتابه “الجامع لأحكام القرآن” إن النمرود حلم بكوكب في السماء يحجب ضوء الشمس، وتم تفسير هذا الحلم أن هناك غلامًا سيولد وينهي حكم النمرود ويؤدي إلى هلاكه. ولهذا السبب، أمر النمرود في ذلك الوقت بقتل كل غلام يولد. ولكن والدته قامت بإخفاء الغلام لحمايته.
  • عندما نشأ إبراهيم وبلغ سن الشباب، رفض عبادة الآلهة وصار مؤمناً بالفطرة، ودعا قومه لعبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام، وواجه عبادة النمرود بالتحدي، وفي يوم من الأيام، كان قومه يحتفلون خارج المدينة، فذهب إبراهيم إلى أصنامهم وكسرها جميعاً، باستثناء كبيرهم، وعندما عاد قومه، قالوا له إن كبيرهم قد غضب منه، فقام إبراهيم بتحطيمه أيضاً.
  • انتفض قومه على فعلته، وأمر النمرود بإعداد نار عظيمة لحرق إبراهيم انتقامًا منه، ولكن الله الرحيم أمر النار بأن تكون بردًا وسلامًا على إبراهيم، وخرج منها سليمًا بدون أذى، مما أثار استغراب النمرود وقومه، فأراد مناظرته ومناقشته في أمر ربه.

مناظرة النمرود لإبراهيم عليه السلام

  • قال المفسرون إن النمرود سأل إبراهيم حول ربه، وقال: “ماذا يفعل ربك هذا؟.” فأجاب إبراهيم: “ربي هو الذي يحيي ويميت.” فقال النمرود: “أنا أيضا أحيي وأميت”، وأمر جنوده بإحضار اثنين من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ثم أمر بإطلاق سراح أحدهما وإعدام الآخر، ظنا منه أنه هو الذي يأخذ أرواح الناس، ولم يدرك أن الأمر بيد الله وحده. ثم قال إبراهيم: “إن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها أنت من المغرب.” فعجز النمرود عن الرد، ولم يستطع فعل شيء. وقال الله تعالى في الآية 258 من سورة البقرة: “ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك، إذ قال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت، قال: أنا أحيي وأميت. قال إبراهيم: فإن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين.” صدق الله العظيم.

قصة النمرود والذبابة

  • يروي المفسرون أن الله قد بعث ملاكًا للنمرود يأمره بالإيمان بالله، ولكنه رفض، فبعث الله الملاك إليه مرة أخرى فرفض مرة أخرى، وعندما بعث الله الملاك للمرة الثالثة، قال النمرود له: (اجمع جموعك وأجمع جموعي).
  • جمع النمرود جيوشه عند شروق الشمس، لكن الله أرسل عليهم ذبابًا من البعوض حجبت عنهم ضوء الشمس وأدمتهم وأكلت جلودهم ولحومهم حتى هلكوا. أما النمرود فأرسل الله عليه ذبابة دخلت من أنفه إلى رأسه وبقيت فيها لمدة أربعمائة سنة، وكان الله يعذبه بهذه الذبابة حتى كان يضرب رأسه بالمطارق حتى مات.

كم سنة عاش النمرود

  • عاش النمرود ثمانمائة عام، من بينها أربعمائة عام حكم فيها بالقوة والظلم والتجبر، وادعى الإلهية، حتى سلط الله عليه الذبابة لمدة أربعمائة عام، مثل فترة حكمه وعصيانه، انتقاماً منه حتى موته.

تحوي قصة النمرود بن كنعان العديد من العبر والعظات، حيث كان عناده وإصراره على رأيه سبب هلاكه في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى التأكيد على أن الموت هو نهاية كل الناس، سواء كانوا أغنياءً أو فقراء، أقوياءً أو ضعفاء. ولذلك، لا داعي للتمسك بالدنيا والاغترار بها. يجب الإشارة إلى أن القرآن الكريم يذكر أربعة ملوك، اثنان منهما كانا صالحين وهما النبي سليمان عليه السلام وذي القرنين، واثنان كانا كافرين وهما النمرود وبختنصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى