يتناول هذا المقال موضوع الصداقة، وهي إحدى أهم العلاقات الشخصية في حياة الإنسان، إذ يلتقي في حياته بعدد كبير من الأشخاص ويعرف العديد منهم، إلا أنه لا يصادق إلا عدداً قليلاً، وذلك لأن الصداقة الحقيقية أصبحت نادرة في هذا الوقت حيث يبحث الناس عن المصالح الشخصية في علاقاتهم دون أن يرغبوا في إقامة علاقات تستند على الحب والتوافق فقط. يقدم هذا المقال من موسوعة مجموعة من أجمل الأشعار التي قيلت عن الصداقة.
شعر عن الصداقة قصير
يقول الشاعر حسان بن ثابت:
أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ
وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي
فَمَا لَكَ عِندَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ
وَلَكِنْ لَيسَ يَفعَلُ مَا يَقُولُ
سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ
فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ.
من بين القصائد الرائعة التي تتحدث عن الصداقة القوية، قال الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي:
أهوى لقاءك مثلما
يهوى أخو الظمأ الورود
وتصدّني عنك النوى
وأصدّ عن هذا الصدود
وردت نميقتك التي
جمعت من الدرّ النضيد
فكأنّ لفظك لؤلؤ
وكأنّما القرطاس جيد
أشكو إليك ولا يلام
إذا شكى العاني القيود
دهرا بليدا ما ينيل
وداده إلاّ بليد
ومعاشرا ما فيهم
إن جئتهم غير الوعود
متفرّجين و ما التفرنج
عندهم غير الجحود
لا يعرفون من الشجاعة
غير ما عرف القرود
سيّان قالوا بالرضى
عنّي أو السخط الشديد
من ليس يصّدق في الوعود
فليس يصدّق في الوعيد
نفر إذا عدّ الرجال
عددتهم طيّ اللحود
تأبى السماح طباعهم
ما كلّ ذي مال يجود
أسخاهم بنضاره
أقسى من الحجر الصلود
جعد البنان بعرضه
يفدي اللجين من الوفود
ويخاف من أضيافه
خوف الصغير من اليهود
تعس امريء لا يستفيد
من الرجال و لا يفيد
وأرى عديم النفع إن
وجوده ضرر الوجود
شعر عن الصداقة للإمام الشافعي
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفي الناسِ أَبدالٌ وَفي التَركِ راحَةٌ
وَفي القَلبِ صَبرٌ لِلحَبيبِ وَلَو جَفا
فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ
وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا
إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً
فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا
وَلا خَيرَ في خِلٍّ يَخونُ خَليلَهُ
وَيَلقاهُ مِن بَعدِ المَوَدَّةِ بِالجَفا
وَيُنكِرُ عَيشاً قَد تَقادَمَ عَهدُهُ
وَيُظهِرُ سِرّاً كانَ بِالأَمسِ قَد خَفا
طابت الدنيا إذا لم يكن بها سوء
صَديقٌ صَدوقٌ صادِقُ الوَعدِ مُنصِفا
ابيات شعر عن الصداقه روعه
من بين القصائد الرائعة التي تتحدث عن الصداقة، قصيدة للشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري، حيث يقول:
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً
حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
ما أغدرَ الإنس كم خَشْفٍ تربَّبَهُم
فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
هذي الحياةُ أجاءتنا بمعرفةٍ
إلى الطّعامِ وسَترٍ بالجلابيبِ
لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً
لذْعَ الهَواجِرِ أو وقَعَ الشّآبيب
فاهجرْ صديقك إن خِفْتَ الفساد به
إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
والكفُّ تُقطعُ إن خيفَ الهلاكُ بها
على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة
والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
ترجو انفساحاً وكم للماءِ من جهةٍ
إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً
على القلوب بتبغيضٍ وتحبيب
وكلُّ حيٍّ إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ
لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ له
ا حتفاً هداهُ إلى سابورَ أو بيب
إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية
فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب