ما هي قصة ابو زيد الهلالي
يعد أبو زيد الهلالي واحدًا من أشهر الشخصيات التراثية والتاريخية القديمة في العالم العربي، ولم يتم تحديد موطنه الأصلي، ولكن يُقال إنه ينتمي إلى أرض نجد، وهناك شك حول ما إذا كان حقيقيًا أم أنه شخصية خيالية وهمية، وذلك بسبب غموض حياته وقصته، ولكنه كان شخصًا كريمًا ولديه أخلاق نبيلة ورجولة شديدة، حتى فاق صفات جميع أقرانه.
اختلفت الآراء حول تاريخ مولده ووقت عيشه فهناك من قال أنه ولد في القرن الخامس الميلادي وهناك من قال أنه عاصر القرن الحادي عشر، وقد كان زعيماً عربياً وأميراً أطلق عليه وعرف لفترة من الوقت بالأمير بركات، تعرفوا معنا في المقال عبر موسوعة حول قصة ابو زيد الهلالي وحادثة مقتله.
ما هي قصة ابو زيد الهلالي
- أبو زيد الهلالي ليس اسمه الحقيقي، بل هو لقبه، واسمه الحقيقي هو سلامة بن رزق بن نائل، من بني شعيثة بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو من عائلة الهلالية العامرية الهوازنية. وكان أحد أمراء وفرسان بني هلال بن عامر، ولقب بالفارس الأسود.
- ولد الهلالي ببشرة سوداء، ولكن والده لم يعترف به وانكره، واتهم والدته بالخيانة. ومع ذلك، بسبب حبه الشديد لها وتعلقه بها، لم يستطع تطليقها. حاول إخفاء الأمر عن أهله وعشيرته، ولكن سرعان ما تسربت الأنباء وعلم الجميع بالأمر. وكان هو الطفل الوحيد الذي وُلد لهم برزق. وبالرغم من زواجه تسع مرات، وآخرهن كانت خضرة، إلا أنه لم ينجب سوى ابنتين من النساء السابقات، وأنجب أبو زيد من خضرة.
- تزوج والد الهلالي من ابنة الأمير الذي كان مسؤولًا عن حمل مفتاح الروضة الشريفة، وكانت تعرف باسم “خضرة”، وعندما انتشرت شائعة خيانتها، تم طردها هي وابنها من القبيلة وإرسالهما إلى والدها الأمير في مكة المكرمة.
تعليم ابو زيد الهلالي
- في رحلتهم إلى مكة المكرمة، قابل الشيخ منيع وأحد أتباعه الرزق الذي أرسله خضرة من القبيلة، وعلى الرغم من رفضه للتقديم، استضافهم أمير بني زحلان (الفضل بن بيسم) الذي تعاطف معهم وقدم لهم الضيافة. وقبلت خضرة الضيافة تجنبًا للصدام مع أخوتها في مكة، وفي ذلك الوقت اعتبر أبو زيد ابنهما وأطلق عليه اسم الأمير بركات.
- انضم إلى مدرسة الأمراء بسبب كونه أحد أبناء بني زحلان، ولكنه أثار الشغب وعرف بتهوره وطيشه، ووصل إلى القتل بضربة مبرحة لأحد أساتذته بعدما قام الأستاذ بضرب أحد أشقائه بالتبني. وبسبب ذلك، استكمل دراسته بمفرده.
ابو زيد الهلالي والزناتي
- عندما علم بأن نسبه حقيقية، عاد إلى وطنه الأصلي ووجد أن أهله يعانون من الجفاف والقحط وانقطاع المطر، لذلك تحمل مسؤولية تدبير موطن جديد، وتلقى المساعدة من ثلاثة فرسان بين أفراد قبيلته وهم يحيى ويونس ومرعي.
- تم التفاهم على البقاء في تونس وجعلها الموطن البديل للقبيلة، مما أدى إلى خلاف شديد مع حاكمها الزيناتي خليفة الجائر، واشتد الصراع بينهم عندما قام أحد أبناء الأمير حسن بقتل زوج أخت الزيناتي أثناء الخلافات والاشتباكات.
- انتشر صيت أبو زيد الهلالي بقوته وشجاعته بعد ذلك، حيث تمكن من مواجهة الزناتي خليفة ولم يخشاه، واعتبره الناس قادرًا على هزيمة الإنس والجن وأصبح زعيمًا للقبيلة، وأصبح الجميع يهابه.
مقتل ابو زيد الهلالي
- يحدث دائمًا صراع على السلطة والحكم، وهذا الأمر معروف منذ القدم، وقد حدث في عصر أبو زيد، حيث قام دياب بن غانم الهلالي بمحاولة التخلص منه بعد أن اشتعل الحقد في قلبه، فرماه غدرًا بالسهم من الخلف ليخترق جسد الهلالي ويقتله أثناء غزو تونس.
أصبح أبو زيد الهلالي أسطورة في التراث العربي، وذلك لسببين؛ الأول هو شجاعته التي تم تصويرها بشكل مبالغ فيه حتى بدا وكأنه رجل خارق، والثاني هو ذكاءه وحيلته التي كان يتمتع بها، حيث وصف بأنه قادر على القيام بأي عمل والتحدث بجميع اللغات، ومن هنا جاء المثل الشهير (سكة أبو زيد جميعها مسالك).
المراجع
