بحث عن التوكل

ابحث عن التوكل؛ إن التوكل على الله عز وجل من أهم الأمور التي يمكن من خلالها للإنسان أن يحصل على التوفيق في كل أقواله وأعماله، فالله – سبحانه وتعالى – يحب أن يُسأله العبد ويُلح عليه في السؤال، ولكن بقلب صادق قانت خاشع لرب العزة، فإذا صدقت نيت الإنسان، أعطاه الله عز وجل من حيث لا يحتسب، فإذا تقرب الإنسان إلى الله – تعالى – تقرب الله منه، فإن تقرب العبد لربه شبرا، تقرب الله – تعالى – له ذراعا، ومن جاء مقبلا على الله يمشي؛ أقبل الله عليه هرولا، فالتوكل على الله من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد من ربه – سبحانه. وإليكم المزيد عبر موقعنا الموسوعة.

بحث عن التوكل

بم يتحقق التوكل؟

التوكل يتحقق للإنسان إذا فعل الإنسان عدة أمور منها:

من حقيقة معرفة الله تعالى هو أنها ليست مقتصرة فقط على الصلاة والزكاة والصوم، وإنما علامة صحة معرفة الله تعالى هي أن يتفق سرك مع علانيتك، وأن يكون قلبك خالصًا لله تعالى قبل جوارحك. فإذا كان قلبك في حالة صحية جيدة، فإن جميع جوارحك ستكون في حالة صحية جيدة، وإذا كان قلبك في حالة سيئة، فإن جميع جوارحك ستكون في حالة سيئة. لذا، معرفة الله تعالى حق المعرفة تتمثل في عبادة الله كأنك تراه، فإن لم تره، فإنه يراك ويرى أعمالك.

يعد الله -تعالى- التوفيق نعمة لا يمكن تحقيقها إلا عندما تبذل كل الجهود والسبل اللازمة لتحقيق أهدافك، وذلك بحسب قدر المواهب والقدرات التي وهبها الله -تعالى- لك، وعندما تفعل ذلك، يجب أن تتوكل على الله -تعالى- وتدرك أنه سيوفر لك التوفيق في الوقت المناسب، فلا تستعجل أو تقنط.

الأمر الثالث هو تأكيد معنى التوحيد في قلب الإنسان، فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ليست مجرد كلمات تنطق بها اللسان دون أن تتخلل القلب، ولذلك يجب أن تختلط هذه الكلمات التي نطق بها اللسان بقلب الإنسان، حتى يتحقق إيمانه الكامل.

4- تُعَد ذنوب الإنسان وآثامها هي الأسباب الرئيسية لخراب وفساد جميع أعماله. لذلك، إذا كنت ترغب في أن يُكرِّم الله عز وجل جميع أعمالك ويمنحك التوفيق فيها، عليك أن تحاول جاهدًا التخلص من الذنوب والآثام في حياتك بقدر ما تستطيع، وتجعل التقوى والإخلاص دومًا في مسيرتك؛ فهما أفضل الزاد الذي يستخدمه المسلم لتحمل صعوبات ومشكلات الحياة.

٥- أن تقبل بالقسمة التي قسمها الله عز وجل لك، فإن رزقك محدد بالفعل قبل ولادتك؛ فإذا قبلت وشكرت الله عز وجل، سيمنحك الله بما لا تتوقع، وإذا كفرت ولم تشكر الله على ما أعطاك، سيعاقبك الله.

6-وأساس التوكل : تفويض كل أمرك لله عز وجل يعني أنه سيتولى كل شيء بالنسبة لك، وإذا فوضت له أمرك، فلا تخشى نتيجة أي شيء، لأنه المسؤول عن كل شيء.

فضل التوكل

من أسماء الله الحسنى اسم “الوكيل”، وهو الذي يُعنى بتدبير الأمور والاهتمام بها، وإذا كان الله هو المنزه عن كل نقص والموصوف بكماله، ولكنه جعل الوكيل ضمن أسمائه فهذا يدل على عظمة التوكل عليه.

ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز بكثير من الآيات التي تتعلق بالتوكل عليه -تعالى-، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: “وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين”، وعند تدبرك لهذه الآية ستجد أن الله -تعالى- يأمر عباده بالفعل الأمر “فتوكلوا”، والفعل الأمر في اللغة العربية يفيد الطلب؛ فالله عز وجل يطلب من عباده، ويأمرهم بالتوكل، وكذلك جملة الشرط بعد هذا الفعل (إن كنتم مؤمنين) تدل دلالة واضحة على أن شرط الإيمان هو التوكل على الله.

والمعنى: إذا كنت تريد أن تكون مؤمنًا، فعليك الاعتماد على الله، لأن الإيمان يرتبط بالتوكل، وعندما تثق في الله، فإنك تشعر بالأمان، وهناك لفتة جميلة في هذه الآية، وهي تقديم “الجار والمجرور” (وعلى الله)، والتي تدل على التخصيص والتحديد، والمعنى هو أن التوكل يتم توجيهه إلى الله فقط ولا يوجد لغيره.

ومن أفضل المثال التي نستلهمها هي قصص الأنبياء -عليهم السلام- الذين قدموا أروع الأمثلة في الاعتماد على الله، والتضرع والخضوع له عز وجل، دون النظر إلى ما سيحدث لهم من ضرر أو إيذاء.

وخير مثال : عندما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق إلى المدينة، أرادت قريش قتلهما، ولكن كل محاولاتهما باءت بالفشل، فاختبأ النبي وصاحبه في غار ثور، وحاول المشركون البحث عنهما، وكان أبو بكر يرتجف خوفًا على النبي المختار، وقال له: “لو نظر أحدهم تحت قدمه لرأينا”، فأجاب النبي بثقة في نصر الله وتوكله عليه: “يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا.

في هذه القصة التي ضربها النبي-صلى الله عليه وسلم-، نجد مثالًا واضحًا على المقولة `من توكل على الله فهو حسبه`، ويمكننا أن نحاول اتباع هذا المثال الرائع.