معلومات عن الخليفة المأمون
نقدم لكم في هذا المقال على موسوعتنا معلومات عن الخليفة المأمون، الذي يحتل المرتبة السابعة بين الخلفاء الذين حكموا في العصر العباسي. واسمه الكامل هو عبد الله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور. ولد في عام 170 هـ الموافق لعام 786 م، وسُمي يوم مولده بـ”ليلة الخلفاء” لأن عمه الخليفة موسى الهادي توفي في نفس اليوم وتولى الحكم خليفة آخر، ولديه أخ من أمه السيدة زبيدة.
كانت سياسيته ومواقفه غير مفهومة بنسبة كبيرة، فكان بها تناقض غريب من نوعه، وكان من الصعب فهم ما يجول بذهنه. ففي بعض الأحيان كان يتفق مع الفرس، وأحيانًا مع أهل السنة، وفي أوقات أخرى كان ينحاز للعلويين، ومن هنا نجح في إرضاء فئات مختلفة.
وسنستكمل الحديث عنه في الفقرات التالية.
معلومات عن الخليفة المأمون
كان من بين أفضل الحكماء والخلفاء من كانوا كرماء وأذكياء منذ الصغر، وكان لديهم الفطنة والحنكة، وكانوا يترأسون النهضة والتقدم في عصر العباسيين الأول، سواء في المجالات الفكرية أو العلمية.
ينبغي الاهتمام بالثقافة وجمع التراث المرتبط بالحضارات القديمة، والاهتمام ببيت الحكمة في بغداد، حيث يتضمن مكتبة عامة تستخدم لنسخ الكتب المختلفة، بالإضافة إلى وجود مجمع علمي ودار للترجمة إلى اللغة العربية. وقد تمثلت هذه الكتب في كنز علمي هائل بالنسبة للمسلمين، وألفوا الكثير من الكتب في مجالات مختلفة، وتم استخدامها في النهضة الأوروبية.
عندما تولى الأمير هارون الرشيد الحكم، تعرض لضغوط من القوى العربية وزوجته لتعيين الأمين كولي للعهد من بعده. وبعد العديد من المناقشات، قام بتعيينه ولاة على العراق والشام وصولاً للمغرب.
بعد مرور عام على تعيين الخليفة المأمون كولي عهد للمرة الثانية، تولى حكم خراسان قبل أن يعلن البيعة لوالده القاسم بعد الخليفة المأمون.
تم تقسيم الدولة إلى مناطق غربية وشرقية، وكان الخلفاء يعينون القيادات لولاة العهد أو غيرهم من الموثوقين بهذا الحكم، وفي حالة كان ولي العهد صغيرًا، يتم تعيين شخص آخر للحكم بالنيابة عنه حتى يكبر.
بعد أن أصبح العهد في الولاية لأبناء الخليفة الثلاثة على التوالي، ظهرت عواقب هذا القرار، حيث اندلعت حرب أهلية كبرى، وتفككت الدولة وتدهورت الأوضاع السياسية، ونتج عن ذلك الكثير من النتائج السلبية والخطيرة، حيث انضم الفرس للخليفة المأمون تحت قيادة الفضل بن سهل، في حين انضم العرب للخليفة الأمين تحت قيادة الفضل بن الربيع.
نشوب خلاف بين الأمين ومأمون
حدث خلاف كبير بين الأخوين واستمر النزاع بينهما لمدة أربع سنوات، وخاصة بعد وفاة هارون الرشيد، وخلع الأمين اسم أخيه المأمون من ولاية العهد بعده، ووضع اسم ابنه بدلاً منه. وانتقل المأمون بجيشه لمحاربة أخيه، وأدت هذه الفتنة إلى حصار بغداد ونزاع كبير بين المسلمين، ولكن المأمون انتصر في النهاية وحصل على الخلافة، وساعده في ذلك الوزير الفضل بن سهل والقادة هرثمة بن أعين وطاهر بن الحسين.
على الرغم من أنه قدم البيعة وحصل على الخلافة، إلا أنه لم يغادر مرو في خراسان لمدة 6 سنوات، لأنه كان بين أنصاره، ولم يسافر إلى مقر الخلافة العباسية في بغداد.
أدى عدم وجود الخليفة المأمون في عاصمة الخلافة إلى وقوع عدة خلافات سياسية مختلفة، نتيجة لتفويضه للوزيرين فضل بن سهل والحسن بن سهل لإدارة البلاد.
لاحظ سكان العراق أن المأمون متحيز للفرس، فبدأوا في نشر الشائعات بأنهم يتخذون قراراتهم دون الرجوع إلى الخليفة وكأنهم يخفونه، لذلك ذهب إلى بغداد عام 204 هـ لحل هذه الأزمات منذ بدايتها.
تمكن الفضل بن سهل من السيطرة الكاملة على المأمون وحجب كل الأخبار والأشخاص عنه، بهدف إسقاط الخلافة العباسية وتولي الطالبين الحكم. وبفضل جهوده، تم نقل الخلافة من العباسية إلى العلوية بعد إقناعه بكتابة ولاية العهد للإمام علي الرضا بن موسى الكاظم، الذي كان التاسع في سلسلة الإمامية الاثني عشرية.
تم تغيير شعار الدولة العباسية ليصبح اللون الأخضر بدلاً من الأسود، ليرمز للعلويين.
عزل الخليفة المأمون
- شهدت هذه الفترة الكثير من الاضطرابات، وزاد غضب الأفراد والثوار في العراق، وأيدوا إبراهيم المهدي وأزالوا الخليفة المأمون.
- بعد العديد من المنازعات، عاد المأمون خليفة مرة أخرى، وعاد شعار العباسيين الأسود، وتزوج من بوران، ابنة الحسن بن سهل، وكان ذلك في عام 210 هـ.
- اجتاح الروم المنطقة في عام 215 هـ، وفي العام التالي تغلب هرقلة عليهم وفتح العديد من المدن، واستمرت الحرب حتى عام 217 هـ عندما سقطت الروم.
الثورات في عصر الخليفة المأمون
شهدنا حالة عنف شديدة في المغرب ومصر والأقاليم الإسلامية وكافة القبائل العربية، ونتج عن ذلك ثورة ضد المأمون في مدينة كوفة بالعراق، وتوالت بعدها الثورات في مصر وثورة بابك الخرمي وغيرها.
وفاته
توفي بسبب الحمى في سنة 218 هـ الموافقة لعام 833 م، عندما كان عمره 48 عامًا.
المراجع
