موضوع عن الصبر على اقدار الله المؤلمة
يتناول هذا الموضوع فكرة الصبر على قدر الله المؤلم، وأن الصبر هو المفتاح للنجاة والفرج، وهو المفهوم والمعتقد الراسخ الذي علمتنا إياه الشريعة الإسلامية في مبادئها السامية العظيمة، والتي تثبت صحته وحقيقته مع الوقت، وأن الله جعل الابتلاء ضروريًا لجميع عباده بأشكال مختلفة وفي أوقات مختلفة أيضًا.
وعلى قدر ذلك الابتلاء وما يلحقه بالبشر من متاعب وآلام يكون مقدار ما يمنحه الله تعالى لعباده ليقويهم على تجاوز المحن، نحدثكم في المقال التالي والذي نقدمه من خلال موسوعة عن تعريف الصبر لغة واصطلاحاً، وما هو المقصود بالصبر في الإسلام، وأقسامه، بالإضافة إلى ذكر بعض أقوال الحكماء حوله، فتابعونا.
موضوع عن الصبر على اقدار الله المؤلمة
- الصبر هو النقيض من الجزع، حيث يتطلب الصبر حبس النفس عن القلق والخوف. وهو الحالة التي يكون فيها المرء قادرًا على تجاوز الصعاب والمثابرة من أجل التغلب عليها. كما أنه يمثل المقدرة على الصمود أمام الأمور الصعبة ومواجهتها برضى وصفاء صدر، دون الإظهار بما يشعر به المرء من استياء على وجهه.
تعريف الصبر
يتم تعريف الصبر في الفقرة التالية باللغة والاصطلاح:
- تعريف الصبر في اللغة: تشمل صفات المؤمن الجلد والاحتمال، وترك ما حرم الله على الرغم من حبها لذلك، والقدرة على تحمل الأمور المكروهة والتي هي واجب من عند الله.
- الاصطلاح: هي قدرة الفرد على تحمل الاختبارات والصعاب المختلفة، سواء كانت في المجال الروحي أو الجسدي، والقدرة على السيطرة على النفس والامتناع عن ارتكاب الفواحش والمعاصي، سواء كانت ظاهرة أو خفية، خوفًا من غضب الله ورغبة في الحصول على رضاه.
الصبر في الاسلام
- يحتل الصبر مكانة مهمة في الإسلام لأنه يؤثر بشكل كبير في كل جوانب الحياة، كما أنه من الواجبات الشرعية التي يجب الالتزام بها، ويمكن أن يتجلى ذلك في العديد من الأمور مثل الصبر على الإساءة والرد بالحسنى والصبر عن الشهوات بالعفة والطهارة.
- وقد ورد ذكره في العديد من آيات القرآن الكريم، حيث قال تعالى في سورة البقرة الآية 45 (واستعينوا بالصبر والصلاة)، كما قال في سورة الزمر الآية 10 (إنما يوفى الصابرون أجرهم).
- تحدث نبينا الكريم في ضوء السنة النبوية المطهرة قائلاً: “إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط.
أقسام الصبر
يمكن تقسيمه إلى العديد من الأقسام نعرض بعضاً منها فيما يلي:
- الصبر الجسدي في إتيان الطاعات: تترتب بعض الصعوبات والتعب على القيام بالفروض التي أمرنا بها الله.
- الصبر النفسي عن إتيان المعصية: يحاول الإنسان في بعض الأحيان القيام بما حرمه الله، ولكن الوازع الديني والخوف من غضب الله يجعله يتراجع ولا يقدم على ارتكاب المعصية.
- الصبر البدني في المرض: عند إصابة المرء بمرض، فالأمر الأول هو شكر الله على نعمته، لكي يحصل المريض على أجر الصبر، ويتجنب الاعتراض على قضاء الله.
- الصبر على الأقدار: كل شيء في حياة الإنسان بيد الله تعالى، فهو من اختاره له قبل ولادته، ومن خلال إيمان العبد بهذا الأمر والتسليم له يصبح لديه القدرة على تحمل الصعاب بالصبر والاحتساب.
اقوال عن الصبر والامل
في الفقرة التالية، نستعرض بعض أقوال الصالحين والفقهاء عن الصبر:
- ابن سينا: يمثل الوهم نصف المرض، والاطمئنان نصف العلاج، والصبر هو أحد خطوات الشفاء.
- إبراهيم الفقي: يجب أن يؤمن الشخص بأن كل شخص يلتقي به هو معلم للصبر.
يمكن استعمال الأنبياء عليهم السلام كمثال على الصبر، حيث كانوا من بين الأشخاص الذين تعرضوا لأكبر الابتلاءات نظراً لأنهم كانوا قدوة لعباد الله. فما هو أصعب من أن يأمر الله نبيه إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه إسماعيل، ولكنهما قبلا الأمر برضا وتمسكاً بأمر الله، وكان ذلك سبباً لنزول فرج من الله، وفداءً لسيدنا إسماعيل عليه السلام نظير صبرهما العظيم.
المراجع