الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها متى يجوز تأخير الزكاة للضرورة

Add a heading752 | موسوعة الشرق الأوسط

تعرف معنا على إجابة استفسار حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها فهو أحد الاستفسارات التي شغلت محركات البحث بشكل ملحوظ، وتعتبر الزكاة فريضة من ضمن الفرائض التي فرضها الله عز وجل على المسلمين فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، لذا ينبغي على كل من توافرت فيه شروط فرض الزكاة أن يؤديها وليستوفي الحديث حقة سنناقش معكم كافة التفاصيل المتعلقة بالزكاة وصلاحيات تأخيرها وعلى من تجب من خلال سطورنا التالية على موسوعة.

حكم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها

قبل أن نتحدث عن حكم تأخير الزكاة عن موعدها، يجب أن نشير إلى أن الزكاة هي فرض من فروض الإسلام، والتخلف عن أدائها يعتبر التخلف عن أحد أركان الإسلام. وإذا لم يؤدي الفرد الزكاة عمدًا، فإن إسلامه يصبح ناقصًا. وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بُني على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، صيام شهر رمضان، وحج البيت إذا كان بإمكان الشخص ذلك. لذلك، فإن الزكاة هي فرض من الفرائض التي لا يجوز تركها.

ديننا يتسم بالتسامح والرأفة، وهذا ما يتجلى في بعض التسهيلات التي فرضها الله علينا، فعلى الرغم من وجوب دفع الزكاة عند توفر شروطها، إلا أنه في بعض الحالات يجوز تأخير دفعها، وهذه الحالات الاستثنائية سنتعرف عليها في السطور التالية.

حكم تأخير الزكاة عن وقتها

الزكاة هي عملية تطهير للأموال والنفوس، وتساهم في زيادة بركة الأموال. فالمسلم ينفق في الزكاة الأموال الزائدة عن حاجته للفقراء والمساكين، فيزيد الله عز وجل ماله بالبركة. فالصدقات لا تنقص المال، بل تزيده، ويمكن الاستشهاد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مالٍ، وما زادَ اللَّهُ عَبْدًا بعَفْوٍ، إلَّا عِزًّا، وما تَواضَعَ أحَدٌ لِلَّهِ إلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ”، وهذا حديث رواه أبو هريرة.

على الرغم من وجوب صرف الزكاة في أوقاتها المحددة، إلا أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يجوز فيها تأخير تقديم الزكاة عن موعدها الصحيح، ويمكننا التعرف على هذه الحالات من خلال الفقرة التالية.

متى يجوز تأخير الزكاة للضرورة

تعد الزكاة واجبة على المسلم، وينبغي عليه إخراجها فور وجوبها، ولكن في بعض الحالات يجوز تأجيلها، ومن بين هذه الحالات:

  • يمكن للشخص تأجيل دفع الزكاة في حالة عدم توفر أمواله الخاصة له.
  • في حال كان هناك خوف من وقوع أي ضرر بعد دفع الزكاة إما بماله الخاص أو مما ليس بملكه.
  • في حال عدم وجود مستحق للزكاة عند انتهاء الحول، يجوز للمسلم تأجيل دفعها حتى يجد مستحقًا لها، وذلك بموجب توجيهات الله عز وجل بشأن المستحقين للزكاة.
  • إذا لم يتمكن الفرد من توزيع زكاته على المستحقين عند وجوبها.

يجب الإشارة إلى أن الله عز وجل حدد لنا أماكن استخراج الزكاة الصحيحة في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)، لذا ينبغي على المسلم عند إخراج الزكاة أن يستهدف هذه الفئة من الإنفاق، فهم أولى الناس بالزكاة.

حكم تأخير الزكاة لعدم وجود سيولة مالية

أوضح العلماء بأنه يجوز للمسلم تأخير دفع الزكاة، حيث يوجد بعض الحالات التي يُسمح فيها بتأجيل دفع الزكاة، ومن بينها عدم توفر السيولة النقدية لدى المسلم عند حلول موعد دفع الزكاة. وبالتالي، يجوز للمسلم تأجيل دفع الزكاة إذا كان لا يمتلك المال النقدي في ذلك الوقت.

يجب الإشارة إلى أن تأخير دفع الزكاة غير جائز إلا في حالة وجود سبب شرعي معتبر، كما ذكره العلماء وفقهاء الدين، وإذا كان الفرد قادرًا على دفع الزكاة فلا يجوز له التأخير، وإذا قام بالتأخير فإنه يُؤثم، ولكن في حالة وجود سبب شرعي يجب تقديمه في أسرع وقت ممكن.

حكم إخراج الزكاة إذا دخل وقت وجوبها

ينبغي للمسلم إخراج الزكاة المفروضة عليه في الوقت المحدد لها دون تأخير أو تأجيل، فإن ذلك من الواجبات الإسلامية. ولا شك أن تأخيرها بدون وجود سبب شرعي يمكن أن يؤدي إلى سوء النتيجة، حيث أمر الله عز وجل في العديد من آيات القرآن بتقديم الزكاة للفقراء والمساكين، ومن هذه الآيات قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا، أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه، واعلموا أن الله غني حميد} [البقرة: 267].

تم ذلك بوجود العديد من آيات القرآن التي توضح فضل إخراج الزكاة سواء في الحياة الدنيا أو في الآخرة، ومن بينها قول الله تعالى: {والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ﴿١٦٢ النساء﴾، وأيضا قوله العز والجل: {إذا أقمتم الصلاة وأديتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ﴿١٢ المائدة﴾}.

يحتوي القرآن الكريم على عدد كبير من الآيات التي تحذر المسلمين من العاقبة السيئة التي ستكون عليهم إذا لم ينفقوا أموالهم في سبيل الله، ومن بين هذه الآيات قوله تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم*يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هـذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)، وهذه الآيات تشير إلى أن الذين يبخلون بأموالهم ولا ينفقونها في سبيل الله سيعاقبون بعذاب شديد.

حكم تعجيل إخراج الزكاة

يسمح للمسلم بتقديم الزكاة قبل حلول موعدها إذا كان الهدف من ذلك هو خدمة مصلحة الفقراء، فقد سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما النبي صلى الله عليه وسلم عن تقديم الزكاة قبل موعدها وأذن له بذلك، ولكن يجب الإشارة إلى أن تقديم الزكاة في موعدها المحدد جائز لمن يستوفون الشروط التالية:

  • ليتمكن الشخص من تقديم زكاته مبكرًا، يجب أن يمتلك الحد الأدنى من الثروة المطلوب تقديمها.
  • يجوز للشخص تقديم الزكاة لعام واحد فقط، ولا يجوز تقديمها لأكثر من عام واحد.
  • يجب على صاحب المال أن يكون ضامنًا لأهليته في دفع الزكاة حتى نهاية الحول، أي حتى ينتهي عام كامل من امتلاك المال، وأن يحتفظ بما يكفي من المال للوفاء بحد النصاب حتى نهاية الحول.

يجب الإشارة إلى أن أفضل وقت لدفع الزكاة هو شهر رمضان، حيث يُعتبر أفضل الشهور عند الله، ويتضاعف فيه الأجر وتزداد الأعمال الصالحة.

شروط وجوب الزكاة في الإسلام

الزكاة واجبة على من تتوافر فيهم الشروط التالية:

الملكية التامة

المقصود بالملكية التامة هو حرية الفرد في التصرف بالمال الذي يمتلكه، وليس المقصود منها الملكية الحقيقية لأن المالك الحقيقي لكل شيء، بما في ذلك الأموال، هو الله عز وجل، ونستند في هذا الأمر على قوله تعالى: (وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)، وكذلك قوله (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّـهِ الَّذِي آتَاكُمْ)، حيث أن الله عز وجل منح عباده حرية التصرف في الأموال التي يمنحها لهم.

بلوغ النصاب

النصاب يشير إلى المقدار الشرعي الذي يتطلب دفع الزكاة عندما تصل أموال الفرد إلى هذا المقدار. ويختلف مقدار النصاب حسب نوع الزكاة، فلكل نوع من أنواع الزكاة مقدار شرعي محدد.

النماء

لكي تكون الزكاة واجبة، يجب أن يكون المال قابلا للنمو وليس منقوصا من النماء فقط بجهود الشخص نفسه، فمجرد أن يكون المال قابلا للنمو يكفي. ويعتبر النماء شرطا لوجوب الزكاة، ونستند في هذه الحقيقة على قول النبي صلى الله عليه وسلم “لا تكون في أدم أجر ولا في إبله صدقة” [رواه أبو هريرة]. ومن أمثلة المال الذي ليس قابلا للنماء هو الدين الذي لا أمل في سداده، والمال الذي لا يمكن استرداده.

مرور عام على امتلاك المال

تجب الزكاة على المال بعد مرور اثني عشر شهرًا على امتلاكه، ويجب الإشارة إلى أن هذا الشرط ينطبق على زكاة النقود والأنعام والتجارة، وأما زكاة الأرض، مثل الزراعة والعسل وغيرها، فيتم إخراج زكاتها عند حصاد المحصول، ولا يشترط فيها مرور اثني عشر شهرًا.

الزيادة عن الحوائج الأصلية

يجب أداء الزكاة عندما تغطي ممتلكات الفرد احتياجاته واحتياجات أسرته، ويتبقى فائض يغطي حاجة المساكين. ونستند في هذه الحقيقة على قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ابدأ بنفسِك فتصدق عليها، فإن فضل شيءٌ فلأهلِك، فإن فضل عن أهلِك شيءٌ لذوي قرابِتك، فإن فضل شيءٌ عن ذي قرابِتك، فهكذا وهكذا” [رواه جابر بن عبد الله].

عدم وجود دين

ينبغي عدم وجود مديونيات لأي شخص عندما يريد شخص ما دفع زكاته، فالديون تنقص الأموال عن النصاب وبالتالي لا يجب دفع الزكاة على هذه الأموال.

كتبنا مقالًا مفصلًا حول حكم تأخير دفع الزكاة بعد وقت وجوبها، واستندنا في ذلك على آيات قرآنية وأحاديث نبوية لتوضيح صحة المعلومات. وبهذا نصل إلى نهاية مقالنا، نأمل أن تكونوا استفدتم من هذا المحتوى الواضح والمفيد بشأن الاستفسار الذي طرحتموه، ونشكركم على متابعتكم لنا، وندعوكم لقراءة المزيد في عالم الموسوعة العربية الشاملة.

المراجع

1

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى