افضل صيام التطوع هو صيام سيدنا
سنعرض لكم في مقالنا اليوم عبر موسوعتنا أفضل صيام تطوعي وهو صيام سيدنا داوود. يُعتبر الصيام ركنًا من أركان الإسلام، وهو البنية الأساسية للإنسان المسلم. يوجد نوعان من الصيام: صيام فرض على كل مسلم ومسلمة، وصيام تطوعي الذي يقوم به المسلم تطوعًا وتقربًا إلى الله سبحانه وتعالى بالأعمال الصالحة. ففضل صيام التطوع عظيم، مما دفع المسلمين إلى طرح عدة أسئلة حوله، أبرزها: ما هو أفضل صيام تطوعي يجب الالتزام به؟ ومن هو سيدنا الذي ورد بتوصيته في الصيام التطوعي؟ سنعرف الإجابة عن هذه الأسئلة في مقالنا.
افضل صيام التطوع هو صيام سيدنا داوود
تختلف أيام الصوم التطوعي بين المسلمين، ولكن حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الالتزام بأيام محددة، ويُفضل الصوم فيها لزيادة الحسنات والتقرب إلى الله أكثر.
- أفضل صيام التطوع هو صيام سيدنا داوود عليه السلام، لأن الراوي عبد الله بن عمرو حكى أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت”. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنت الذي تقول هذا؟ قلت: نعم، قال: فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، وقم ونم، وصم ثلاثة أيام من كل شهر، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر. فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله، فقال: فصم يوما وأفطر يومين، فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال: فصم يوما وأفطر يوما، وذلك صيام داود وهو أعدل الصيام. فقلت: إني أطيق أفضل منه يا رسول الله، فقال: لا أفضل من ذلك).
- في الحديث السابق دلالة واضحة وصريحة على أن صيام سيدنا داود عليه الصلاة والسلام هو أفضل صيام تطوعي، حيث كان يصوم يومًا ويفطر يومًا. والصيام هو من العبادات العظيمة التي يقرب بها المسلم إلى الله تعالى بشكل كبير.
أفضل صيام التطوع
- يُعرف الصيام بأنه الامتناع عن تناول الطعام والشراب، وكل ما يشتهيه الإنسان، والصيام الواجب الفرض على كل مسلم ومسلمة يتم في شهر رمضان المعظم.
- لا يقتصر الصيام على شهر رمضان فقط، بل يوجد أنواع مختلفة من الصيام التطوعي الذي حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من أفضل أنواع الصيام التطوعي صيام سيدنا داود عليه السلام.
- حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الصيام وفضله كثيرًا، وذلك حين قال في حديثه الشريف: “عليك بالصيام؛ فإنه لا مثل له”.
- تتعدد أيام التطوع في الشريعة الإسلامية التي يجب على المسلم القادر على التطوع الالتزام بها، حيث يحصل على أجر كبير وثواب عظيم عند صيامه في هذه الأيام
أمثلة صيام التطوع
- صيام شهر شعبان، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم فيه، وذلك لما ورد في حديثه الشريف حينما قال أسامة بن زيد: “يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان”، فقال: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا على صوم شهر شعبان الذي يتغافل عنه الكثيرون في تحضيراتهم لاستقبال رمضان وما يتبعه، وذكر لنا الرسول صلى الله عليه وسلم فضله، فإن الصيام في شهر شعبان يرفع فيه الأعمال إلى الله من الخير والأعمال الصالحة.
- وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق عن الصوم في النص الأخير من شعبان، وذلك بسبب اقتراب دخول شهر رمضان الذي يفرض فيه الصيام، وهذا ما جاء في حديثه الشريف: `إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان`.
- كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصوم يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع، وفي حديثه الشريف قال: “تُعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، وأحب أن تعرض أعمالي وأنا صائم.
- بالإضافة إلى حث الرسول صلى الله عليه وسلم على صيام الأيام البيض، وهي أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر، فإن فضل هذه الأيام ينعكس على الصائم بالتطهير وتحسين الحال.
- يستحب للمسلمين الصيام في شهر شوال، وذلك لما جاء في حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن فضل صوم ستة أيام من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان، حيث يوصى المسلمون بصيام هذه الأيام التي يمكن أن تتفرق على مدار الشهر، ويمتنعون عن الصيام في يوم العيد الذي يأتي في أول أيام شهر شوال. ويتحدث حديث الرسول عن فضل صيام هذه الأيام حيث يعد من صامها مثل من صام الدهر كله، بالإضافة إلى الصيام في شهر المحرم، والصيام في يوم عاشوراء ويوم عرفة.
شروط صيام التطوع
توجد العديد من شروط الصيام التطوعي التي يجب على المسلم الالتزام بها ليتمكن من الصيام بطريقة صحيحة وليصح صومه، الذي يقوم به للتقرب من الله أكثر، وتوجد في الشريعة الإسلامية بعض الأحكام التي يجب الالتزام بها قبل القيام بالصيام، ويعتبر من شروط صيام التطوع ما يلي:
- يجب على المسلم عند صومه أن يحضر النية في قلبه أولاً، وذلك بناءً على ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات.” لذا، يجب على المسلم الذي يريد الاقتراب من الله بأي عمل أن يحضر النية في قلبه أولاً، وذلك ينطبق على الصيام الفرض الواجب. ويجب حضور النية في الليل قبل الصيام.
- إذا كان الصيام تطوعا، فلا يجب إحضار النية من الليل، ويمكن للمسلم أن ينوي الصوم في الصباح من اليوم الثاني، شريطة عدم تناول الطعام أو الشراب، وعدم ممارسة الجماع مع الزوجة، وهذا يرجع إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دخل على السيدة عائشة رضي الله عنها وقال لها عندما سألته عن ليلة القدر: “أعندكم شيء؟.”، فقالت: لا، فقال: “فإني صائم.
- بالإضافة إلى شرط الصيام التطوعي، شرط آخر هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد”، والمقصود من هذا الحديث هو أنه لا يحل للمرأة أن تصوم صيام التطوع قبل الرجوع إلى زوجها والاستئذان منه.
فوائد صيام التطوع
فوائد صيام التطوع كثيرة ومتعددة، فهي تشمل كسب الحسنات والثواب والأجر العظيم عند الله، والحفاظ على الصحة والحصول على حياة كريمة، حيث ينصح الأطباء بالصيام للحفاظ على الصحة، ويذكر فضل صيام التطوع لسيدنا داود، ويتم تلخيص فوائد صيام التطوع في بعض النقاط الآتية:
- يُعد صيام سيدنا داود من الأعمال المستحبة في الإسلام، حيث يقرب المسلم إلى الله ويضاعف أجره وحسناته.
- ينصح الأطباء مرضى السمنة بالانقطاع عن الطعام لفترة معينة من الوقت، ويعتبر هذا الفترة مثل فترة الصوم التي يصومها المسلمون، لأن صيام يوم وإفطار يوم هي واحدة من أفضل الأنظمة الغذائية التي يمكن اتباعها، ويعود هذا النظام إلى النبي داود.
- من السنن النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يشق تمره عند الإفطار بعد قضاء يوم في الصيام، ووجد الباحثون أن هذه التمرة لها فوائد عديدة، منها القضاء على الصداع الذي يمكن أن يشعر به الإنسان، بالإضافة إلى زيادة نسبة الجلوكوز التي تسبب الدوار والدوخة عند نقصها.
- يساعد الصيام في إقلاع المدخنين عن التدخين لفترة طويلة، مما يساعد على تحسين وظائف الرئة والشرايين خلال هذه الفترة.
وبهذا ننهي مقالنا الذي تحدثنا فيه عن أفضل صيام التطوع وهو صيام سيدنا داود، وتناولنا فوائد الصيام المتعددة التي تساعدنا على زيادة الأجر لدى الله والحفاظ على الصحة الجيدة، كما تحدثنا عن شروط الصيام التي يجب الالتزام بها ليكون العبادة صحيحة ويتم التقرب إلى الله.
