الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

قصة الاسراء والمعراج للاطفال

D3LKw hXgAA oYS | موسوعة الشرق الأوسط

تروي قصة الإسراء والمعراج حكاية رحلة بديلة للرسول عليه الصلاة والسلام، وذلك عندما مر بفترة عصيبة في دعوته ونشره للإسلام، حيث توفي عمه أبو طالب الذي كان يحميه ويدعمه، وتوفيت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها التي كانت داعمة له وصديقة لروحه. لذلك، فإن رحلة الإسراء والمعراج تعد تعويضًا عن تلك الفترة العصيبة والحزن التي عاشها الرسول.
بعد ذلك، ذهب النبي عليه الصلاة والسلام لدعوة أهل الطائف، ولكنهم استقبلوه بطريقة سيئة واستهزأوا به، وأذوه وجرحوه حتى سال الدم من قدميه الشريفتين، وفي هذه الحالة بعث الله به في رحلة الإسراء والمعراج ليعوضه عما مر به، وهذا موضوع مقالنا حيث سنقدم لكم تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج عبر موسوعتنا.

جدول المحتويات

قصة الاسراء والمعراج للاطفال

ليلة الإسراء والمعراج

تعد رحلة الإسراء والمعراج من العقائد الدينية الأساسية التي يؤمن بها كل مسلم ومسلمة، وقد تعرضت للاستهزاء والسخرية من قِبَل الكثيرين الذين شككوا في صحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، وقد حدثت في منتصف فترة الدعوة الإسلامية قبل هجرة النبي، بين السنة الحادية عشرة والثانية عشرة، ورفضت قريش تصديقها ونفت حدوثها.
بمعنى الإسراء هو السفر ليلاً، وذلك عندما سافر النبي من مكة إلى المسجد الأقصى ليلاً على ظهر الدابة المسماة بالبراق، وأما المعراج فهو الصعود بالسلم أو المصعد، وذلك عندما صعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء الدنيا بصحبة جبريل عليه السلام. وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم قوله “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير.

حدثت أول أحداث الرحلة الصبيحية عندما كان الرسول عليه الصلاة والسلام نائمًا في بيته، وجاء جبريل عليه السلام وشق صدره وغسله بماء زمزم لتطهيره من الشرور، ثم أخرج قلبه وملأه بالإيمان والحكمة، وبعد ذلك جاءت دابة عظيمة تسمى البراق وحملته وجبريل على ظهرها وانطلقت بهما من مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، حيث دخل النبي المسجد ووجد جميع الأنبياء، وصلى معهم ركعتين، ثم خرج وجد جبريل يعرض عليه كأسًا من الخمر وآخر من اللبن، فاختار اللبن وأعلن جبريل أنه قد اختار الفطرة.

أحداث المعراج

ثم بدأت أحداث المعراج بعدما وصلوا إلى الصخرة المشرفة، فصعد جبريل مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم على جناحيه إلى السماء، وتفرَّج النبي على جزء من أحداث السماء الأولى، ثم صعدا إلى السماء الثانية حيث رأى النبي زكريا وعيسى بن مريم عليهما السلام، ثم ارتفعا إلى السماء الثالثة فوجد فيها يوسف عليه السلام، ثم صعدا إلى السماء الرابعة ليرى فيها إدريس، ثم إلى السماء الخامسة ووجد فيها هارون، ثم ارتفعا إلى السماء السادسة ووجد فيها موسى، ثم انتهى بهما المطاف في السماء السابعة حيث وجدا سيدنا إبراهيم عليه السلام وجميع الأنبياء الأخرى، ثم انتهى بهما المطاف في سدرة المنتهى.

جاء جبريل عليه السلام بالنبي عليه أفضل السلاة والسلام إلى الحجاب، وفي ذلك المنتهى الأعلى للخلق، فأخذه الملك وصعد به حتى وصل العرش، وأمر الله النبي بالتحيات 50 مرة في اليوم، وأخذه جبريل ليريه الجنة، فشاهد فيها من النعيم مالا عين رأت ولا أذن سمعت، ورأى نهر الكوثر الذي خصصه الله له.

فرض الصلاة على الرسول وأمته

بعد ذلك، عرض جبريل عليه السلام النار عليه، ليرى عذابها، ثم خرجا ليجدا سيدنا موسى عليه السلام، فأرجعه إلى الله حتى يسأله ويطلب منه تخفيف الصلاة على أمته، فأنقص منهم عشرًا، ثم أرجعه مرة أخرى فخفف عنهم عشرة، ثم لم يرجع إلا عندما جعل الله الصلوات خمسة في اليوم، وعندما طلب منه موسى أن يعود إلى الله ويسأله التخفيف مرة أخرى، استحيا من الله عز وجل، وهنا قال الله تعالى: “إِنِّي قَدْ فَرَضْتُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ، وَقَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي”، ثم أعاده جبريل عليه السلام إلى مضجعه مرة أخرى بعد أن حدث كل هذا في ليلة واحدة فقط.

تُعد رحلة الإسراء والمعراج من بين معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بدأت الرحلة بشق جبريل عليه السلام لصدره وإخراج قلبه، ثم سيره من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في القدس، وصعوده في السماء الدنيا إلى درجاتها ولقائه بالأنبياء. ويجعل هذا الأمر الناس يقفون مذهولين أمام عظمة الله تعالى وقدرته فيما فعله مع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى