قصة النمرود بن كنعان والدروس المستفادة منها
قصة النمرود بن كنعان
قصة النمرود وسيدنا إبراهيم
النمرود هو ملك بابل الذي حكمها لمدة أربعمائة عام، وزاد بطشه واستكباره في الأرض. وقد زعم أنه إله وادعى أنه قادر على إعطاء الحياة والموت للناس. وكان الناس يأتون إلى بيته لطلب الطعام والاختيار بين مال لذ وطاب. وفي يوم من الأيام، ذهب سيدنا إبراهيم عليه السلام ليأخذ الطعام لأهل بيته. وسأل النمرود الناس من هو ربهم الأعلى، فيجيب الناس أنت ربنا وإلهنا. وعندما سأل سيدنا إبراهيم عليه السلام، أجاب بأن ربه هو الذي يحيي ويميت. فأدعى النمرود أنه هو الذي يحيي ويميت، ودخل في مناظرة ونقاش مع سيدنا إبراهيم عليه السلام أمام الناس.
طلب سيدنا إبراهيم من نمرود إثبات قوة إلهيته، وأظهر له أن الشمس من معجزات خلق الأرض حيث تشرق من المشرق وتغرب من المغرب، وإذا كان نمرود إلهًا حقًا، فليأت بالشمس من المغرب، وعجز نمرود عن الرد وأصر على كفره وادعاء الألوهية.
خرج سيدنا إبراهيم من المنزل بدون أي طعام أو غذاء لأسرته، وفي طريقه إلى المنزل وجد كومًا من الرمال، فأخذ بعضًا من تلك الرمال ووضعها في متاعه، وقال في نفسه إنه يريد أن يفرح أسرته. وعندما وصل إلى المنزل ووضع متاعه، ذهب لينام، ولكن زوجته استيقظت لترى ماذا جلب في متاعه، ووجدت طعامًا لذيذًا فيه، فسألته من أين حصل عليه، فأجاب إبراهيم بأن هذا الرزق من الله عز وجل.
قصة النمرود والذبابة
عندما أصر النمرود على الكفر، أعد الجيوش لمحاربة المؤمنين وقتالهم. فأرسل الله عز وجل جيشًا من البعوض للهجوم على نمرود وجيشه، فأكل البعوض أجسادهم، ودخلت بعوضة واحدة في أنف النمرود وألحقت به الألم الحاد الذي كان غير محتمل. ولم يتمكن الأطباء من إخراج تلك البعوضة. فكان نمرود يضرب رأسه باستخدام المطارق لتخفيف الألم، حتى مات كافرًا بالله عز وجل، وحصل على العقاب في الدنيا والآخرة.
الدروس المستفادة من قصة النمرود
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملك النمرود كان من الطغاة الكافرين بالله عز وجل، وادعى الألوهية في الدنيا، وذكرت قصته في القرآن الكريم لتكون عبرة وموعظة، ومن الدروس التي يُمكن استخلاصها من تلك القصة:
- الكفر بالله عز وجل والتمسك بعصيان أوامره هو سبب هلاك الإنسان في الدنيا والآخرة.
- يمتلك الله عز وجل القدرة على استخدام أضعف جنوده، مثل البعوضة، لتدمير حاكمٍ طاغٍ وجبار، فالإنسان لا يمتلك شيئًا بنفسه، وكل شيء بيد الله.
- ينتهي المؤمن والكافر، الغني والفقير بالموت، وسيجتمعون جميعًا أمام الله عز وجل للحساب على أعمالهم في الدنيا.
- تحمل هذه القصة عبرة وعظة من نهاية الشرك بالله، كما تشير إلى عظمة خلق الله سبحانه وتعالى وأن كل أمر الكون بيده.
- التوكل على الله هو الطريق الوحيد للنجاة، وإيمانك بالرزق يمكن أن يجلب المعجزات، تمامًا مثلما كان السيد إبراهيم يثق بربه ويتوكل عليه.