الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
ما معنى الصراط المستقيم يوم القيامة
في هذا المقال، سنتحدث عن معنى الصراط المستقيم في يوم القيامة، والذي يتلى في الفاتحة التي يقرأها المسلم في كل صلاة سواء كانت فرض أو سُنة. وقد ورد ذكر هذا المصطلح في القرآن الكريم 45 مرة، وصف فيها الله تعالى الصراط المستقيم بالاستقامة في الحياة الدنيا، وهو الوصف المعنوي له. ولكن هناك من يتجاهل معنى الصراط المستقيم الذي كتب الله لجميع خلقه أن يسيروا عليه يوم القيامة، ولماذا جعلنا الله ندعوه في كل صلاة بأن يهدنا إياه، وما هو وصفه، وسنوضح كل ذلك في السطور التالية على موسوعة.
معنى الصراط المستقيم يوم القيامة
- يعد جسرًا بناه الله تعالى فوق نار جهنم، عبره جميع خلقه منذ بدء الخلقة وحتى قيام الساعة، ويفصل هذا الجسر بين الناس والجنة.
- عبور الناس على الجسر يوضح مصيرهم سواء بدخول الجنة أو النار. فهناك من يعبر الجسر في لحظة، وهناك من يعبره بسرعة تماثل سرعة البرق، وهناك من يعبره كالطير. وخلال هذا العبور، يصل المؤمنون إلى الجنة ليجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلهم، ويرثون النعيم الأبدي، وهناك من يقع في النار، ويعاقبه الله على معاصيه وذنوبه في الدنيا.
وصف الصراط المستقيم
- عندما نتحدث عن وصف الصراط المستقيم الذي سيعبره جميع الخلق في يوم القيامة، يمكن الاستدلال بما رواه الرسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال أبو سعيد في حديثه: “بلغني أن الجسر أدق من الشعرة وأحد من السيف”. وأيضا قال أبو سعيد الخدري في حديث طويل: “ثم يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم”. فسألنا: يا رسول الله، فما هو الجسر؟ فقال: “مدحضة مزلة، عليه خطاطيف وكلاليب، وحسكة مفلطحة لها شوكة عقيفاء، تكون بنجد، يقال لها: السعدان، المؤمن عليها كالطرف وكالبرق وكالريح، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، وناج مخدوش، ومكدوس في نار جهنم، حتى يمر آخرهم يسحب سحبا.
- كما قال أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال `فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم، فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته، ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل، وكلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم. قال: فإنها مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم من يهلك بعمله، ومنهم من يصاب ثم ينجو`.
فالصراط المستقيم صفاته كالتالي:
-
- أرفع من الشعرة.
- أكثر حدة من السيف.
- يكون مظلمًا لدرجة كبيرة، ويحتوي أسفله على نار جهنم السوداء الداكنة.
- لا تستقر عليه الأقدام.
- فإذا كانت ذنوب العبد كثيرة، فسيحملها على ظهره ويمر ببطء شديد على الصراط المستقيم، وإن كانت خفيفة، فسيمر عليه بسرعة البرق.
- يتواجد على جوانب الصراط المستقيم شوك من الحديد المدبب والصلب، بالإضافة إلى خطاطيف تخدش الأقدام وتجرحها لتكفير ذنوب العبد، مثل نظره الحرام وكلمته الحرام وغيرها.
- إذا سقط العبد في نار جهنم، يصدر أصوات صراخ مدوية.
- عندما يعبر الإنسان فوق هذا الممر، يشاهد الخلق وهم يعبرون أمامه، وبعضهم يصل إلى الجنة في حين يسقط البعض الآخر في قاع جهنم، ومن بين هؤلاء الناس قد يشاهد الرائي أمه وأبيه، ولكنه لن يهتم بهم بل سيهتم فقط بنفسه في هذه اللحظة.
أقسام المارين على الصراط المستقيم
سينقسم عباد الله يوم القيامة عند مرورهم على الصراط المستقيم وفقًا لأعمالهم في الدنيا إلى ما يلي:
- يوجد من يدخل الجنة دون أن يتعرض لأي ضرر أو مصيبة، وهؤلاء هم الأكثر صدقًا وإيمانًا بالله عز وجل.
- بعض الناس يتعرضون للنار بسبب ذنوبهم ولكنهم يدخلون الجنة بعد ذلك بأمان وطمأنينة.
- منهم من لا ينجو فيسقط في نار جهنم.
هل الأنبياء يمرون على الصراط
- يعتبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أول من يعبر الصراط المستقيم، وبعده أمة الإسلام والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، وذلك بناءً على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: `فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذٍ إلا الرسل، ودعاء الرسول يومئذٍ: اللهم سلِّمْ سلِّمْ`. وهذا الحديث رواه البخاري.
ما بعد الصراط المستقيم
- قال أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: “يتم تطهير المؤمنين من النار ويحبسون على قنطرة تقع بين الجنة والنار، وسيقصى بعضهم عن بعض ليتم تصفية الظلمات التي حدثت بينهم في الدنيا. بعد أن يتم تطهيرهم وتنقيتهم، سيسمح لهم بدخول الجنة. ووالله الذي نفس محمد بيده، سيكون لأحدهم مكان في الجنة يفضله على مكانه في الدنيا.
- بعد عبور العبد للصراط المستقيم، يذهب إلى القنطرة التي تشبه شكل القوس، وقد تختلف آراء العلماء حول مكان القنطرة؛ فهل هي جسر مستقل أم تابعة لطرف الصراط الذي يقع فوق جهنم.
- يتوجه الناجون من نار جهنم إلى هذه القنطرة حيث يطهرهم الله من كل ما يلوث قلوبهم من الكراهية والحقد والغل والخطايا المتعلقة بالعبادة، وذلك ليدخلوا الجنة بأرواح وقلوب نقية، فلا يليق بالقلوب الممتلئة بالكراهية أن تكون في الجنة.
كيف انجو من الصراط
لينجو المسلم من كرب الصراط المستقيم في يوم القيامة ويصل إلى الجنة، يجب عليه اتباع ما يأتي في الحياة الدنيا:
- يتم التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال أداء العبادات والأعمال الصالحة.
- الاستغفار من كل ذنب والتوبة إلى الله في أي وقت.
- ينبغي على المسلم أن يحرص على البقاء في بيئة ملتزمة، حيث يمكنه الاستفادة من الصحبة الصالحة.
- التعريف بالمعروف والنهي عن المنكر ومساعدة كل مظلوم.
- تفريج كروب الناس وقضاء حوائجهم.
- الصبر عند البلاء والشدائد.
- المحافظة على أداء فروض العصر والفجر.
- المداومة على صلاة ركعتي الضحى.
- الحفاظ على سُنن صلاة الظهر.
- ينبغي الحرص على الصدقة وعدم الكلام بأي كلمة قبيحة.
- البكاء من خشية الله.
- كثرة الصلاة على النبي.
- قيام الليل وإفشاء السلام.
- ترديد الأدعية المنجية من النار.