حكم قصر الصلاة للمسافر ومدتها وفضلها
ما هو حكم تقصير الصلاة للمسافر؟” سنوضح لكم هذا في مقالنا في الموسوعة، عندما يسافر الطالب للسعي في طلب العلم إلى بلد آخر أو ينتقل إلى محافظة أخرى لغرض التعلم، وبالمثل للعامل الذي ينتقل لمحافظة بعيدة عن مكان إقامته بحثا عن رزقه كما أمرنا الله تعالى في سورة الملك الآية 15 “هو الذي جعل لكم الأرض فراشا فامشوا في فرشها وكلوا من رزقه ۖ وإليه النشور”، وبقي السؤال الذي يشغل تفكير كل مؤمن هو كيفية أداء الصلاة خلال السفر وهل يجوز تقصير الصلاة. نستعرض الحكم وفقا لما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فتابعونا).
حكم قصر الصلاة للمسافر
تتمثل تلك الرخص في تقصير صلاة الظهر والعصر للمسافر، حيث يُقيم المسلم الصلاة في ركعتين بدلاً من أربع، بالإضافة إلى تقديم وتأخير صلاة العصر والمغرب في أثناء السفر بعيدًا. ويتساءل الكثيرون عن حكم تقصير صلاة المسافر وما إذا كان هذا الأمر واجبًا، وسنسلط الضوء على هذا الموضوع فيما يلي:
- ويعتبر قصر الصلاة للمسافر جائزاً شرعياً، حيث أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقصر الصلوات أثناء سفره، ولذلك كان يصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين فقط، ولكنه لم يقصر في صلاة المغرب، حيث كان يصلي ثلاث ركعات في كل مرة.
- في صلاة الفجر، كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يؤديها بلا نقصان، حيث يصلي ركعتين، وكذلك في صلاة المغرب لا يُقصر، لذلك يصبح تقصير الصلاة للمسافر جائزًا في ثلاث صلوات فقط وهي الظهر والعصر والعشاء.
- القصر في الصلاة يعني أن المسلم يصلي ركعتين بدلاً من أربعة ركعات أثناء السفر أو التنقل.
- ومن بين ما أباحه الله تعالى للمسلمين المسافرين، الجمع بين الصلوات؛ فمن يصلي صلاة الظهر مع العصر، أو يقدم صلاة العشاء ويصليها ويؤدي صلاته مع صلاة المغرب، فلا حرج عليه في ذلك .
- وفقًا لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإنه عندما يسافر كان يصلي صلاة الظهر مع صلاة العصر، وصلاة المغرب مع صلاة العشاء، وذلك كما أمرنا الله تعالى في سورة النساء الآية 101 بالقول: “وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا.
حكم قصر الصلاة للمسافر واجب
يثير الكثير من الأسئلة حول مدى وجوب قصر الصلاة للمسافر، وهذا ما سنتناوله في مقالنا من خلال السطور التالية:
- تعتبر تقصير الصلاة خلال السفر واحدة من السنن النبوية الشريفة الأكثر بروزًا، إذ دعانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة على هذا النحو، وذلك لما تحمله من هدايا نفيسة للمسلمين.
- من السنة المؤكدة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن يصلي المسلم ركعتين في الصلوات الأربعة، سواء في صلاة الظهر والعصر والعشاء، ولذلك يُشار إلى هذا النوع من الصلوات بالقصر.
- يجوز للمسلم قصر الصلاة الرباعية باثنين في حالة ذهابه إلى مدينة أو محافظة لا يعرف مدة إقامته فيها.
نية قصر الصلاة في السفر
تختلف المذاهب في قصر الصلاة أثناء السفر، حيث يعتقد الحنابلة والشافعية والحنفية بوجوب قصر الصلاة في السفر، في حين يرون البعض الآخر أن النية غير واجبة أثناء السفر ويمكن تأخيرها حتى وقت الصلاة، وفي هذه السطور سنسلط الضوء على مسألة نية قصر الصلاة أثناء السفر ووجوبها أو عدمها:
- ينص مذهب الشفاعية والحنابلة على أن النية في قصر الصلاة أثناء السفر شرط أساسي لجواز قصر الصلاة، ويجب أن يكون حاضرًا النية أثناء الإحرام والتكبير، ويرجع الفقهاء سبب ذلك إلى عدم الإتمام، إذا لم يكن المسلم قد نوى القصر، فلا يجوز له قصر الصلاة.
- ورد في مذهب الحنفية والمالكية أن “القصر لا يفتقر للنية”، وقد جاء هذا في عدد من الأسانيد، والأصل هو القصر في الصلاة.
- ويتبع هذا المنوال أيضًا بأنه لا يُلزم المقيم بحضور النية لإقامة الصلاة، وكذلك المسافر لا يحتاج حضور النية لإقامة الصلاة وتقصيرها، وفقًا لمذهب الحنفية.
- يؤيد بعض الفقهاء جواز القصر في صلاة المسافر من دون النية، لأنه لم يرد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر حضور النية في القصر والجمع، ومن ناحية أخرى، لم يأمر الصحابة بحضور النية في صلاة القصر.
مدة قصر الصلاة للمسافر
يمكن للفرد السفر لأجل دين أو حق أو للتعلم لفترة قصيرة أو طويلة، ومدة قصر الصلاة للمسافر هي مدة محددة يحددها الشرع لتيسير عبادة الصلاة على المسافرين، وفي السطور التالية سنوضح ذلك بالتفصيل:
- يشير العلماء إلى أن مدة قصر الصلاة للمسافر هي أربعة أيام على الأكثر، وقد ذُكر أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، قصر الصلاة خلال رحلته إلى مكة المكرمة في يوم 4 من ذي الحجة، وظل يقصر الصلاة حتى وصل إلى منى في يوم 8 من ذي الحجة، أي أنه قصر الصلاة لمدة أربعة أيام.
- ترى بعض العلماء أن قصر الصلاة هو الذي يمكن أن يمتد لأكثر من أربعة أيام إذا كان المسلم بحاجة للإقامة في مكان ما ولم يعرف متى سينتهي عمله وسيغادر إلى بلده.
- وذلك لأن الإقامة الغير محدودة تتطلب من المسافر القصر في صلاته، حتى لو استمرت رحلته لسنوات عدة.
حديث قصر الصلاة في السفر
- لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديث صريح يدل على الحكم في قصر الصلاة أو التوجيه إليه، ولكن في سياق عدد من المضامين الإيمانية والروايات ورد عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقصر في الصلوات الرباعية التي تُصلى أربع مرات، وهي صلاة الظهر والعصر والعشاء، ولا يُقصر في غيرها.
- وقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كذلك.
- قال ابن عباس رضي الله عنهما: “يا أهل مكة، لا تقصروا في البُرد الأقل من أربعة، وذلك في الطريق من مكة إلى الطائف وعُسفان.
- عن يَعلَى بنِ أُميَّةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قلت: فليس عليكم حرج أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا، وقد أمن الله الناس؟ فقال لي عمر رضي الله عنه: عجبت مما عجبت منه! فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: `صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته`.
مسافة قصر الصلاة
يتساءل الكثيرون عن المسافة المحددة التي يجوز فيها قصر الصلاة في الطريق، وماذا عن المسافة التي يجوز فيها قصر الصلاة أثناء السفر؟ وهذا ما سنوضحه بالتفصيل في السطور التالية:
- أشار الفقهاء إلى أن مسافة قصر الصلاة هي سبعون كيلومترًا بالسيارة، وقد اتفق العلماء قديمًا على أنها مسافة يوم وليلة سفرًا بالمطية، ويُطلق على المسافات التي تزيد عن سبعين كيلومترًا مصطلح السفر.
- أكد العلماء الأجلاء وعلماء الدين أن مسافة السفر لأكثر من سبعين كيلومتر هي التي يتعين على المسلم قصر صلاته، بما في ذلك صلاة الظهر والعصر والعشاء، وكذلك الجمع بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء؛ وإذا كانت المسافة التي يسافرها المسلم أقل من سبعين كيلومترًا، فلا يعتبر ذلك سفراً، وبالتالي لا يجوز قصر الصلاة.
- وبمنَّة ورحمة من الله، يُسمح بالمسح للوضوء في حالة السفر لثلاثة أيام دون وجود ماء.
عرضنا من خلال مقالنا حكم قصر الصلاة للمسافرين والمسافرات وقد حدده العلماء، وأجبنا عن مدة السفر والنية خلال أداء الصلاة في السفر، وهل إذا لم تحضر البطل الصلاة هذا ما قدمناه. وقصر الصلاة للمسافر يعني تقليص صلاته خلال السفر، وهذا يندرج في إطار الرخصة التي منحها الله تعالى لجميع المسلمين لتحقيق السلام النفسي والاجتماعي لهم.
نأمل أن تكونوا قد استوعبتم جميع جوانب الموضوع، وندعوكم للاطلاع على المزيد من المعلومات عبر موقعنا لمتابعة كل جديد
يمكن للقارئ العزيز متابعة المزيد من المعلومات عبر الموسوعة العربية الشاملة:
كيف يحقق المسلم الإنقياد لله تعالى من خلال أداء الصلاة
