الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

بحث عن الايمان بالرسل

بحث عن الايمان بالرسل | موسوعة الشرق الأوسط

نقدّم لك، أيها القارئ العزيز، بحثًا حول الإيمان بالرسل والأنبياء، حيث يُعدُّ من أركان الإيمان الستة التي يتوجَّب على كل مؤمن قانت لله ومؤمن بشريعته الإيمان بالله والقدر والملائكة والرسل واليوم الآخر والكتب السماوية، ولا يمكن للمؤمن أن يؤمن بجزء من تلك الأركان الإيمانية ويتخلى عن الجزء الآخر، إذ يتعين عليه فهم الفرق بين الأنبياء والرسل والإيمان بكل منهما.

الأنبياء هم الذين بعثهم رب الحق إلى الأرض لتوجيه الناس إلى الحق، ولم يحملوا الكتب السماوية، بينما الرسل هم أشخاص اصطفاهم الله وأرسل عليهم كتباً سماوية لتوجيه أقوامهم إلى الدين الحق، وسيتم الحديث في هذا المقال على موقع موسوعة عن حكم الإيمان بالرسل ودليل وجوب الإيمان بهم، بالإضافة إلى شرح الإيمان بالرسل بشكل عام وتفصيلي، فتابعونا.

بحث عن الايمان بالرسل

يُعتبر الإيمان بالرسل من أهم مقومات أركان الإيمان التي أوصانا الله تعالى بها في سورة النساء الآية 136 “ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا”، كما بعث رب العزة والجلالة بسيدنا جبريل عليه السلام يوصينا بالإيمان بالرسل الذي يتسق مع الإيمان بالله.

الإيمان بالرسل إجمالا وتفصيلاً

يعتقد بعض الشيوخ والفقهاء بأن الإيمان بالرسل بشكل عام يشير إلى المعتقدات الرئيسية التي يجب على المؤمن بالله أن يؤمن بها، ويمكننا ذكرها بتفصيل من خلال الاستشهاد بالآيات المذكورة في القرآن الكريم في الأسطر التالية:

  • الإيمان بالرسل الذين أذكرت أسماؤهم بصفة واضحة في الكتب السماوية، وكذلك الرسل الذين لم يتم ذكرهم بصفة واضحة، قد قال الله تعالى في سورة غافر الآية 78: `ولقد أرسلنا رسلا من قبلك، منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك، وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله، فإذا جاء أمر الله قضي بالحق`.
  • ذكر الله تعالى في الكتب السماوية خمسة وعشرين اسمًا، بما في ذلك الأنبياء والرسل، وفيما يلي قائمة بتلك الأسماء: آدم، ونوح، وإدريس، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وداود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، وإسماعيل، واليسع، ويونس، وهود، وصالح، ولوط، وشعيب، وذو الكفل، وسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، وعليهم جميعًا صلوات الله وسلامه.

سمات الرسل والأنبياء

اتسم الأنبياء والرسل بعدد كبير من الصفات التي جعلتهم أفضل الناس، وقادرين على تحمل رسالات رب العزة والجلالة ونقلها إلى الأمم عبر العصور. وذكر الله تعالى هذه الصفات في آيات عدة من القرآن الكريم التي أشارت إلى كمال الرسل والأنبياء وما يتمتعون به من خُلق وصبر وعقل وصدق وأمانة. لذا، دعونا نتجول معًا في جولة بين أهم الصفات التي يُتحلى بها الرسل، والتي جعلتهم مختارين وأتمموا رسالات الله.

الصدق

  • الرسل والأنبياء يتمتعون بسمة الصدق التي تبني جسور المصداقية بين الأشخاص، فلا يمكن لأي شخص أن يشكك أو يفسر كلام الشخص الصادق، وهذا هو السبب الذي جعل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يُطلق عليه اسم “الصادق الأمين” قبل أن يتولى رسالته من رب العزة.
  • جعل الصدق الذي تميز به الرسل والأنبياء هو الرسالة الأكثر قربًا من الإيمان بدلاً من الإنكار للأشخاص الذين يدعون زعماءهم من بين الخلق، وذلك بسبب صدق أقوالهم وأفعالهم التي تتماشى مع ما يدعونه.
  • يتمثل دور الصدق في تسهيل مسيرة الرسل والأنبياء لنشر رسالاتهم بين أممهم، حيث يعتبر الصدق عاملاً مهماً في إقناع الآخرين وإيصال المعلومات بشكل دقيق ومقنع. ويعد الصدق من أهم القيم الأخلاقية التي يتمتع بها الرسل والأنبياء، ويأتي ذلك في ضوء قول الله تعالى في سورة يس الآية 52: “هذا ما وعد الرحمن، وصدق المرسلون“.

الاختيار من الله تعالى

  • يجب على المؤمن أن يدرك أن الله تعالى اختار الرسل والأنبياء لحمل رسالته، وفضَّلهم على العالمين، ومن ثم أرسل إليهم الوحي، وذلك في قوله تعالى في سورة الكهف الآية 110: `قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ`.
  • إن اختيار الله تعالى للناس لا يعتمد على قدراتهم الخاصة أو ذكائهم أو نُبلهم، بل يرتبط بفضله وعدله الذي اختص بهم.

يبلغون رسالات ربهم

  • وضع الله تعالى الرسل في مأمن من الخطأ في التبليغ عن الرسالة التي أمرهم الله تعالى بنقلها.
  • يسعى الرسل والأنبياء لنقل رسالة الله العزيز الجليل إلى العالمين دون الوقوع في الأخطاء فيما يتعلق بالوحي الذي أمروا به.

الصبر

  • تُذكر آية ”وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” دائمًا بسبب أهميتها، فإن الله يمنح الصابرين مكانة عالية في الدنيا والآخرة.
  • تُعد تلك السمة من الصفات التي جعلت الرسل والأنبياء يصبرون على الأذى والرشق بالحجارة لإتمام رسالات الله، ويُذكرنا الله تعالى بأهمية الصبر ويحثنا على اتباعه كمنهج في حياتنا، كما ذكر في سورة الأحقاف الآية 35 “فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ”، حيث أن أولو العزم من الرسل هم مجموعة من الرسل الذين صبروا، وهم موسى وعيسى وإبراهيم ونوح ومحمد عليهم الصلاة والسلام.

الأسوة الحسنة

  • يُعَدّ استجابة الرسل والأنبياء للحاجات والاحتياجات الإنسانية من أهم الأسباب التي جعلت حياتنا أسهل، حيث يتمتعون بالعديد من الصفات الخُلقية والقدرات العقلية التي تجعل منهم قدوة يُحتذى بها، فهم يمتلكون الإيمان والقدرة على العمل بعيدًا عن الخطايا والمعاصي التي تتعارض مع العقيدة والطبيعة البشرية السليمة التي خُلقنا عليها.
  • أرسل الله تعالى جبريل عليه السلام لتطهير قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بفتح قميصه وغسل قلبه من الجزء الذي يمكن أن يدخله الشيطان. لذلك، لا يوجد في قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الحقد والغل والكراهية، بل ملئ بالمحبة والعفو. يجب علينا جميعًا أن نتبع سيرة الرسل في أخلاقهم الكريمة، وذلك كما هو مذكور في سورة الأحزاب الآية 21: “لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا.

عرضنا في مقالنا السابق أهم الصفات التي يتمتع بها الرسل والأنبياء، إلا أنهم يتمتعون بمجموعة من الصفات الأخرى التي جعلت رسالاتهم نعمة من الله، وتشمل هذه الصفات القدرة على البلاغة الصحيحة، والأمانة، والتواضع، والأخلاق الحسنة، والتفهم.

وقد منَّ الله تعالى على الرسل والأنبياء بالقدرة على نقل رسالتهم دون أي تشويش أو تشتيت لأفكارهم، وذلك بما ذكر في سورة الجن الآيتين 26 و 27: `عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا`.

وجوب الإيمان بالرسل

تعتمد قناعة المؤمن بالإيمان بالرسل على أداء واجباته تجاه الرسل والأنبياء، حيث اختار الله تعالى هؤلاء الرسل والأنبياء لنشر رسالته إلى العالمين، وتتضمن هذه الواجبات المطلقة التزام المؤمنين باتباع أمثال الرسل والأنبياء في حياتهم وأفعالهم:

  • يتطلب الإيمان برسالات الأنبياء والرسل والتصديق بها، وأن الله تعالى أرسلهم لتوجيه الناس وتوجيههم لعبادة الله الواحد الأحد وتجنب الشرك وعبادة الآلهة من دون الله، بالإضافة إلى الإيمان بالمعجزات التي قاموا بها.
  • الإيمان بما حملوا من رسالات ربهم: أعلم الرسل رسائل ربهم كما أمرهم الله تعالى بالوحي، ولم يزيدوا عنها أو ينقصوا منها، ولم يتكلموا عن الهوى.
  • يعتبر الإيمان بأن المولى عز وجل كلم موسى عليه السلام يجعله كليم الله، بالإضافة إلى الإيمان بسيدنا عيسى عليه السلام وأمه مريم، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كخاتم للأنبياء الذي جاء للعالمين بالحق، وعدم التفريق بين الرسل الذين جاؤوا بالحق، حيث أمرنا الله تعالى بقوله في سورة البقرة الآية 136 “آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.

الإيمان بالرسل

  • نرفع الصلاة والسلام على جميع الرسل، وهو جزء من إيماننا بالرسل، بالإضافة إلى اتباع الأوامر التي أوصانا بها الرسل، وتجنب الأفعال التي نهونا عنها.
  • فضلهم الله على بعضهم البعض، إذ لا يشتركون في نفس المكان أو المنزلة، لذا قال الله تعالى في سورة البقرة الآية 253: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض، منهم من تكلم بقول الله، ورفع بعضهم درجات، وأعطينا عيسى ابن مريم الآيات الواضحة ونصرناه بروح القدس.
  • يتوجب على المؤمن بالله تعالى الإيمان بأن الرسل أجمع حملوا رسالة الله تعالى إلى العالمين دون تحريف أو إضافة منهم على الكتب التي نزلها الله تعالى عليهم، فهم الرُسل الأمناء الذين قال الله تعالى عنهم في سورة النحل الآية 35″ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ”.
  • يعتبر الإيمان بإرسال المولى عز وجلّ رسل وأنبياء إلى كل أمة لدعوتهم إلى الحق وعبادة الله وترك عبادة الأصنام وما يعبدون من آلهة لا تملك لهم الضُر أو النفع، وذلك بناءً على قول الله تعالى في سورة النحل الآية 36: “ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت، فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة، فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.
  • ونجد أن الإيمان بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين يعتبر من الأسس الأساسية للاعتقاد بالرسل، وذلك كما جاء في قوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 40 `مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمً`.
  • يشير حديث البخاري عن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن الإيمان يتمثل في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.

خطبة الإيمان بِالرُّسُلِ

نبدأ خطبتنا الإيمانية اليوم حول الإيمان بالرسل، والذي يُعد أحد أركان الإيمان، ويأتي في الترتيب الرابع، حيث يعتبر الإيمان برسالة الرسل وقدرتهم على نقل الرسالة من الله عز وجل أمرًا مهمًا.

قد أتموا، بفضل نعمة الله، إيصال الرسالة التي تؤكد على عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، والتوقف عن عبادة الآلهة، ولكنهم واجهوا أشد صعوبات العذاب من الزج بالنار والرشق بالحجارة والاستهزاء.

رفع الله مرتبة الأنبياء وجعلهم في أعلى المنازل، وعذب كل من قلل من قُدراتهم وخفف من وطئ الألم والعذاب الذي عانوا منه.

فوائد الإيمان بالرسل

تبرز الفوائد الروحية التي يحققها المسلم نتيجة إيمانه بالرسل واتباع أوامر الله والالتزام بأركان الإيمان، وتشمل تلك الفوائد ما يلي:

  • يحصل المؤمن على رضا الله وكرمه في حياته، ويتميز بالبركة التي تحل على حياته، بحيث يجد في كل شيء خيرات تتدفق عليه.
  • تتضمن الهدايا واتباع أوامر الله، والامتناع عن فعل المنكرات التي تؤذي حياتنا وتشوه سمعتنا بعد رحيلنا.
  • يتمكن المؤمن من الحصول على الخير في الدنيا والآخرة، كما يسعد بوجود نعمة الله عليه وتحقيق ما يتمناه، إلى جانب دخوله الجنة في الآخرة فيسعد في الدارين، كما جاء في قول المولى عز وجلّ في سورة طه الآية 123,124″ يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ”.
  • بتكرار شكر الله تعالى على الهدايا والاهتداء إلى ما أمر الله تعالى به من عبادة، من خلال الرسالات الإيمانية التي جاء بها الرسل وتبليغها إلى عباد الله الصالحين، يصل المؤمن إلى رضا الله في الدنيا ويدخل جناته في الآخرة.

حكم الإيمان بالرسل

  • يعتبر الإيمان بالرسل وبما جاءوا به من رسالة أمرًا بما جاء به المولى عز وجل والتزامًا بالانتهاء عما نهانا عنه، وعبادة الله الواحد الصمد دون عبادة ما لا يملك ضرًا ولا نفعًا للمؤمن.
  • قام الرسل بنقل رسالة الله تعالى ورسله والكتب السماوية التي تحث على الصبر والتحلي بالأخلاق الحميدة والقراءة، حيث كانت أول كلمة نزلت على النبي محمد هي “اقرأ.
  • لم يتم بتحريف أو تغيير شيء فيما أمر بهم الله سبحانه وتعالى بإرساله إلى العالمين، لذلك يجب علينا الإيمان بجميع الأنبياء دون تمييز بينهم.
  • يشكل الإيمان بالرسل والأنبياء ركنًا رئيسيًا من أركان الإيمان الأربعة التي فرضها الله على عباده المؤمنين المتقين، إلى جانب الإيمان بالأوامر والكتب السماوية التي أرسلها الله معهم لتوجيه الناس إلى الحق.
  • في سورة البقرة آية 285 ذكر أن الرسول آمن بما أنزل عليه من ربه والمؤمنون جميعا آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولم يفرقوا بين أحد من رسله، وقد قالوا بالسمع والطاعة وطلبوا مغفرة الله وإليه ينتهي المصير. لذلك، فإن إيمان المؤمن بالرسل وما قدموه من الكتب السماوية يعتبر شرطا ضروريا يجب على كل مؤمن بالله اتباعه، وسيتم مكافأته في الدنيا والآخرة.

تناولنا في بحثنا حول الإيمان بالرسل والأنبياء العديد من النقاط التي يهتم بها المؤمن لمعرفة ما يجعله في مرتبة أعلى من الخلق، حيث ذكرنا بتفصيل سمات الرسل وأهمية الإيمان بهم، ويمكننا تلخيص موضوعنا في عبارة “الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان بالله”، ويمكن للقارئ الاطلاع على المزيد من التفاصيل عبر الولوج إلى الموسوعة العربية الشاملة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى