الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل تصح ذبيحة المجنون

هل تصح ذبيحة المجنون | موسوعة الشرق الأوسط

سنتحدث في مقالنا هذا عن السؤال المتداول في أذهان الكثيرين الذين يقومون بالشعائر الدينية، وهو ما إذا كانت ذبيحة المجنون صحيحة أم لا. ومن ضمن هذه الشعائر الدينية ذبح الأضحية في عيد الأضحى المبارك، والذي يستخدمه المسلمون للتقرب من الله.

هل يجوز ذبح المجنون الذي فقد عقله ولا يستطيع التفريق بين الحق والباطل وبين الخير والشر؟ الإسلام يحدد خمسة أركان للإسلام التي يجب على كل مسلم بالغ عاقل القيام بها. إذا كان المسلم ليس عاقلًا، فإن الأركان تسقط عنه، وبالتالي لا يصح له الصوم والصلاة والحج، ولكنه ملزم بدفع الزكاة، ويمكن لوليه القيام بدفع الزكاة بدلاً منه.

زيّن الله الإنسان بالعقل الذي يميّزه عن سائر المخلوقات، فهو قادر على التفكر والتدبر في نعم الله ومخلوقاته ومعجزاته الكونية، وبفضل هذه النعمة يستطيع الإنسان التمييز بين الخير والشر، وبين الصواب والخطأ، ومن الواجب على الإنسان الشكر والحمد لله دائمًا على هذه النعمة واستخدامها بطريقة صحيحة وغير مؤذية للنفس.

جدول المحتويات

هل تصح ذبيحة المجنون

يعتبر وجود العقل من الشروط الأساسية في الشريعة الإسلامية لأداء الفروض التي وضعها الإسلام لنا، باستثناء الزكاة التي يمكن للمجنون دفعها، ويأتي الجواب على سؤال الذبيحة للمجنون فيما يلي:

  • اتفق العلماء والشيوخ على أن ذبيحة المجنون غير صحيحة ولا يجوزها، نظرًا لعدم قدرته على التمييز بين الحق والباطل، وكذلك عدم تماسكه أثناء الذبيحة، والسبب الرئيس هو عدم وجود الحق والنية.
  • يشترط في عملية الذبيحة وجود النية، وهي المحل لها القلب ويدركها الإنسان العاقل القادر، ولا يمكن للمجنون فقدانها، فكيف يمكن أن تكون الذبيحة صحيحة في ذلك الوقت؟.
  • بالإضافة إلى الواجبات الشرعية التي تفرضها الإسلام أثناء الذبح، والتي تتطلب من المسلم العاقل القول بـ `بسم الله الرحمن الرحيم`، والذي لا يستطيع الجنون إلقاؤه، لذلك لا يجوز ذبح الحيوانات بواسطة المجانين.
  • وكما أن المجنون لا يستطيع استخدام سكين حاد في ذبح الأضحية بسبب عدم توازنه وعدم إدراكه لغرض استخدامها في هذا المجال.
  • بالإضافة إلى عدم صحة تناول لحوم الحيوانات المجنونة بسبب فقدها للعقل وعدم تمييزها لنوع الحيوان المذبوح، يتم إسقاط الشروط الأساسية للذبيحة التي جاء بها الإسلام.

هل تصح ذبيحة الطفل أو المجنون

هل تصح ذبيحة المجنون 2 | موسوعة الشرق الأوسط

  • كما أشرنا سابقاً، فإن ذبيحة المجنون غير صحيحة لعدم وجود العقل الذي يعد شرطًا أساسيًا لأداء الذبيحة. ومع ذلك، اتفق العلماء والفقهاء على صحة ذبيحة الطفل على الرغم من عدم قدرته على التمييز بشكل كامل وعدم معرفته بالعلوم الشرعية وإسقاط الواجبات الشرعية عنه بسبب صغر سنه. ويتم قبول الذبيحة بإذن الله تعالى في حالة كون الطفل على الدين الإسلامي.
  • يسمح للجميع بتناول لحم الذبيحة التي ذبحها الطفل بأمان، لأن الطفل يتمتع بالقدرة على الإدراك والتفكير بشكل صحيح، وبالتالي يستطيع تحديد الآلة المناسبة للذبح بشكل صحيح بناءً على التوجيهات التي يتلقاها من والده، ويقوم بالذبح بطريقة آمنة له وللحيوان.

الذكاة

تعني الذكاة في الإسلام صيد الحيوانات الحلال التي لم يتم السيطرة عليها، أو ذبح الحيوان بقطعه من عند العنق باستخدام آلة حادة، أو نحر الحيوان البري الذي يسمح بأكله في الإسلام مثل حيوان الإبل، بالإضافة إلى ترك الحيوان الذي لم يتم السيطرة عليه دون عقره.

كما تنقسم الذكاة إلى نوعان وهما:

  • ذكاة اختيارية: تكون نوعان منها (الذبح والأخر النحر)
  • ذكاة اضطرارية: وهي عملية إصابة الحيوان بجرح، ويتم ذلك لعدم القدرة على ذبحه بشكل مباشر.

تشمل الذكاة الاختيارية النحر

  • يشير النحر في الشريعة الإسلامية إلى ذبح الحيوانات البرية التي يجوز أكلها، وتشمل الإبل ضمن تلك الحيوانات التي شرع الإسلام بذبحها وأكل لحمها.
  • يتم ذبح الإبل باستخدام آلة حادة مثل السكين وإدخالها في الجزء الأسفل من عنق الإبل المعروف باسم اللبة، ويجب أن تكون الإبل قائمة وفقًا للسنة.

شروط الذكاة

يحدد الإسلام عدة شروط يجب على الإنسان اتباعها لتكون الزكاة الفاعلة صحيحة ومقبولة، ومن بين تلك الشروط:

  • يجب أن يكون المسلم المقبل على دفع الزكاة عاقلًا وراشدًا ومؤمنًا، ولا يُقبل دفع الزكاة من المجانين أو الأطفال الذين لا يستطيعون التمييز.
  • يتطلب شرع الإسلام ذبح الحيوانات التي نأكلها باستخدام آلة حادة مثل السكين لطعن رقبة الحيوان، وذلك ليتم تدفق الدم من ثلاثة أماكن هي الحلقوم والمريء والودجين.
  • يتم تسمية الذبيحة قبل الذبح ليتم إصلاحها وجعلها صالحة للأكل، وذلك حسب قول الله تعالى في سورة المائدة الآية 5: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ).
  • كما جاء بقول الله سبحانه وتعالى- بسورة الأنعام الآية 121: (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون).
  • حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف على أكل ما تم نهر الدم منه وذكر البسملة عليه، وذلك عندما قال رافع بن خديج -رضي الله عنه- للرسول صلى الله عليه وسلم: (إننا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكلوا، ما لم يكن سن ولا ظفر، وسأحدثكم عن ذلك: أما السن فهو العظم، وأما الظفر فهو مدى الحبشة).

ترك التسمية سهوا

أكد علماء الدين والفقه والسنة أن الأكل من الذبيحة جائز عند ترك التسمية بسهو أو نسيان من الذابح، ولكن لا يجوز أكلها عند التمسية العمد، لقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام: `وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ`، وهذا النهي يخص النسيان أو الجاهلية بالتسمية بشكل عام، ولذلك يوجد بعض الخلافات بين العلماء حول هذا الموضوع.

وبذلك، وصلنا إلى نهاية مقالتنا التي تناولنا فيها سؤالًا عن صحة ذبيحة المجنون وحكمها، وما إذا كانت الذبيحة صحيحة لطفل، وتعرفنا على مفهوم الزكاة وأنواعها، والشروط التي يجب اتباعها من قبل المسلمين لتصح الزكاة.

يمكنك قراءة المزيد عبر الموسوعة العربية الشاملة:

1- دعاء العقيقة ابن باز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى