كم يحتاج الانسان حضن في اليوم
أصبح التعبير الجسدي عن المشاعر قيمة نادرة في مجتمعاتنا، وإن تبقى فإنها فاقدة للمعنى وأصبحت عادة اجتماعية أكثر منها تعبيرًا عن الشعور الداخلي. ولأن الحضن يحتوي على معانٍ كثيرة ويمثل أداة للتعبير عن المشاعر، فإن موقع الموسوعة العربية الشاملة يهتم بشرح الإجابة على السؤال: كم يحتاج الإنسان إلى الحضن في اليوم، وذلك مع ذكر فوائد الحضن.
كم يحتاج الانسان حضن في اليوم
لقد ذكرت العديد من الدراسات العلمية فعالية الاحتضان، والفوائد النفسية والجسدية التي يحملها للجسم، إذ يحمل الحضن العديد من المعاني الإيجابية والمشاعر الرقيقة، مثل مشاعر الدعم والترابط والمحبة بين الأفراد، وقد أصبح في زماننا الحاضر حاجة إنسانية، لا يمكن للفرد أن يستقر نفسيًا أو يعيش حياته بدونها.
ظهرت العديد من الأبحاث التي تؤكد أهمية العناق وفوائده للجسم، ووصلت الكثير من الدراسات المتعلقة بالحضن واللمس إلى نفس النتيجة، فالمعانقة أو الحضن جزء لا يتجزأ من التنمية البشرية.
ذكرت العالمة في النفس والمعالجة الأسرية، الدكتورة فيرجينيا ساتير، أننا نحتاج جميعًا إلى أربعة أحضان في اليوم على الأقل للبقاء على قيد الحياة، وثمانية أحضان في اليوم للحفاظ على صحتنا النفسية في ظل التغييرات السريعة التي نواجهها، وفي مراحل الطفولة والنمو، نحتاج إلى 12 حضنًا يوميًا لزيادة معدل النمو اليومي.
أفاد المتخصصون في هذا الموضوع بأن كلما حصل الشخص على أكبر عدد من العناقات في فترات مناسبة، كان ذلك أفضل لهن، حيث يعمل على تكوين النتائج والمشاعر وزيادة الهدوء النفسي، وتحسين القدرة على حل المشكلات بشكل فعال، بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يحصلون على العناق بشكل كافٍ طوال اليوم.
9 أسباب تجعلك تحتاج إلى 8 أحضان يوميا
يوجد العديد من الفوائد التي تجعلك ترغب في عناق الأشخاص المقربين منك، وإيصال العديد من الرسائل الإيجابية لهم من خلال الدعم والمودة والمحبة لهم، بالإضافة إلى الفوائد الجسدية التي قد تحصل عليها، ومن بين الفوائد التي يمكن الحصول عليها من العناق ما يلي:
علاج الأرق والقلق
يتسبب الأرق في نقص عدد ساعات النوم للشخص المصاب به، وقد يتسبب أيضًا في العديد من المشاكل الصحية الثانوية، والتي قد تؤدي إلى تعطل بعض وظائف الجسم الطبيعية، وتزيد فرص الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك النوبات القلبية.
“أظهرت إحدى الدراسات أن حصول الإنسان على عناق دافئ يحسن حالته، حيث يفرز الدماغ هرمون السعادة الذي يعرف علميًا باسم هرمون السيروتونين والذي يساعد على تنظيم المزاج واسترخاء الجهاز العصبي، مما يساعد الشخص على النوم العميق والراحة بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: التخلص من الغضب والعصبية
فقد الوزن الزائد
في بعض الحالات، يقوم بعض الناس بتناول الطعام لأسباب عاطفية، لا لمجرد إشباع جوعهم، بل لرغبتهم في الشعور ببعض الهدوء والابتعاد عن التوتر والضغط النفسي.
عند الاحتضان، يفرز المخ هرمونًا يُعرف باسم “أوكسيتوسين”، والذي يتم إرساله إلى مناطق المخ الغنية بالهرمون “الدوبامين”، المعروف باسم هرمون الحب، والذي يفرزه المخ أيضًا. يساعد هرمون الأوكسيتوسين على الشعور بالاسترخاء والمتعة، كما يسبب إطلاق مشاعر الثقة ويعمل على تقليل القلق والتوتر. وهذا يفسر لماذا نتجه إلى تناول الطعام في بعض الأحيان لأسباب عاطفية.
يساعد استخدام التعبير الجسدي مثل الحضن على تحسين العلاقات العاطفية والاجتماعية والإنسانية، ويؤدي إلى إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يقلل من التوتر والقلق والمشاعر السلبية، ويمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الشهية والحد من تناول الطعام في حالات غير الحاجة له، مما يساعد في فقدان الوزن الزائد.
زيادة الترابط وتعزيز العلاقات
يشير خبير العلاقات الدكتور بام سبور إلى أن القيام بأمور بسيطة خلال اليوم، مثل العناق، قد يساعد على الحفاظ على العلاقات الصحية والسعيدة، بين الأزواج أو الآباء والأبناء، كما يزيد من الشعور بالارتباط العاطفي خصوصاً بين الأزواج.
ارتخاء العضلات
يتمتع هرمون “الأوكسيتوسين” بالعديد من الفوائد الأخرى، بالإضافة إلى تخفيف التوتر وتخفيف الضغط على الجهاز العصبي، فعندما يتم إطلاق الهرمون في الدورة الدموية، والذي يحدث عند المعانقة أو الحضن، يعمل على تحسين قدرة الجسم على إصلاح العضلات بشكل سريع، كما يحفز عملية حرق الدهون في الجسم وتحويلها إلى طاقة، والتي تساعد أيضًا في إصلاح العضلات.
ووفقًا للدراسات، تؤدي الأحضان إلى زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين بشكل صحيح، وهذا يساهم في تحسين عملية تحويل الطاقة، ويعزز إصلاح العضلات، بالإضافة إلى دعم نمو العضلات بشكل أفضل.
زيادة التعاطف والتفاهم
بالإضافة إلى الفوائد الأخرى لهرمون “أوكسيتوسين”، فإنه يسبب الشعور بالتعاطف وهذا ما أثبتته الدراسات الحديثة، ويرتبط بزيادة الإحساس بالتعاطف حتى بين الغرباء، فبمجرد حضن شخص ما، يتم إفراز الهرمون في الدماغ الذي يثير الإحساس بالتعاطف تجاهه.
زيادة الإحساس بالسعادة
كشفت دراسة أجريت في إحدى الجامعات الأمريكية عام 2011 على ما يقرب من 250 شخصًا، أن زيادة مستويات هرمون الأوكسيتوسين في الدم يعزز التفاؤل والاحترام الذاتي، وهذا التأثير الهام يترتب على حياة الإنسان، وبالتالي فإن الإنسان يمكنه التأثير فعليًا على جيناته التي ولد بها، من خلال تغيير الطريقة التي يتفاعل بها في المجتمع.
أظهرت تلك الدراسة أن ما يقرب من 50% من سعادتنا يعود إلى الوراثة، وأن 10% فقط من سعادتنا يتأثر بالبيئة المحيطة بنا، بينما يتم ربط الـ40% الباقية بأسلوب التربية والتنشئة.
الشعور بالحب المتبادل
يُعَدّ العناق من الأفعال الإنسانية المتبادلة التي تُعَبّر عن الأخذ والعطاء في آنٍ واحد. وعندما يحدث العناق، يُعتَبَرُ تعبيرًا عن الاعتراف بالقيمة المتساوية في العطاء، مما يُشعِر الأشخاص بالراحة والدفء. ويعكس العناق حجم المحبة والعاطفة التي تسود داخل قلوب الأشخاص اللذين يعانقان بعضهما البعض، وبالتالي، فعندما يحتضن شخصًا آخر، فإنه يمنح الفرصة لتدفق الطاقة الإيجابية بينهما وبناء روابط وجدانية جديدة متينة تقوم على الثقة المتبادلة.
الشعور بالدفء والسكينة
يعمل الاحتضان على تحفيز هرمون الأوكسيتوسين في المخ، مما يزيد من الشعور بالرضا والاطمئنان النفسي، وتمت دراسة هذا الأمر علميًا في جامعة نورث كارولينا، حيث تبين أن المشاركين في الدراسة والذين لم يتلقوا الاحتضان أظهروا معدلًا متسارعًا لضربات قلوبهم بمقدار 10 نبضات في الدقيقة، بينما كانت نبضات قلوب الأشخاص الذين حصلوا على الحشن المناسب من شركائهم خلال الدراسة، تبلغ 5 ضربات فقط في الدقيقة.
مقاومة الشعور بالوحدة
يمكن أن تقاوم مشاعر الوحدة التي تنشأ مع التقدم في السن من خلال مواجهة اللمس الجلدي أو الحضن. قامت إحدى دور المسنين في ولاية نيويورك بتنفيذ دراسة تحت اسم “احتضانك” حيث تم تطبيق برنامج خاص، وأظهرت النتائج أن النزلاء الذين تم لمسهم أو احتضانهم يتمتعون بطاقة تقريباً ثلاث أو أربع مرات أكبر من طاقة الآخرين، ولديهم شعور أقل بالاكتئاب، وقدرة أكبر على التركيز والتأمل.
المراجع