الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن المواريث

IHT | موسوعة الشرق الأوسط

لقد فرض الله تعالى على كل إنسان حقًا معروفًا، ولذلك تقدم الموسوعة بحثاً عن الميراث. إن الميراث هو حدٌّ من حدود الله الذي يتعين على الإنسان الالتزام به، سواء كان ذلك بالنسبة للأفراد أو المجتمعات بأكملها، وعليهم أن يحرصوا على مراعاة الدقة في هذا الأمر. فلا يجوز لأي شخص أن يستولي على حق شخص آخر، وينبغي على الإنسان توزيع الميراث على أفراد أسرته وعشيرته بالتساوي، بما كتبه الله سبحانه وتعالى لهم وفقًا لشريعته المبينة في كتابه العزيز. وكما أمر الله تعالى في كتابه الكريم، فقد أوجب النبي صلى الله عليه وسلم توزيع الفرائض على أصحابها بدون تمييز بين الذكر والأنثى. ومن المأساوي في عصرنا الحالي أننا نتبع عادات الجاهلية التي يتمثل أحدها في حرمان الإناث من الميراث. وعلينا أن نحرص على عدم تطبيق هذه الممارسات الفاسدة في عصرنا الحالي.

جدول المحتويات

بحث عن المواريث

مشروعية الميراث

وضع الإسلام حدًا معلومًا لتوزيع الميراث بين الذكر والأنثى، وجعل حظ الذكر مساويًا لحظ الأنثيين، وهذا الحكم خاص وفيه مرونة لأن الذكر والأنثى قد يرثان أكثر أو أقل حسب العصبة والعدد وبما يحدده الفقيه أو المختص بالعلوم الشرعية دون غيره لئلا يتدخل أحد غير المختصين ويفسد الأمر.

وكما جاءت في الشريعة الإسلامية، تم تأمين الحدود والفرائض، وتأمر بأداء هذه الواجبات وفقا لما يرضي الله ورسوله. وحذرت أيضا من الاستهانة بأداء هذه الحدود والفرائض، أو إيذاء أحد المستحقين لهذه الواجبات. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة النساء: “تلك حدود الله…”، وقال أيضا: “فريضة من الله.

تعد سورة النساء من السور التي تناولت بالتحديد الفرائض والحدود وكيفية أدائها لمستحقيها، وتوضح قيمتها، وتحذر من تجاوز حدود الله وعدم إعطاء الحق لأصحابه، وتهدد بالعذاب الأليم في النار الجهنمية لمن يتجاوز تلك الحدود التي فرضها الله.

ويبشر الله الذين يحافظون على حدوده ويؤدون الحقوق لأصحابها بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ويدومون فيها إلى الأبد، فلينظر كل شخص إلى ماذا يريد، أن يكون مع الذي أنعم الله عليهم ويجمعهم مع الأنبياء والصديقين، أم أن يكون مع الذين غضب الله عليهم ويجمعهم مع الكفار والفجار؟

ما الحكمة في زيادة ميراث الذكر عن الأنثى

بشكلٍ عام، يعتبر الرجل هو المسؤول عن تلبية احتياجات الأسرة وإسعادها واستقرارها، وبالتالي فإن الرجل هو الأكثر حاجة للمال من النساء، حيث يدفع الرجل المهور والنفقات المالية الأخرى في الحياة الزوجية، بينما يكون دور المرأة هو الطلب وليس الدفع، وفي إطار الأسرة، يعتبر الرجل هو مقدم الدعم الرئيسي للأسرة بدلاً من المرأة، حيث يكون الرجل هو الربّ والمسؤول الأساسي عن الأسرة.

يجب على الرجل إنفاق المال على أسرته وهذا أمر أساسي وليس واجبًا على المرأة، إلا إذا أرادت مساعدته في تأمين ضروريات الحياة. وبالمثل، فإن تكاليف السكن وتعليم الأولاد وتلبية احتياجاتهم الأساسية هي مسؤولية الرجل تجاه أسرته وليست واجبًا على المرأة. بالإضافة إلى ذلك، يجب زيادة حصة المرأة في الميراث لمواكبة التغييرات في الحياة ونظامها ولتحقيق المصلحة العامة. فإذا حصل الرجل على حصة أقل من المرأة في الميراث، فسيؤدي ذلك إلى خلل في الحياة الاجتماعية التي دعت إليها الشريعة الإسلامية وأرادتها.

على ما يقوم الإرث في الإسلام

الإسلام هو دين العدل والتوسط والسماحة. فدعا الإسلام الناس جميعًا لتحقيق الموقف المتوسط في جميع جوانب حياتهم، وحذرهم من المبالغة والتعنت في أمورهم الحياتية. وذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”، أي جعل الأمة الإسلامية متمتعة بالوسطية والعدالة في جميع الأمور. ولا يجوز لأي مسلم أن يخرج عن هذا الموقف المتوسط الذي أقرته الشريعة الإسلامية السمحاء.

وإذا كان الأمر كذلك في جميع المعاملات، فإن الأمر يصبح أكثر جدية والتزامًا بحدود الله وفرائضه التي فرضها على عباده. إن شريعة الإسلام تتميز بأنها وقفت في موقف الوسط في قضية الميراث، بين الرأسمالية والشيوعية. وهذا من فضل الله تعالى على المسلمين في حفظ حقوقهم وعدم التهاون فيها.

في فكر الاشتراكيين الشيوعيين، لا يتم الاعتراف بمبدأ الميراث، إذ لا يؤمنون به كمفهوم أساسي، وأما الرأسماليون فيتركون مبدأ الإرث دون تنظيم أو رقابة، حيث يتمتع المستحقون بالحرية الكاملة في الاستحواذ على الميراث كما يرونه مناسبًا، وهذا يعد إساءة لحقوق الإنسان وظلمًا لهم. ونحمد الله الذي جعلنا مسلمين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى