من هو محمد إيسياخم

ولد إيسياخم في قرية جناد بمدينة أزغون الجزائرية في 17 يوليو 1928 م. كان الأخ الأصغر لأختين، وانتقل مع والديه إلى غليزان عندما كان عمره 3 سنوات، وقضى طفولته هناك. كان طفلًا شغوفًا بالرسم وتلمذ على يد محمد الراسم منذ صغره، كما كان شجاعًا ويحب وطنه. ظهر ذلك خلال الاحتلال الفرنسي للبلاد، حيث قام إيسياخم بسرقة قذيفة يدوية من أحد مخيمات الجيش الفرنسي وهرب بها، ولكنها انفجرت في منزله مما أدى إلى مقتل شقيقتيه وأحد أبنائهم. وأصيب هو ببتر ذراعه الأيسر وبقي في المستشفى لمدة عامين لتلقي العلاج.

لم يؤثر خسارته ليده بأي شكل على مستقبل الشاب وشغفه بالرسم، حيث استطاع بعد انتهاء علاجه في المستشفى بعد عامين، التحق بمدرسة الفنون الجميلة في الجزائر وانضم إلى الأسرة الطلابية وأصبح معروفًا حتى تمكن من الانتقال إلى مدرسة الفنون الجميلة في فرنسا، حيث عرض لوحاته في معرض أندريه موريس في باريس، وبعد هذا النجاح، سافر إلى ألمانيا لمواصلة صعوده، وبعد ذلك عاد إلى الجزائر.

إسياخم في هذه المرة لم يكن طالبًا، بل انضم إلى مدرسة الفنون الجميلة الجزائرية كمدرس للرسم لنقل خبراته للطلاب، وتم تعيينه بعد عامين فقط مديرًا للمدرسة، وتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية.

بالإضافة إلى عمله في الفنون التشكيلية، قام هذا الفنان بالكتابة الصحفية التي أتقنها، والتي ساعدته في كتابة كتابه “35 سنة في جهنم رسام”، بالإضافة إلى العديد من المقالات التي تعبر عن وجهات نظره وفكره الخاص.

نجح ايسياخم في خدمة بلاده من خلال تصميم العملات والطوابع الرسمية للدولة، وتصميم شعارات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ورسم اللوحة الرئيسية في مطار الجزائر، إلى جانب الحصول على العديد من الجوائز، منها الميدالية الذهبية في معرض الكتاب، وجائزة الأسد الذهبي في الفن الأفريقي من اليونسكو، وانتهت مسيرته الفنية بوفاته في عام 1985، وهو يبلغ من العمر 57 عامًا.