الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

معنى الرحيم إسم من أسماء الله الحسنى

Add a heading650 | موسوعة الشرق الأوسط

في مقالنا اليوم من موسوعة، سنتعرف معنا القارئ العزيز على معنى الرحيم، وهو من أسماء الله الحسنى التي يدعو بها العباد. فالله الواحد الأحد هو من يتغمد عباده برحمته التي وسعت كل شيء، وهو أرحم الراحمين. كما أكدت الآيات القرآنية الكثيرة على هذا المعنى، وأوضحت أن رحمة الله تجعلنا ننسى كل الآلام والصعاب والعقبات التي مرت علينا.

سنقدم في السطور التالية شرحاً مفصلاً لمعنى الرحيم والفرق بينه وبين الرحمن، وسنستعرض بعض الآيات القرآنية التي ذُكر فيها كلمة الرحيم، لذلك يجب متابعتنا.

معنى الرحيم

يأتي اسمُ الله الرحيمِ في البسملةِ، والتي يتمُ قراءتُها في كلِ سورةٍ من سورِ القرآنِ الكريمِ، ما عدا سورةِ التوبةِ.

ما معنى الرحمن الرحيم

يشتق الاسمان من الرحمة وهما في صيغة المبالغة.

في اللغة العربية، كلمة الرحمة تعني التعطف واللطف.

يتضح أن اللفظ “الرحمن” يعبر عن صفة الرحمة بصورة أشد مبالغة من اللفظ “رحيم”، حيث تشمل الرحمة جميع الخلق في الدنيا والآخرة، ويمكن تفسير “الرحمن” على أنه فعلان أشد مبالغة من “رحيم”، وهو من الأفعال التي تأتي على وزن فعيل.

تم ذكر اسمي الرحمن والرحيم في القرآن الكريم في عدة مواضع، فقد ذُكر اسم الرحمن حوالي 57 مرة، أما اسم الرحيم فذُكر حوالي 114 مرة.

إذا كنا نريد أن نفهم معنى كلمتي الرحمن والرحيم، فإنهما يعنيان الآتي

الرحمن: تعني الرحمة التي تشمل كل المخلوقات في هذه الدنيا والآخرة.

الرحيم: هي الرحمة التي خصَّها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين في يوم القيامة.

فوائد اسم الله الرحيم

  • إذا طلب الإنسان الرحمة والمغفرة من الله، فإنه بذلك يحظى برضاه ويجازيه خيرًا.
  • يُعَدُّ من الأسماء العظيمة التي يمكن استخدامها في الدعوة لتحقيق الحوائج.
  • تغمرنا رحمة الله عز وجل ولطفه في كل شيء في الحياة.
  • تُعتبر كلمة “الرحيم” في الأدعية من الأمور التي تساعدنا على التقرب من الله عز وجل. وفي إحدى الأحاديث الشريفة عن أبي بكر الصديق، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: “علمني دعاءً أدعو به في صلاتي”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.” وبهذا الدعاء، يتضرع المؤمن إلى الله تعالى، يعترف بخطاياه ويستغفره، ويطلب منه الرحمة والمغفرة.
  • تزيد الثقة واليقين بالله، ولا يجوز اليأس مهما تعرضنا لأي شيء، ففي النهاية يرحم الله عباده ولا يكلفهم فوق طاقتهم.

أسرار اسم الله الرحيم

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل لديه مائة رحمة، وذلك وفقاً لحديثه الشريف الآتي:-

عن أبي هريرة رضي الله عنه:يحتوي هذا الحديث على معنى عظيم، حيث يقول أن الله لديه مائة رحمة، ونزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والحيوانات، وبها يتعاطفون ويتراحمون، وتنعطف الوحوش على ولدتها، ويحفظ الله تسعة وتسعين رحمة ليوم القيامة ليرحم بها عباده.

رحمة الله بين الناس تعد دليلاً على رحمته التي يخصصها لنفسه، وتتسع دون حدود، وتمتد لتغمر السماوات والأرض.

الرحيم في القرآن

  • وجاء في القرآن الكريم والسنة سواءً في شكل مطلق أو منون.
  • يتم ذكر اسم الرحمن بجانب الرحيم في عدة مواضع مختلفة في القرآن الكريم، ويصل عددها إلى ستة.
  • يتم عادةً ربط اسم الرحيم بصفات مثل الرؤوف، الغفور، التواب، العزيز، والودود.
  • الرحمة هي صفة تلحق بكل مؤمن.
  • رحمة الله تشمل جميع المخلوقات في الدنيا، وتشمل كل العباد سواء كانوا كافرين أو مؤمنين.

هناك عدة دلائل تثبت اسم الله الرحيم، منها:

  • قول المولى عز وجل من سورة يس:”سَلَامٌ قَوْلًا مِّن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58)”.
  • قول الله تعالى من سورة فصلت:”تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (2)”.
  • يقول الله سبحانه وتعالي بسورة الحجر:”۞ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)”.

نذكر عددًا من الآيات التي ذُكِرَت فيها كلمة الرحيم، ومنها

  • قول الله تعالى من سورة البقرة:”………إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ(143)”.
  • قال الله سبحانه وتعالى من سورة الإسراء:”رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66)”.
  • يقول الله سبحانه وتعالى من سورة آل عمران:”وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)”.

الرحيم في السنة النبوية

جاءت في عدد من الأحاديث الشريفة المختلفة ومن بينها الآتي:-

عن عبد الله بن عمر قال:إذا قمنا بتكرار قول رب اغفر لي وتوب عليّ 100 مرة في المجلس، فإن ذلك يعد وسيلة للتوبة والاستغفار.

أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن أبا بكر الصديق قال له: “علمني دعاء يمكنني الدعاء به في صلاتي”. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

الدعاء باسم الله الرحيم

إن التضرع للمولى عز وجل من الأمور الهامة التي يجب أن نحرص عليها في حياتنا، حتى يرضى الله عنا في الدنيا والآخرة، ويمكننا تكرار الأدعية التي تجعل الله يرحمنا في الدنيا والآخرة، ومن هذه الأدعية:-

  • اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة التي تسع كل شيء.
  • يا الله، اغفر لي وارحمني وارزقني بما تشاء.
  • نرجو من الله الرحمة والعفو، وأن يبدل حالنا بحال أفضل، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا حتى لو لمحة بسيطة.
  • اللهم ارحمني، اللهم ارحمني، اللهم ارحمني، أنت الوحيد، أنا العبد الفقير إليك.

الفرق بين الرحمن الرحيم

  • يعتبر هذا التعبير صيغة مبالغة، ويعني أن الله هو الأرحم بالمؤمنين وبالآخرين في نفس الوقت.
  • يُعبِّر هذا الاسم عن صفة الرحمة التي يتلقاها المسلمون بأمر من الله عز وجل.
  • في سورة الفاتحة من القرآن الكريم، ذُكرت صفة الرحمة في البداية قبل صفة الرحمن، وهذا يدل على أهمية هذه الصفة.
  • وبالتالي، يشمل اسم الرحمن جميع المخلوقات بدون تمييز بينهم أو استثناء.
  • يقول أبو علي الفارسي في نقطة الفرق بين الرحمن والرحيم الآتي: تنطبق صفة الرحمن على جميع أنواع الرحمة ولا يُطلق هذا الاسم إلا على الله تعالى، فهو الوحيد الذي يتمتع بهذه الصفة.
  • وتم ذكر اسم الرحيم بعد الرحمن، لأن الإنسان لا يمكن تسميته بالرحمن، حيث يكون هذا الاسم محفوظًا لله وحده، كما أنه يمكن تسمية الفرد بصفة الرحيم، حيث تكون هذه الصفة موجودة في الإنسان وليست حكرًا على الله.
  • من الممكن أن تصف شخصًا ما بأنه رحيم، وكذلك يمكنك وصف الله سبحانه وتعالى بأنه رحيم.
  • ونذكر هنا قول الله عز وجل من سورة الأحزاب:”هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)”،
  • يفسر العالم عبد الرحمن بن ناصر السعدي أن كلمات الرحيم والرحمن والكرمي والبر والروؤف والكريم والوهاب كلها أسماء تتقارب في المعنى وتدل على صفات الله بالرحمة والكرم والجود والرأفة والكرم والعطاء، وأن رحمة الله تشمل كل شيء وتكون أكثر تخصيصًا للمؤمنين، حيث يحظى المؤمنون برحمة وخيرات الله في الدنيا والآخرة.
  • وهنا نذكر قول الله عز وجل من سورة الأعراف:”۞ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)”.

وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا، وتحدثنا من خلاله عن معنى اسم الله الرحيم، وعن فوائد كلمة الرحيم، والفرق بين الرحمن والرحيم، وعرضنا بعض الآيات التيُ ذكر كلمة الرحيم بها في القرآن الكريم، فنتمنى أن يكون المقال أفادك ونتركك في أمان الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى