حكم زيارة مدائن صالح .. ماذا قال النبي عن مدائن صالح ؟

حقيقة مدائن صالح وحكم زيارتها

• يمكنك العثور في هذه المقالة التي تم نشرها على موقع الموسوعة على أراء وآراء علماء وفقهاء المسلمين حول زيارة مدائن صالح والأماكن التي عذب أهلها.
• سندعم حديثنا بالقرآن الكريم والسنة النبوية، إذ إن قصص الأنبياء مليئة بالعبر والدروس المستفادة، ومصير القوم الظالمين والكافرين وعقاب الله لهم رسالة قوية للمستكبرين في الأرض في كل زمان.
• تعتبر مدائن صالح واحدة من المواقع الأثرية الأكثر شهرة، ويرغب بعض السياح في زيارتها لأغراض التعلم والاستفادة، في حين يريد البعض الآخر زيارتها لأغراض السياحة والترفيه، وتختلف الأهداف والغايات بحسب طبيعة الزيارة ونية الزائر، وسنتناول هذا الموضوع في هذا المقال.

مدائن صالح

• تعد مدائن صالح، المعروفة أيضًا باسم مدينة الحجر، موقعًا مميزًا جدًا في المملكة العربية السعودية، إذ تقع في وسط الطريق وتربط بين شبه الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر.
• تُعد هذه المنطقة منطقة آثرية قديمة للغاية ومليئة بالأثار القيمة والأماكن الآثرية الفريدة من نوعها، إذ شهدت الكثير من الحضارات العريقة التي تركت بصماتها فيها.
• تُعَدُّ مدائن صالح مدينةً تاريخيةً كانت تعود إلى قوم النبي صالح، وتم تسميتها تيمنًا بنبي الله، ويعتقد الباحثون أن هذا القوم كان موجودًا في عام 2000 قبل الميلاد.
• بعد أن بعث الله سيدنا صالح إليهم، دعاهم لعبادة الله الواحد الأحد، ولكنهم في البداية لم يصدقوه وطلبوا منه دليلاً مادياً يثبت أنه رسول من عند الله، فأرسل الله لهم معجزة من السماء وهي ناقة صالح.
• على الرغم من ذلك، زاد عنادهم وجحودهم، فعندما أمرهم النبي صالح بعدم التعرض للناقة وعدم إيذائها، قاموا بذبحها تحت وقع تجاهلهم لحديثه، ونتيجة لعدم طاعتهم لله ورسوله وذبحهم للناقة، أنزل الله عليهم عذابًا عظيمًا.
• عذب الله قوما صالحا بالصيحة والرجفة وهلك القوم الكافرين، فقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم “وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين”، وقال الله تعالى “فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين”، وشهدت مدائن صالح هذا العذاب الأليم.

حكم زيارة مدائن صالح

• تتمتع الأماكن التي أنزل الله عليها عقابها بأحكام خاصة عند الزيارة، ومن بين هذه الأماكن مدائن صالح والأخدود، ولذلك، يتفق العلماء والفقهاء المسلمون على أن زيارة هذه الأماكن لأغراض السياحة حرام شرعًا.
• تعد هذه الأماكن مخصصة للعبرة والتذكير فقط، ولا يمكن البقاء فيها لتناول الطعام أو الشراب، كما أنه لا يمكن استخدام مثل هذه الأماكن كوجهات سياحية، ويستند حكمهم في ذلك على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• يرى فقهاء المسلمين أن زيارة الأماكن التي تعذب فيها قومها جائزة إذا كان الهدف الرئيسي من الزيارة هو العبرة والعظة.
• ينبغي للزائر أن يكون في حالة من الخوف والقلق والبكاء، وأن يدرك حكمة الله وتدبيره لأمور خلقه، وأن يفكر في ما حدث للقوم الكافرين وكيف كانت نهايتهم، حتى يجد الحكمة والعبرة التي تأتي وراء وقوع العذاب على هذا القوم رغم تمكنهم في الأرض لمدة طويلة.
• يجب أن تكون الزيارة خفيفة وسريعة دون البقاء لفترة طويلة أو الاحتفال أو أي مظاهر تخلو من المشاعر الورعة، ويجب على الزائر عدم تناول الطعام أو الشراب في هذه الأماكن ليكون مروره سريعًا، ويرى المسلم أن الله يمهل الكافر بالوقت حتى يتمكن من استخدام عقله ويؤمن بالله الواحد الأحد.
• ومع ذلك، إذا ازداد كفر الإنسان وطغى في الأرض، فإن الله سيُرسل عليه عذابًا عظيمًا سيشهد عليه الأرض حتى يوم القيامة. وأكد علماء المسلمين أن تقديس هذه الأماكن وتقديس المقابر والتبرك بها حرام شرعًا. ومع ذلك، يُمكن زيارة باقي الآثار الإسلامية والمكوث فيها، مثل المتاحف والمساجد والجبال وغيرها.

استدل العلماء في رأيهم هذا على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد أوضح رسول الله هذا الحكم في عدة أحاديث شريفة منها:

1. عن عبد الله بن عمر قال: عندما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس في غزوة تبوك، وجدوا الحجر متراكمًا بجوار بيوت ثمود. فشرب الناس من الآبار التي كان يشرب منها ثمود، وعجنوا العجين بهذه المياه ونصبوا القدور. فأمرهم رسول الله بإفراغ القدور وإطعام الإبل بهذا العجين. ثم انتقلوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم ووصلوا إلى بئر كانت تشرب منها الناقة، ونهاهم عن دخول على القوم الذين عذبوا، وقال: إني أخشى أن يحل بكم ما حل بهم، فلا تدخلوا عليهم.
2. عن عبد الله بن عمر قال: نقلت الروايات عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو بالحجر: “لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين، فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم”، وفي بعض الروايات: “أن النبي محمد لما مَرَّ بمنازلهم قنع رأسه، وأسرع راحلته، ونهى عن دخول منازلهم إلا أن تكونوا باكين”، وفي رواية أخرى: “فإن لم تبكوا فتباكوا، خشية أن يصيبكم مثل ما أصابهم.
3. عن عمرو بن سعد قال: في غزوة تبوك، سارع الناس إلى دخول أهل الحجر، فبلغ ذلك رسول الله فنادى الناس: الصلاة جامعة. فذهبت إلى النبي وهو يمسك بعيره ويقول: ما الذي يجعلكم تدخلون على قوم عاقبهم الله بالغضب؟ فنادى أحدهم: نستغرب ذلك يا رسول الله. فقال: هل أخبركم عن شيء أعظم من ذلك؟ إنه سيأتي رجل من بينكم يخبركم بما كان قبلكم وما سيحدث بعدكم، فاستقيموا وكونوا صادقين، فإن الله لا يهمل عقابكم، وسيأتي قوم لا يجدون من ينقذهم.

ذكر قوم سيدنا صالح في القرآن الكريم

• قال الله تعالى في سورة الأعراف: ثم نقول: وإلى ثمود أرسل الله نبيهم صالحا، فقال لهم: يا قوم اعبدوا الله، فإن ليس لكم إله سواه، وقد جاءتكم بينة من ربكم، وهذه الناقة التي أرسلها الله لكم آية، فاتركوها تأكل في أرض الله، ولا تمسوها بسوء، فإنها إذا فعلتم ذلك سيصيبكم عذاب أليم.
• قال الله تعالى في سورة الحجر: “ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين* وآتيناهم آياتنا فكانوا عنها معرضين وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين فأخذتهم الصيحة مصبحين *فما أغنىٰ عنهم ما كانوا يكسبون”.
• قال الله تعالى في سورة الشعراء: كذبت ثمود رسلها، عندما قال أخوهم صالح لهم: لماذا لا تتقون؟ إنني لكم رسول أمين، فاتقوا الله واطيعوني. ولا أطلب منكم أجرا على ذلك، إنما أجري على الله رب العالمين. هل تتركون هنا في أمان؟ في جنات وعيون، وأشجار ونخيل مثمرة، وتنحتون الجبال لتبنوا منازلكم. فاتقوا الله واطيعوني، ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون. قالوا: إنك لمن المشعوذين، أنت لست إلا بشرا مثلنا، فأتنا بآية إذا كنت صادقا. قال: هذه ناقة لها حق الشرب ولكم حق الشرب يوما محددا. ولا تؤذوها بسوء، فتصيبكم عقوبة عظيمة في يوم معين. فعقروها وأصبحوا نادمين، فأخذهم العذاب. إن في ذلك آية، ولكن أكثرهم لم يكونوا مؤمنين. وإن ربك هو العزيز الرحيم.

إذا اعجبك الموضوع يمكنك قراءة المزيد من: (قصة قوم النبي صالح، قصة قوم النبي صالح عليه السلام واستنتاج العظة والعبرة منها، قصة النبي صالح عليه السلام، قصة قوم صالح بالتفصيل، قصة النبي صالح، قصة ناقة صالح مكتوبة بالشرح، قصة مدائن صالح، قصة سيدنا صالح مكتوبة بالكامل – لماذا مدائن صالح محرمة – حجز تذاكر مدائن صالح )

المصدر: 1.