العلاقات و التعارفالناس و المجتمع

رسالة الى جندي على الحدود السعودية

1200px USMC Dragunov Instruction | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، نوجه رسالة إلى الجندي الشجاع المتواجد على الحدود، الذي يضحي براحته من أجل حمايتنا وضمان سلامتنا وأمننا، حيث يخوضون حربًا لا يعلم عنها أحد سوانا، ونحن نعلم فقط بعض المعلومات الأساسية حول بعض الأمور، ولكن ما يحدث خلف الكواليس وما يعانيه الجنود لا يمكن لأحد أن يتخيله، ولهذا فقد وجدت رسالة تعبر عن المشاعر العميقة التي تسكن داخلي تجاه هذا الجندي الشجاع، وأردت أن أعرضها عليكم عبر هذه الموسوعة، وسأذكر تفاصيلها.

رسالة الى جندي على الحدود

أرحب بك، الجندي الشريف الشجاع، الذي يعيش في عالم مليء بالصراعات، حيث تقاسي من أجل حريتنا وبقائنا، وأرسل لك التحية والمحبة، إذ لا أعرف ماذا يمكنني قوله، حيث أنك تعاني من أجلنا، وتعاني لكي نعيش في السلام والأمن.

هل تسأل نفسك كيف يمضي الليالي بعيدًا عن أهلك وأحبابك؟ وما هي المشاعر التي تشعر بها عندما تشتاق لهم ولا تجدهم بجانبك؟ وهكذا تعيش، والأمر يستمر يومًا بعد يوم، في حين نحن نعيش في رفاهية ونعمة ونستمتع بالعيش مع أحبائنا.

كيف يمكنك أن تشعر بالفخر والكرامة وأنت تواجه الموت كل يوم وفي كل ساعة وفي كل دقيقة، ولم تبالي بذلك، بل تشعر بالفخر والعزة لأنك تتحلى بالشجاعة، وتمتلك هذه الصفة في روحك وجسدك.

تشاهد الموت أمام عينيك في لحظةٍ، ولكنك تقف في وجه العدو وتحمل أكفانك بين يديك بكل عزٍ وفخرٍ وشرفٍ.

أنت أشرف وأسمى من تلك الكلمات التي لا تستطيع أن توصفك، لأنها لا تفيك حقك، ومهما تحدثنا أو درسنا أو تعلمنا، فلن نتمكن من تفسير شجاعتك وعظمتها.

أنت الشخص ذو القدر العالي والشأن الكبير الذي يواجه النيران ويشاهد الحرب المشتعلة في كل ليلة، ولا يعرف هل ستتبقى سنوات عمره بالقدر الذي مضى أم لا، في حين نحن ننعم بالراحة والرغد في بيوتنا.

نتذكر دائمًا الجندي الذي يتمتع بالشجاعة والتضحية والذي لا يتردد لحظة في التضحية بروحه من أجل الوطن وأهله، ونتساءل عن ما قدمناه نحن من أجل الوطن، ولكن الجندي يعلمنا الكثير والكثير عن معنى الشجاعة والتضحية، ويذكرنا بأن كل شيء يهون من أجل رفع راية الوطن والحفاظ على ترابه، حيث يعلمنا بأننا جميعًا فداءً لأوطاننا، ونتعلم منه معنى العطاء والتضحية.

يجب أن تدرك أن قدرتك بالنسبة لنا لا تقف عند حد السماء بل تتجاوزه، حيث أنت النجم المضيء في وسط السماء الصافية، نتمنى من الله أن يحفظك من كل شر وكل سوء، وأن تكون سالمًا غانمًا في كل حين ومكان.

نشتاق إلى عودتك إلى وطنك بأمان ورأسك عالٍ، ونتمنى أن نحتضنك بعد غيابك الطويل، إذ أن حياتنا لا تكتمل بدون وجودك، فأنت الذي حمانا وحمى حياتنا.

أدعو الله لك دائمًا، وكذلك أدعو الله لذلك الجندي الذي أرتفعت روحه إلى السماء، سعيدًا ومبتهجًا، نعلم أنه لم يمت وأنه في مكان عالي في الجنة وبنعيمها، حيث روت الأرض بدمائه وشهدت طهارته ونقائه.

يا جندي الذي يعيش في داخلنا، ولا ننساه أبدًا، فكل تفاصيلك محفورة في ذاكرتنا. نعلم كل ما تعيشه وتعاني منه، وندعو الله أن يمدك بالقوة والصبر في كل ما تمر به. لأنك باقٍ في وسط السماء التي تمطر منها النيران، وكانت الدرع الحامية التي لم تخشى الموت، ولم تهتز لأي شيء في هذه الحياة، إلا الخوف على وطنك وأرضك.

إنها دعواتنا التي نرددها باستمرار، إليك دعواتنا، إليك صلواتنا، إليك كل المحبة والتقدير، إليك كل ما هو جميل، فأنت الجندي الشريف، حماك الله ورعاك وأضاء قلبك برحمته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى