أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

من هو أبو العتاهية

maxresdefault21 | موسوعة الشرق الأوسط

سنقدم لكم في الفقرات التالية ملخصًا عن أبو العتاهية وخصائص شعره، فالشعر ازدهر في العصر العباسي بشكل كبير ووصل إلى مستويات عالية لم يصل إليها الشعراء في العصر الأموي وصدر الإسلام والعصر الجاهلي، ويرجع السبب في ذلك إلى دعم الخلفاء والأمراء للشعراء وتشجيعهم على كتابة الأبيات الشعرية والقصائد، كما تحسنت الأوضاع الاقتصادية في تلك الفترة بصورة كبيرة، الأمر الذي ساعد في ظهور علوم الشعر مثل علم العروض الذي نشأ على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، وكتب العديد من شعراء العرب القصائد التي خلدها التاريخ حتى يومنا هذا، ويعتبر الشاعر أبو العتاهية من أبرز شعراء العصر العباسي، وسنقدم لكم في الفقرات التالية نبذة مختصرة عنه.

من هو أبو العتاهية

هو أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العيني، والمُلقب بأبو العتاهية، وُلد في قرية عين تمر القريبة من مدينة الحجاز، وكان ذلك في عام 747 ميلاديًا. ثم انتقل إلى بلاد الكوفة ليعيش فيها، وكان من الذين عاشوا حياة اللهو والترف والخلاعة في شبابهم. كان يعمل ويكسب المال من صناعة الأواني الفخارية والجرار، فكان يلقبه الناس بالجرار. وقد وردت الأقاويل التي تشير إلى سفره إلى بغداد بهدف الحصول على المال والشهرة، ونشر الأفكار والمعتقدات التي كان يؤمن بها، بالإضافة إلى نشر العقيدة المانوية. حصل على الثروة الطائلة من خلال عمله وكتابته للقصائد، وبالرغم من ثراءه وأمواله الطائلة، كان بخيلاً. توفي أبو العتاهية في عام 828 ميلاديًا أثناء حكم الخليفة المأمون.

لماذا سمي ابو العتاهية بهذا الاسم

هناك العديد من الأقاويل التي تفسر سبب تسمية أبو العتاهية بهذا الاسم، واختلفت الأقاويل بشأنه؛ هل هو كنية يحملها أم لقب ينادي به الناس. وقيل أنه تم تسميته بهذا الاسم لأنه كان مضطرباً ومعتوهاً، حيث جُنَّ بحب الشهرة والمتعة. ووصفه الخليفي المهدي بأنه متحذلق.

يجدر الذكر أن هذا اللقب أطلق على أبو العتاهية نسبةً إلى مكان إقامته في بغداد، ويقول بعض المؤرخين أن هذا اللقب هو كنية وُلد بها منذ صباه، وسواء كان هذا الاسم كنية يحملها أو لقباً ينادى به، فقد كان أبو العتاهية يكرهه ولا يحب أن ينادى به، وكان يفضل أن يلقبه الناس بأبي إسحاق، مثلما كان يفعل أصدقاؤه.

خصائص شعر أبو العتاهية

في عهد الخليفة هارون الرشيد، ترك أبو العتاهية حياته العادية وتعلق بالصالحين وأهل العلم. وبدأ في كتابة الأبيات الشعرية التي تحمل المواعظ والحكم، والتي تتحدث عن الزهد في نعم الدنيا ولذاتها. كما كان يخاف من الموت والآخرة، وكتب المواعظ في شكل قصائد شعرية للناس.

يتميز أسلوب الشاعر الشعري بالأصالة والابتعاد عن التقليد، وغنى المصطلحات والمعاني بالإضافة إلى الأثر القوي، ويرجع سبب ذلك إلى نشأة الشاعر في أسرة فقيرة لا تملك الكثير من المال، مما جعل من الصعب بالنسبة له الالتحاق بالتعليم، فعاش في الكوفة حياة بسيطة ومتواضعة في طبقة فقيرة، وتعلم من الناس الأسلوب البسيط، وكتب الأشعار بالألفاظ العامية التي كانت قادرة على إسراءة قلوب من يسمعها.

كان أبو العتاهية منظمًا في كتابته للأبيات الشعرية. تنوعت المواضيع التي تناولها في أبياته. فقد كتب في الهجاء وذكر مساوئ العدو، بالإضافة إلى مديح الخليفة وذكر صفاته الحسنة. أيضًا، كتب عن الموت والأمثال. كان أبو العتاهية معجبًا بامرأة تدعى عتبة، وكانت تعمل كجارية لدى الخليفة المهدي. لذلك، كتب أشعار الغزل عنها. لكنه اعتزل هذا النوع من الشعر ليتجه إلى التصوف والزهد في الحياة، وطلب المغفرة من الله تعالى. في أيامه الأخيرة وعندما كان مريضًا، كتب أبيات شعرية خلدها التاريخ حتى يومنا هذا. قال الشاعر أبو العتاهية:

إلهي لا تعذّبني فإنّي
مُقِرٌّ بالذي قد كان منّي
فما لي حيلة إلّا رجائي
لعفوك وإن عفوت وحسن ظنّي

المراجع

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى