الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
موقع مدينة ارم ذات العماد
إرم ذات العماد هي المدينة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وتميزت بالبنيان الفريد الذي لم تشهده أي مدينة قبلها، وتقع في الربع الخالي، وكانت مسكن قوم عاد وموطن عيشهم، وينسب بناؤها إلى شداد بن عاد الكبير.
يعتقد أن تسمية بلدة ذات العماد تشير إلى ضخامة بنيتها وطول أجساد سكانها العملاقة، وتشير تفسيرات أخرى إلى مساكنهم وقصورهم التي بنوها في الجبال، وفي المقال التالي سوف نتحدث بشكل مفصل عن كل تفاصيل مدينة قوم عاد.
ارم ذات العماد
- بعد نجاة النبي نوح ومن معه في السفينة وتوبتهم من ظلم قومهم، استمرت عبادة الله لفترة من الزمن حتى مرت السنوات وعاد الإنسان إلى الآثام والمعاصي مرة أخرى، وفي هذا الوقت جاء نبي الله هود عليه السلام.
- كان هود نبياً عربياً صالحاً بعثه الله تعالى لهداية قومه الذين كانوا يسكنوا اليمن في ذلك الوقت ولكنهم قد كذبوه واتهموه بالجنون والسفه.
- يتميز قوم هود بجسد ضخم وطويل، حيث يصل طول الأقصر منهم إلى حوالي سبعين ذراعًا ويتجاوز طول الأطول منهم أربعمائة ذراع.
- يرجع تسمية إرم ذات العماد إلى ضخامة بنيانها حسب ما ذكره القرآن الكريم في سورة الفجر، حيث ورد فيها ذكر لأهل إرم في الآيتين (6، 7) يقول تعالى (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ، إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ).
موقع ارم ذات العماد على الخريطة
- كانت قوم عاد يسكنون منطقة الأحقاف بين عمان وحضرموت، حيث يذكر الله في سورة الأحقاف الآية 21 بأنهم من قوم أخي هود الذي نذر قومه في منطقة الأحقاف.
اسطورة إرم ذات العماد
- اشتهر قوم عاد بالقوة والنفوذ في جميع المجالات الصحية والبدنية، وقاموا ببناء القصور والأعمدة الشاهقة، ولكنهم لم يشكروا الله على نعمه، بل ارتكبوا الفساد في الأرض وتجبروا على الناس.
- كان بناء القلاع وتشييد الأبراج من بين أولوياتهم لتخليد ذكراهم وعدم اندثار ذكرهم بعد موتهم. وعندما دعاهم هود إلى الانشغال بعبادة الله وترك الترف واللهو، قابلوه بالاستهزاء والرفض.
- نتيجة عنادهم وتمسكهم بعصيان الله تعالى، دمرهم الله بإيقاف المطر وتسليط الرياح القوية لمدة سبع ليالٍ وثمانية أيامٍ، حيث لم تتوقف الرياح لحظة واحدة ولم تهدأ، حتى رفعت الرياح رجلاً منهم إلى السماء ثم أسقطته أرضاً مفصولاً رأسه عن جسده، حتى انتهت حياتهم جميعًا.
ارم ذات العماد من بناها
- كان شداد ابن عاد ملك قوم عاد وكبيرهم، وكان الأقوى والأشد بطشًا وعنفًا، وعندما سمع عن جنة عدن، عزم على بناء شيء أكبر منها، وكان لديه القوة الجسدية والثروة لتحقيق ذلك.
- تم بناء مدينة إرم وقصورها من الفضة والذهب والنحاس الأصفر، وتزينت بالزبرجد والياقوت، وكانت تمتد فيها أنهار عذبة وأشجار مثمرة تشكل جنائن جميلة.
- استغرق بناءها حوالي ثلاثمائة عام، وكان الرجل الذي بناها من ضخامة بنيتها وقوتها يحمل الصخرة على كتفه دون ألم أو اهتزاز، ويلقي بها على قوم فيهلكهم جميعًا، ابتداءً من آخرهم.
- بعد الانتهاء من بناء مسكنهم، عاد عاد وقومه إلى العيش فيه، ولكن بعث الله نبيه هود لهدايتهم إلى عبادته وترك الانشغال باللهو والترف. ويقول الله تعالى في سورة الأعراف الآية 66: (قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
جعلهم الله تعالى بحكمته عبرة لكل متجبر طاغٍ اغتر بقوته ونفوذه ونسى أن الله تعالى هو الأكبر والأعظم، وأن من يتجاهل ذكر الله فإنه يظلم نفسه، ومن يؤذي عباد الله فسيتعرض لعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، وسيكون عبرة لغيره من الذين يسعون للاعتداء على الضعفاء ويشغلون أنفسهم بالحياة الدنيا على حساب الآخرة.