أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

ما هي قصة حياة هارون الرشيد وصفاته وإنجازاته

maxresdefault15 | موسوعة الشرق الأوسط

يتناول هذا المقال الحديث عن حياة هارون الرشيد ونشأته وفترة حكمه. بعد الدعوة التي بدأتها الدولة العباسية في العام التاسع والتسعين من الهجرة، والقضاء على الأمويين في العام المائة واثنين وثلاثين من الهجرة، تكبرت الدولة العباسية وتقوت. ويُنسب العباسيون إلى العباس بن عبد المطلب، عم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. واعتقد العباسيون أنهم الأحق بحكم الدولة الإسلامية بعد وفاة الرسول، وبدأ محمد بتأسيس الدعوة العباسية وأسس الدولة بواسطة أبو العباس السفاح. وتتابع الخلفاء بعد أبو العباس، حتى وصل الخليفة هارون الرشيد الذي كان من أشهر الأئمة والحكام في الدولة الإسلامية. سنعرض في الفقرات التالية من المقال نبذة عن حياته.

حياة هارون الرشيد

يدعى هو هارون بن محمد بن المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن المطلب الهاشمي القرشي، ويعود نسبه إلى عبد الله بن العباس الذي كان يحمل لقب ترجمان كتاب القرآن، وولد هارون الرشيد في عام 765 ميلادياً، وعاش في بيت الخلافة في مدينة بغداد. وفي عام 786 ميلادياً، توفي الخليفة الهادي الذي كان أخا هارون الرشيد، وعُيِّن هارون بعد ذلك خليفةً للدولة العباسية. وشهدت بغداد في عهده نهضةً واسعةً وحضارةً كبيرةً، وأصبحت البلاد مركزًا تجاريًا ضخمًا، وعمل على توطيد العلاقات مع الدول الأوروبية، وساعد ذلك على ازدهار البلاد. وشارك هارون الرشيد في العديد من المعارك لقمع الثورات، مثل ثورة البربر والخرمية وثروة الوليد بن طريق الشاري الشيباني.

نشأة هارون الرشيد

نشأ هارون الرشيد في بيتٍ مهيأٍ لتأهيله كخليفة وحاكم للمسلمين في الدولة العباسية، إذ كبر ونشأ في حضن أبيه، وقضى طفولته بترفٍ وفخر، وحرص أبوه على تعليم هارون العلوم الشرعية من خلال كبار العلماء والأئمة في الدولة في ذلك الوقت، فعلّم الإمام الكسائي النحوي، أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي، الرشيد علم النحو في صغره حتى توفي الله عز وجل، وتعلّم الرشيد العديد من العلوم من الأئمة المشهورين في عصره، فدرس الفقه والحديث عند الإمام مالك بن أنس، ودرس الأدب عند المفضل الضبي، الذي كان علامة في نسب الأعراب وأخبارهم، كما تولى يحيى البرمكي كافة شؤون الرشيد منذ صغره حتى بلغ الكبر، ولذلك كانت تلك النشأة له أثر واضح على حياته اللاحقة، حيث أنه اكتسب مخزونًا ثقافيًا وعلميًا كبيرًا، بالإضافة إلى ذوق حضاريٍ رفيعٍ.

صفات هارون الرشيد

كان الخليفة هارون الرشيد إمامًا يتصف بالعدل في حكمه بين الناس، وكانت شخصيته تتميز بالأخلاق الفاضلة والسمعة الحسنة. كان كريمًا مع الناس وسخيًا في إعطائهم، ولم يرفض أي متسول أو محتاج. وقد ذُكر أنه كان يتصدق يوميًا بألف درهم للمحتاجين، وكان يصلي مائة ركعة في اليوم الواحد. كما كان يذهب لأداء فريضة الحج في كل عام، ويأخذ معه الأئمة والعلماء وأسرهم، ويتكفل بسكنهم ونفقتهم خلال الحج.

كان لهذا الإمام شخصية سريعة الدموع ويبكي خشيةً من الله عز وجل، وكان عابدًا للخالق ومتواضعًا مع الناس، وعلى الرغم من رقة قلبه وشخصيته إلا أنه كان شجاعًا وشهمًا، وكان يظهر غيرته على الإسلام، وقد كتب الشعراء والكتاب الكثير من الأبيات الشعرية والكتب التي توضح أخلاق هذا الإمام.

انجازات هارون الرشيد

حقق هارون الرشيد العديد من الإنجازات في عهده، فقد قام بتحويل عاصمة الخلافة إلى مدينة الرقة، وأسس بيت الحكمة في بغداد وزوده بآلاف الكتب والموسوعات التي جمعها من جميع بلدان العالم، وظهر حبه للعلم في إنجازاته.

تم ترجمة العديد من الكتب العلمية إلى اللغة العربية خلال عهده، مثل كتاب الأصول في الهندسة وكتاب العدد لإقليدس. تطورت العلوم المختلفة، مثل العلوم الفلكية، والفيزيائية، والتقنية، وشجع العلماء على الدراسة والاستكشاف. وفي عهده، تم ابتكار العديد من الاختراعات، وحرص الخليفة على بناء المساجد والقصور وإنشاء القناديل التي تستخدم لإنارة الطرق والشوارع.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى