الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معنى الموبقات في القرآن

معنى الموبقات في القرآن | موسوعة الشرق الأوسط

سنوضح لكم في هذا المقال معنى الموبقات في القرآن الكريم، حيث لم يترك الإسلام أي جانب من جوانب الحياة إلا ووضحه وحدد نواهيه، وأوضح ما هي الأفعال التي تؤدي إلى دخول صاحبها الجنة وما هي الأفعال التي تنتهي به إلى النار، وذلك بناءً على ما جاء في كتاب الله العزيز والسنة النبوية، وهناك مجموعة من الأفعال التي نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ارتكابها ووصفها بالموبقات، فما هي تلك الأفعال وما هي عقوبتها؟ وما هو الفرق بين الموبقات والكبائر؟ هذا ما سنوضحه في سطور مقالنا اليوم على موسوعة.

معنى الموبقات في القرآن

  • أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأشياء السبع التي تجلب النقمة، وهي: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله قتلها، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
  • الموبقات هي الأفعال التي تؤدي إلى هلاك صاحبها وتقوده إلى الضلال في الدنيا، وتؤدي إلى دخوله النار في الآخرة.

شرح حديث اجتنبوا السبع الموبقات

تشرح هذه الفقرة بالتفصيل معنى السبع الموبقات التي ذكرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه:

الشرك بالله

  • الشرك هو عبادة إله آخر غير الله سبحانه وتعالى أو تقديم أي صورة من صور العبادة له، وينقسم إلى نوعين، الشرك الأكبر الذي يؤدي إلى خروج الإنسان من الملة، وإذا مات وهو لم يتوب فسيخلد في النار، وهذا كما ذكره الله تعالى في سورة المائدة “إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار.
  • وينقسم الشرك الأصغر إلى شرك بالأفعال وشرك بالأقوال.

السحر

  • يُعد اللجوء إلى الجن لتسبب الأذى للآخرين من أكبر الذنوب، ويتم ذلك سواءً بالتخيل الذي يجعل الشخص يرى الشيء على غير حقيقته أو بالأقوال والأفعال.
  • تم حرمان السحر لأنه يشمل شركًا بالله، حيث يؤمن الساحر بأن قدرات الجن تفوق قدرة الله سبحانه وتعالى، ولذلك اتفق جميع العلماء على تحريمه.

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق

  • من أكبر الجرائم وأعظمها هي أن يقتل الإنسان نفسًا أخرى وهي من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى في سورة النساء: `وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا`.
  • وعِقابُ هذه الجريمة هو القَصَاصُ إلا إذا قَبِلَ أهلُ المَقتولِ الديةَ، وإن كان القَتلُ عن غير عَمْدٍ فعلى القاتِلِ تحريرُ رَقَبَةٍ أو صَيامُ شهرين متتاليين، ويُخلد القاتِلُ حتى النهايةِ في النارِ إن كان يُستحِلُّ القَتلُ، وإن لم يكن يُستحِلُّهُ فَخُلودُهُ في النار مؤقت، والمَقصودُ بِقَوْلِهِ “إلا بالحق” أي وُجودُ ما يُوجِبُ القَتْلَ، مثلَ قَتْلِ قاطِعِ الطريقِ والسارِقِ ورَجْمِ الزاني المُحصَّنِ حتى المَوْتِ.

أكل الربا

  • حرم الله تعالى أكل الربا، لأنه من الكبائر، وقد قال تعالى في سورة البقرة: “وأحل الله البيع، وحرم الربا.” وكانت الجاهلية هي العصر الذي انتشر فيه الربا بشكل كبير، وكان الناس يستغلون حاجة الآخرين للحصول على المال.
  • ينقسم الربا إلى ربا فضل، وهو بيع شيء بنفس جنسه مثل بيع درهم بدرهمين، وربا نسيئة وهي بيع شيء بشيء آخر ليس من جنسه مثل بيع صاع من الشعير بصاعين من الأرز، ويتم الدفع بعد المجلس.

أكل مال اليتيم

  • يشير مصطلح اليتيم إلى الطفل الذي فقد والده قبل بلوغه، ويشير مصطلح أكل ماله إلى عدم الحفاظ على حقوقه والاستيلاء عليها بدون حق، بدلاً من رعاية اليتيم والحفاظ على حقوقه حتى يصل إلى سن الرشد ويتمكن من إدارة ممتلكاته.
  • حذر الله تعالى من أكل مال اليتيم ووعد بعقوبة شديدة لذلك، وجاء ذلك في قوله في سورة الأنعام “وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ.

التولي يوم الزحف

  • يعني التخاذل في يوم الحرب بين المسلمين والكفار التخلي عن المسلمين وعدم مساندتهم، وينتشر هذا الفعل بين صفوف المسلمين ويزرع روح الانهزامية.
  • حذر الله تعالى من التأخر في أداء هذا الواجب ووعد بعذاب شديد لمن يفعل ذلك. وذلك بسبب ما ورد في سورة الأنفال `ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلىٰ فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم ۖ وبئس المصير`. والمقصود بالمتحرف هو الشخص الذي يتأخر في التحضير للقتال أو الانتقال من صف إلى آخر لمواجهة العدو.

قذف المحصنات الغافلات المؤمنات

  • الافتراء على المؤمنات بارتكاب جريمة الزنا هو كذب في الحقيقة، وهذا الفعل يعتبر من الكبائر والجرائم الكبرى.
  • وقد وعد الله سبحانه وتعالى من يرتكب هذا الفعل بالعذاب الشديد، كما ذكر في سورة النور الآية 2: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً

لماذا بدأ بالشرك عند ذكر السبع الموبقات

  • يمكن لبعض الأشخاص الاستفسار عن سبب بدء رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر الشرك بالله عند ذكر السبع الموبقات.
  • يمكن الجواب على هذا السؤال بأن الشرك هو أعظم الكبائر وأكبر الذنوب التي لا يغفرها الله لصاحبها إذا مات عليها، ونظرًا لخطورة هذه الخطيئة فقد بدأ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما ذكر الموبقات.

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

  • تشير الكبائر إلى الذنوب التي يرتكبها الإنسان وتوجد لها حد في الدنيا، وتوعد بالعذاب في الآخرة، ويصل عددها إلى 70 وفقاً لما حدده بعض العلماء، وتشمل السبعة الكبائر السبعة الموبقات، وهو يعني أن الكبائر أوسع وأشمل من السبعة الموبقات التي تعتبر كبيرة جداً.

عقوبة السبع الموبقات

  • توعد الله تعالى بالعذاب الشديد والخلود في النار إلى الأبد كل من يرتكب من الموبقات السبع الكبيرة التي هي الشرك بالله والسحر.
  • يعاقب الله بالنار من يؤسس شركًا بالله بإخراج صاحبه من الملة، كما يعاقب بالنار من يعمل السحر، لأن فيه نوعًا من الشرك بالله، فضلاً عن الضرر الذي يلحق بالآخرين.
  • باستثناء الكبائر الأخرى التي يجب عقابها وتعذيبها، دون البقاء في النار.
  • لكن من تاب إلى الله من أي من مرتكبي تلك الموبقات في الدنيا فإن الله سيغفر له، وذلك بناءً على قوله تعالى في سورة المائدة “فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى