أفضل أبيات شعر عن حب الاب
في هذا المقال في موسوعة الشعر، سنتحدث عن حب الأب الذي يُعد السند والأمان للطفل منذ ولادته، فهو يوفر له الرعاية والحماية، ويعتبر رمزًا للقوة والصمود كونه راعي الأسرة والأكثر حكمة بين أفرادها، ويبذل جهده بلا كللٍ ولا مللٍ لإسعاد أبنائه، ويرغب فقط في رؤيتهم سعداء وناجحين ولا يوجد من يتمنى أن يرى أبناءه أفضل منه.
شعر عن حب الاب
كتب العديد من الشعراء المبدعون قصائد وأبيات شعرية تتحدث عن تقديرهم لقيمة الأب ودوره العظيم في حياة أبنائه الذي يعمل على بقاء أسرته متماسكة لا يتمكن أمر من تفريقها، وفي الفقرة التالية سوف نقدم شعر عن الأب للشاعر أبو القاسم الشابي.
هو شاعر تونسي يُلقّب بـ “شاعر الخضراء” نسبةً إلى موطنه الذي تُعرف بتونس الخضراء، وهو شاعرٌ يتميز بالحس الوجداني، كان يحملُ حباً كبيراً لأبيه ويستجيب لأوامره ورغباته، ولذلك كتب تلك الأبيات الشعرية المؤثرة في تأبينه بعد وفاته.
- لم أكن أتوقع بعد وفاتك يا أبي أن تكون مشاعري عمياء عن الأحزان، وأن أشعر بالعطش للحياة وأشرب من نهرها المتوهج بالنشوة. وأن أعود إلى الدنيا بقلب خافق للحب والأفراح والألحان وكل ما في الكون من صور المنى وغرائب الأهواء والأشجان. وعندما تحرّكت السنون وأقبلت فتن الحياة بسحرها الفنان، لم أزل طفلاً مولعًا بتعقب الأضواء والألوان.
شعر عن الاب بالفصحى
نزار قباني هو شاعر سوري ودبلوماسي ولد عام 1923م في عائلة دمشقية عريقة، وكان جده من رواد المسرح العربي، وكتب نزار العديد من القصائد والدواوين الرائعة التي حققت نجاحًا كبيرًا في العالم العربي، ومن بين هذه القصائد قصيدة أبي، وسنعرض بعض الأبيات منها في الفقرة التالية:
- قتلت أباك، ضللت، أنا لا يموت أبي، في المنزل توجد روائح رب وذكرى نبي، هنا ركنه تلك الأشياء تذكرني بألف غصن صبي، جريدته، تبغه، يستند عليها كأنه أبي.
- لا يزال صحن الرماد وفنجانه على حالهما بعد رحيله، ولا يزال زجاج النظارات يشكل عيوناً أشفى من الغربة. في الغرف الواسعة يبقى بقايا النسور على الملعب، وأجول في الزوايا يبحث عنه.
- في كل مكان، أفضل يدي على العشب، أميل إلى صدر أبي المتعب وأصلي عليه، فهو لا يزال معي ونحن نتحدث معًا، والدوالي الحبال تنبت من فمه الطيب، وأخبار أبي كانت من الجنة ومعاني من الأرحب، وعينا أبي كانت ملاذًا للنجوم، فهل يذكر الشرق عيني أبي؟.
- ذكريات الصيف من والدي الكرم وذكريات الكوكب من أبي. يا أبي، إن تاريخاً طيباً يليك، فلا تتعب، نحن نسير باسمك. من طيّبٍ شهيِّ المجاني، إلى أطيبِ حملتك في صحوِ عينيّ حتى يصبح الناس يعتقدون أني أبي. سأحملك بنبرة صوتي، فكيف ذهبت ولا تزال معي؟ إذا أعطانا جيراننا ما يكفي للعيش، ففي البيت ألفُ فمٍ مذهب. فتحنا أبوابنا لصيفٍ قادم، لأنه لا بدّ لأبي أن يأتي.
شعر عن الاب المتوفي
في الفقرة التالية، سنعرض بيت شعري كتبه الشاعر المصري العظيم أحمد شوقي في رثاء والده، والذي كان واحدًا من أعظم شعراء العرب في العصر الحديث وحصل على لقب (أمير الشعراء).
- سألوني لماذا لم أرث من أبي؟! ويقولون للحزن عندما يفقد الأبناء أباهم إنه دين، أيها اللوامون، ما أظلمكم! أين هو العقل الذي يسعدني؟ يا أبي، أين أنت؟ كل نفس محكومة بالموت، ومات قبلك أشخاص وأسر، ونعى المنادون خير الثقلين، غاية الإنسان، وإن طال العمر.
- يأخذه آخذٌ بأصغر الأمور، ويتولى طبيبٌ عاجزاً، متخلياً عن طبه وخفي حنينه، فإن الموت يمسك بالضعيف، وإذا ضربت يد الموت تصدع أوصال الجسد، فينفث الهواء في الأنف، ويقع الأسد بين الجبلين، ويسقط الفرخ من عشه، ويقتل الببغاء المائتين. أنا هو من مات، وكل من مات فهو أنا.
- من رأانا يقول عنا أخوين، نظر الدهر إلينا نظرة سوت الشر، فكانت نظرتين، يا أبي، والموت كأس مرة، لا تذوق النفس منها مرتين، فكيف كانت ساعة قضيتها، كل شيء قبلها أو بعدها هين، أشربت الموت فيها جرعة، أم شربت الموت فيها جرعتين؟.
الأب يشبه الشجرة المثمرة التي تتبرع بالعطاء دائمًا، وحتى لو لم ينتظر مقابلاً، فإن أفضل مقابل له هو الاحترام والتقدير والتعبير عن الحب والاحترام الدائم له في حياته، والدعاء له بالمغفرة والجنة بعد الموت.
