من هو ابو الدرداء
سنشرح في هذا المقال سيرة الصحابي الجليل أبو الدرداء، الذي اختاره الله من بين خلقه ليكون مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رسالته لدعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد. وأُطلق عليهم اسم الصحابة لأنهم كانوا رفقاء النبي في حياته، وهم خير الناس وأعظمهم مكانةً عند الله سبحانه وتعالى بعد الأنبياء والرسل. ووعد الله تعالى عشرة منهم بالجنة، وذكر النبي عليه الصلاة والسلام بعضهم في أحاديثه الشريفة، وكان أبو الدرداء من بينهم. في هذا المقال، سنعرض لكم نبذة مختصرة عن سيرته.
من هو ابو الدرداء
هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي، وهو أحد صحابة النبي عليه الصلاة والسلام، وكان آخر من أسلم من أنصار المدينة، وكانت مكانته ومنزلته كبيرة وعظيمة عند سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي غزو أحد قيل عن أبي الدراع (نعم الفارس عويمر)، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام عنه: `هو حكيم أمتي`.
تعلّم البرّ والأعمال الصّالحة التي رفعت من مقامه في الدنيا والآخرة، وكان معلّمه هو النبي عليه الصلاة والسلام، حيث استطاع جمع القرآن الكريم كاملاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، واشتهر بالزُّهد في الدنيا، وكان قلبه يخشع للمولى سبحانه وتعالى، وتميّز بالحكمة والحرص على دعوة الناس لعبادة الله الواحد الأحد، وسعى دوماً لجمع شمل المسلمين وتقوية صفوفهم ونبذ التفرقة بينهم.
ابو الدرداء الحكيم
كان الصحابي الجليل أبو الدرداء مشهورًا بالحكمة والتفكر، فكان ملمًّا بالأمور الدينية والدنيوية، وعارفًا بعلم الأموال، واشتُهر بكثرة ذكر الله وتسبيحه، وكان يدعو كثيرًا لأصحابه بالخير والبر، وكان يقول الأدعية التي يستخدمها الصحابة للدعاء. وكانت حكمته تظهر في المعارك والغزوات بعد هزائم المشركين، فكان يتعظ من خسارتهم قبل أن يفرح بتحقيق النصر، وسعى للبقاء في الحياة للقيام بالأعمال الصالحة وعبادة الله عز وجل، بهدف الحصول على الثواب العظيم والأجر الكبير. وفي آخر أيامه عانى من المرض الشديد، فكان يقول للناس الحكم والمواعظ من مرضه أيضًا.
اقوال ابو الدرداء
قال أبو الدرداء العديد من الأقوال التي استفاد منها الناس ونقلوها بينهم، ومن بين تلك الأقوال:
- ينبغي لك أن تسمع أكثر مما تتحدث، فقد وهبك الله أذنين لهذا السبب.
- يرزق الله العلم للسعداء ويحرمه الأشقياء.
- إذا ذكرت الموتى فعد نفسك أحدهم.
- من يستحمل شور ذوي العقول، يتألق بأنوار العقول.
وفاة أبو الدرداء
أوضح المؤرخون أن الصحابي الجليل عويمر بن مالك رضي الله عنه وأرضاه المُلقب بأبي الدرداء، تعرض للمرض في الفترة الأخيرة من حياته، وعندما شعر بقرب نهايته وتوفي، بكى وسألته زوجته عن سبب بكائه، وأخبرها أنه كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الجنة تنتظره بسبب أعماله الصالحة، لكنه يبكي لأنه لا يعلم أي الذنوب تنتظره، ويخشى من حساب الله عز وجل. نصحه أحد الصحابة الذين كانوا معه بضرورة السعي في الدنيا لنيل الأجر والثواب في الآخرة، وحثه على العمل بجدية والاستعداد للموت في أي لحظة. توفي الصحابي الجليل في السنة الثانية والثلاثين من الهجرة في عهد الخلافة العثمانية، ودُفن في الشام.
