ما حكم الصيام على جنابة عمدا
في هذا المقال، سنوضح لكم بالتفصيل ما هو حكم الصيام على جنابة عمداً. فقد حثت تعاليم الدين الإسلامي على ضرورة الطهارة والتطهر، وتحدثت النصوص الشرعية الكثيرة في القرآن الكريم والحديث الشريف عن أهمية تطهر الجسد والملابس والمكان الذي يتواجد به الفرد. وجعل الإسلام الطهارة شرطًا للقيام بالعبادات، ومنها الصلاة. ولذلك، يتوجب على المسلم الطهارة والوضوء قبل الصلاة، ولا يجوز له المس بالمصحف الشريف إذا لم يكن طاهراً.
حكم الصيام على جنابة عمدا
تحث تعاليم الدين الإسلامي على ضرورة الطهارة من أي شيء نجس أو حادث قبل أداء العبادة، وهذا لتقبلها المولى العلي القدير، ويتساءل الكثيرون عن حكم الصيام في حالة الجنابة، وسنوضح ذلك بالتفصيل في فقرات المقال التالي على موسوعتنا.
هل يجوز الصيام قبل الاغتسال من الجنابة في غير رمضان
- في حال أُصيب المسلم بالجنابة في الليل، وقد نوى الصيام في اليوم التالي، ولم يتطهر ويغتسل إلا بعد طلوع الفجر، فقد تفقَّه جميع علماء المسلمين على أنَّ صيامه صحيح، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أنَّ النبيَّ عليه الصلاة والسلام كان يتطهَّر ويغتسل بعد طلوع الفجر وصام، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يُدرِكُه الفجرُ وهو جُنُبٌ من أهلِه، ثمَّ يتطهَّر ويصوم.
- ومع ذلك، إذا كان الجماع في نهار رمضان وكان المسلم صائمًا عند الجماع مع زوجته، فقد ارتكب خطيئة كبرى وأصبح مذنبًا بالنسبة لأوامر الله سبحانه وتعالى، وبذلك تُبطل صيامه ويجب عليه الكفارة، والكفارة لجماع الزوجين في نهار رمضان هي إما تحرير رقبة، أو صيام شهرين متتاليين، أو إطعام ستين فقيرًا.
- في حال قرر المسلم الصيام وحدث احتلام أثناء النوم، فإن صيامه صحيح ولم يُفسد، ولكن عليه الإسراع في الاغتسال والتطهر حتى يقضي صلاته ولا يتركها، وحتى يُقبل صيامه.
هل يجوز الصيام على جنابة حتى الظهر
إذا حدث الجنابة لشخص أثناء ممارسته الجماع مع زوجته في الليل، ونام وهو في حالة الجنابة، وكان ينوي الصيام، واستيقظ في اليوم التالي، فإن العلماء اتفقوا على أن صيامه صحيح، ولكنه أذنب بترك صلاة الفجر وعليه إثم كبير، لذا يجب عليه إقامة الصلاة المفروضة التي فاتته على الفور، والعمل على ضبط مواعيد صلاته في المستقبل حتى لا يترك الصلاة.
هل الجنابة تبطل صيام النافلة
إذا تحلل المسلم بالجنابة في الليل، وكان ينوي صيام النافلة في اليوم التالي، واغتسل بعد صلاة الفجر، فصومه صحيح وليس هناك شيء يفسده، ولكن يجب عليه الإسراع في التطهر حتى لا يفوته الصلاة.
حكم عدم التطهر من الجنابة عمدا
يجمع علماء المسلمين على أن تعمد الشخص الجُنب عدم التطهر والاغتسال يعتبر إثماً كبيراً، وأن من ينكر وجوب الطهارة والغسل من الجنابة فهو كافر ويستحق العقوبة التي وعدها الله لمن يخالف أوامره، وأوضح الفقهاء أن التطهر من الجنابة فرض ولا شك في ذلك، ولا يجوز للمسلم أن يُصلي دون التطهر، وأشار الشنقيطي إلى أن ترك غسل الجنابة والوضوء يعتبر مثل ترك الصلاة، وجحد وجوب الاغتسال يعتبر كجحد وجوب الصلاة.