العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

قصيدة غزل وحب مكتوبة

قصيدة غزل | موسوعة الشرق الأوسط

نُقدِّم لكم في هذا المقال أفضل قصيدة غزل من بين مجموعة من القصائد المنتقاة من إرثنا الأدبي الشعري، الذي يشمل شعراء الفصحى في العصر الجاهلي والشعراء المعاصرين. إذ نتميز كأمة عربية بامتلاكنا أكبر مخزون أدبي شعري في العالم، حيث ظهر الفن الأدبي الشعري في ثقافتنا العربية منذ القدم، وتفاخر العرب بقدرتهم على تأليف الشعر وإلقائه. وفي هذا المقال، نقدم مجموعة من أبرز القصائد الغزلية في الشعر العربي.

جدول المحتويات

قصيدة غزل

شعر غزل نزار قباني

قصيدة أحبيني

أحبيني .. بلا عقد

وضيعي في خطوط يدي

أحبني لأسبوع، لأيام، لساعات..

فلست أنا الذي يهتم بالأبد..

أنا تشرين .. شهر الريح،

والأمطار .. والبرد..

أنا تشرين فانسحقي

كصاعقة على جسدي..

أحبيني ..

بكل توحش التتر..

بكل حرارة الأدغال

كل شراسة المطر

ولا تبقي ولا تذري..

ولا تتحضري أبدا..

فقد سقطت على شفتيك

كل حضارة الحضر

أحبيني..

كزلزال .. كموت غير منتظر..

وخلي نهدك المعجون..

بالكبريت والشرر..

يهاجمني .. كذئب جائع خطر

وينهشني .. ويضربني ..

كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..

أنا رجل بلا قدر

فكوني .. أنت لي قدري

وأبقيني .. على نهديك..

مثل النقش في الحجر..

أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..

ولا تتلعثمي خجلا

ولا تتساقطي خوفا

أحبيني .. بلا شكوى

أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟

وكوني البحر والميناء..

كوني الأرض والمنفى

وكوني الصحو والإعصار

كوني اللين والعنفا..

أحبيني .. بألف وألف أسلوب

ولا تتكرري كالصيف..

إني أكره الصيفا..

قصيدة أحبك والبقية تأتي

حديثك سجادةٌ فارسيه..

وعيناك عصفوتان دمشقيتان..

تطيران بين الجدار وبين الجدار..

يسافر قلبي فوق يديك مثل حمامة تحلق فوق الماء،

ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..

وإني أحبك..

لكن أخاف التورط فيك،

أخاف التوحد فيك،

أخاف التقمص فيك،

تعلمت من التجارب أن يجب تجنب الوقوع في حب النساء،

وموج البحار..

أنا لا أناقش حبك.. فهو نهاري

ولست أناقش شمس النهار

أنا لا أناقش حبك..

فهو يقرر متى يأتي ومتى يذهب..

وهو يحدد وقت الحوار، وشكل الحوار..

دعيني أصب لك الشاي،

أنت خرافية الحسن هذا الصباح،

وصوتك نقشٌ جميلٌ على ثوب مراكشيه

وعقدك يلعب كالطفل تحت المرايا..

ويرتشف الماء من شفة المزهريه

اسمحي لي أن أسكب لك الشاي، هل ذكرتُ أنني أحبك؟

هل قلت إني سعيدٌ لأنك جئت..

وأن حضورك يسعد مثل حضور القصيده

ومثل حضور المراكب، والذكريات البعيده..

دعني أترجم بعض كلام الجلوس الذي يرحب بك..

دعيني، أعبر عما يدور ببال الفناجين،

وهي تفكر في شفتيك..

وبال الملاعق، والسكريه..

دعيني أضيفك حرفاً جديداً..

على أحرف الأبجديه..

دعيني أناقض نفسي قليلاً

وأجمع في الحب بين الحضارة والبربريه..

– أأعجبك الشاي؟

– هل ترغبين ببعض الحليب؟

هل ستكتفين – كما كنت دائمًا – بقطعة سكر؟

– وأما أنا فأفضل وجهك من غير سكر..

أكرر للمرة الألف أني أحبك..

كيف تريدينني أن أفسر ما لا يفسر؟

وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني؟

يشعر حزني بأنه طفل صغير يتزايد جماله يومًا بعد يوم..

دعيني أقول بجميع اللغات التي تعرفينها والتي لا تعرفينها..

أحبك أنت..

دعيني أفتش عن مفرداتٍ..

تكون بحجم حنيني إليك..

دعيني أفكر عنك..

وأشتاق عنك..

وأبكي، وأضحك عنك..

وألغي المسافة بين الخيال وبين اليقين..

دعيني أؤسس دولة عشقٍ..

تكونين أنت المليكة فيها..

وأصبح فيها أنا أعظم العاشقين..

شعر غزل وحب

قصيدة غزلية لابن الفارض

زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا

وارْحَمْ حشىً بلَظَى هواكَ تسعّرا.

 

وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً

فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى.

 

يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ

صَبراً فحاذرْ أن تَضِيقَ وتَضجرا.

 

إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ

صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا.

 

قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن

بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى.

 

عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا

وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى.

 

ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا

سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى.

 

وأباحَ طَرْفِي نَظْرْةً أمّلْتُها

فَغَدَوْتُ معروفاً وكُنْتُ مُنَكَّرا.

 

فَدُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ

وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا.

 

فأَدِرْ لِحَاظَكَ في محاسنِ وجْهه

تَلْقَى جميعَ الحُسْنِ فيه مُصَوَّرا.

 

لو أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورةً

ورآهُ كان مُهَلِّلاً ومُكَبِّرا.

قصيدة غزل للفرزدف

أَلا مَن لِشَوقٍ أَنتَ بِاللَيلِ ذاكِرُه

وَإِنسانِ عَينٍ ما يُغَمِّضُ عائِرُه.

 

وَرَبعٍ كَجُثمانِ الحَمامَةِ أَدرَجَت

عَلَيهِ الصَبا حَتّى تَنَكَّرَ داثِرُه.

 

بِهِ كُلُّ ذَيّالِ العَشِيِّ كَأَنَّهُ

هِجانٌ دَعَتهُ لِلجُفورِ فَوادِرُه.

 

خَلا بَعدَ حَيٍّ صالِحينَ وَحَلَّهُ

نَعامُ الحِمى بَعدَ الجَميعِ وَباقِرُه.

 

بِما قَد نَرى لَيلى وَلَيلى مُقيمَةٌ

بِهِ في خَليطٍ لا تَناثى حَرائِرُه.

 

فَغَيَّرَ لَيلى الكاشِحونَ فَأَصبَحَت

لَها نَظَرٌ دوني مُريبٌ تَشازُرُه.

 

أَراني إِذا ما زُرتُ لَيلى وَبَعلَها

تَلَوّى مِنَ البَغضاءِ دوني مَشافِرُه.

 

وَإِن زُرتُها يَوماً فَلَيسَ بِمُخلِفي

رَقيبٌ يَراني أَو عَدُوٌّ أُحاذِرُه.

 

كَأَنَّ عَلى ذي الطِنءِ عَيناً بَصيرَةً

بِمَقعَدِهِ أَو مَنظَرٌ هُوَ ناظِرُه.

 

يُحاذِرُ حَتّى يَحسِبَ الناسَ كُلَّهُم

مِنَ الخَوفِ لا تَخفى عَلَيهِم سَرائِرُه.

 

غَدا الحَيُّ مِن بَينِ الأُعَيلامِ بَعدَما

جَرى حَدَبُ البُهمى وَهاجَت أَعاصِرُه.

 

دَعاهُم لِسَيفِ البَحرِ أَو بَطنِ حائِلٍ

هَوىً مِن نَوى حَيٍّ أُمِرَّت مَرايِرُه.

 

غَدَونَ بِرَهنٍ مِن فُؤادي وَقَد غَدَت

بِهِ قَبلَ أَترابِ الجَنوبِ تُماضِرُه.

 

تَذَكَّرتُ أَترابَ الجَنوبِ وَدونَها

مَقاطِعُ أَنهارٍ دَنَت وَقَناطِرُه.

شعر غزل جاهلي

قصيدة طُرفة بن العبد

أَتَعرِفُ رَسمَ الدارِ قَفراً مَنازِلُه

كَجَفنِ اليَمانِ زَخرَفَ الوَشيَ ماثِلُه.

 

بِتَثليثَ أَو نَجرانَ أَو حَيثُ تَلتَقي

مِنَ النَجدِ في قَيعانِ جَأشٍ مَسائِلُه.

 

دِيارٌ لِسَلمى إِذ تَصيدُكَ بِالمُنى

وَإِذ حَبلُ سَلمى مِنكَ دانٍ تُواصُلُه.

 

وَإِذ هِيَ مِثلُ الرَئمِ صيدَ غَزالُها

لَها نَظَرٌ ساجٍ إِلَيكَ تُواغِلُه.

 

غَنينا وَما نَخشى التَفَرُّقَ حِقبَةً

كِلانا غَريرٌ ناعِمُ العَيشِ باجِلُه.

 

لَيالِيَ أَقتادُ الصِبا وَيَقودُني

يَجولُ بِنا رَيعانُهُ وَيُحاوِلُه.

 

سَما لَكَ مِن سَلمى خَيالٌ وَدونَها

سَوادُ كَثيبٍ عَرضُهُ فَأَمايِلُه.

 

فَذو النيرِ فَالأَعلامُ مِن جانِبِ الحِمى

وَقُفٌّ كَظَهرِ التُرسِ تَجري أَساجِلُه.

 

وَأَنّى اِهتَدَت سَلمى وَسائِلَ بَينَنا

بَشاشَةُ حُبٍّ باشَرَ القَلبَ داخِلُه.

 

وَكَم دونَ سَلمى مِن عَدوٍّ وَبَلدَةٍ

يَحارُ بِها الهادي الخَفيفُ ذَلاذِلُه.

 

يَظَلُّ بِها عَيرُ الفَلاةِ كَأَنَّهُ

رَقيبٌ يُخافي شَخصَهُ وَيُضائِلُه.

 

وَما خِلتُ سَلمى قَبلَها ذاتَ رِجلَةٍ

إِذا قَسوَريُّ اللَيلِ جيبَت سَرابِلُه.

 

وَقَد ذَهَبَت سَلمى بِعَقلِكَ كُلِّهِ

فَهَل غَيرُ صَيدٍ أَحرَزَتهُ حَبائِلُه.

 

كَما أَحرَزَت أَسماءُ قَلبَ مُرَقِّشٍ

بِحُبٍّ كَلَمعِ البَرقِ لاحَت مَخايِلُه.

 

وَأَنكَحَ أَسماءَ المُراديُّ يَبتَغي

بِذَلِكَ عَوفٌ أَن تُصابَ مَقاتِلُه.

 

فَلَمّا رَأى أَن لا قَرارَ يُقِرُّهُ

وَأَنَّ هَوى أَسماءَ لا بُدَّ قاتِلُه.

 

تَرَحَّلَ مِن أَرضِ العِراقِ مُرَقِّشٌ

عَلى طَرَبٍ تَهوي سِراعاً رَواحِلُه.

 

إِلى السَروِ أَرضٌ ساقَهُ نَحوَها الهَوى

وَلَم يَدرِ أَنَّ المَوتَ بِالسَروِ غائِلُه.

 

فَغودِرَ بِالفَردَينِ أَرضٍ نَطيَّةٍ

مَسيرَةِ شَهرٍ دائِبٍ لا يُواكِلُه.

قصيدة غزل لعنترة بن شداد

بَردُ نَسيمِ الحِجازِ في السَحَرِ

إِذا أَتاني بِريحِهِ العَطِرِ.

 

أَلَذُّ عِندي مِمّا حَوَتهُ يَدي

مِنَ اللَآلي وَالمالِ وَالبِدَرِ.

 

وَمُلكُ كِسرى لا أَشتَهيهِ إِذ

ما غابَ وَجهُ الحَبيبِ عَن نَظَري.

 

سَقى الخِيامَ الَّتي نُصِبنَ عَلى

شَرَبَّةِ الأُنسِ وابِلُ المَطَرِ.

 

مَنازِلٌ تَطلُعُ البُدورُ بِه

مُبَرقَعاتٍ بِظُلمَةِ الشَعَرِ.

 

بيضٌ وَسُمرٌ تَحمي مَضارِبَه

أَسادُ غابٍ بِالبيضِ وَالسُمُرِ.

 

صادَت فُؤادي مِنهُنَّ جارِيَةٌ

مَكحولَةُ المُقلَتَينِ بِالحَوَرِ.

 

تُريكَ مِن ثَغرِها إِذا اِبتَسَمَت

كَأسَ مُدامٍ قَد حُفَّ بِالدُرَرِ.

 

أَعارَتِ الظَبيَ سِحرَ مُقلَتِه

وَباتَ لَيثُ الشَرى عَلى حَذَرِ.

 

حَودٌ رَداحٌ هَيفاءُ فاتِنَةٌ

تُخجِلُ بِالحُسنِ بَهجَةَ القَمَرِ.

 

يا عَبلَ نارُ الغَرامِ في كَبدي

تَرمي فُؤادي بِأَسهُمِ الشَرَرِ.

 

يا عَبلَ لَولا الخَيالُ يَطرُقُني

قَضَيتُ لَيلي بِالنَوحِ وَالسَهَرِ.

 

يا عَبلَ كَم فِتنَةٍ بُليتُ بِه

وَخُضتُها بِالمُهَنَّدِ الذَكَرِ.

 

وَالخَيلُ سودُ الوُجوهِ كالِحَةٌ

تَخوضُ بَحرَ الهَلاكِ وَالخَطَرِ.

 

أُدافِعُ الحادِثاتِ فيكِ وَل

أُطيقُ دَفعَ القَضاءِ وَالقَدَرِ.

تعتبر هذه مجموعة من القصائد المميزة في الشعر الجاهلي العربي القديم، بالإضافة إلى ما يميز شعراء العصر الحديث لدينا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى