الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

هل المثلية تخرج من الاسلام

shutterstock 515947765 1200x768 1 | موسوعة الشرق الأوسط

نقدم لكم في هذا المقال إجابة عن تساؤل (هل تخرج المثلية من الإسلام؟)، حيث تم طرح قضية المثلية الجنسية في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض وأثارت الجدل حولها. فالله عز وجل خلق الإنسان على فطرته السليمة وجعل من كل زوجين رجلًا وامرأةً، والانجذاب بينهما هو الفطرة السليمة التي خلق الله عليها الإنسان، كما أمرنا الله عز وجل بضرورة اجتباب الزنا، أي أن الانجذاب الجنسي بين الذكر والأنثى لا بد أن يحدث تحت غطاء شرعي وهو الزواج فقط.

نناقش في مقالنا القادم في الموسوعة مدى حرمانية المثلية الجنسية ووجهات نظر الفقهاء وموقف الإسلام منها، ويعني المثلية الجنسية انجذاب الرجل لرجل آخر والفتاة لأخرى مثلها

هل المثلية تخرج من الاسلام

  • يجيب أحد الفقهاء على سؤال: هل المثلية تتنافى مع دين الإسلام؟ بأنها لا تتنافى مع الإسلام، بل هي من الكبائر ومن الأعمال الخطيرة.
  • يُعَدُّ الشذوذ الجنسي من المحرمات التي حثنا الله على تجنبها، وذلك في آية 54 من سورة النمل التي تذكر قوم لوط وقوله لهم: “أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ.” وقد وصف الله الشذوذ الجنسي بالفاحشة، مما يدل على حرمته وتحريمه بسبب أهل لوط الذين كانوا يمارسون المثلية الجنسية.
  • يوجد لدى الإنسان ميل طبيعي نحو الجنس الآخر بتصميم من الله، بينما الشعور بالميل نحو الجنس نفسه هو شيء غير طبيعي ومُحرم.
  • كانت المثلية الجنسية في السابق تُصنف من قبل الأطباء النفسيين على أنها مرض وانحراف يستدعي العلاج، لكن تم رفع تصنيف المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية في الوقت الحالي نتيجة عدة أسباب لا يتم الإعلان عنها بعد، لكنها لا تزال خطيئة وكبيرة في الدين الإسلامي.
  • أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة تجنب فعل اللواط، وشدد على ذلك، فقد قال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ).
  • لم يحذر الرسول صلى الله عليه وسلم فقط من فعل اللواط بين الرجال، بل حذر أيضًا من تجنب السحاق النسائي، وذلك من خلال الحديث الذي رواه البيهقي عن ابن موسى رضي الله عنه قال: “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتت المرأة المرأة فهما زانيتان، وإذا أتى الرجل الرجل فهما زانيان.

حكم الشذوذ في الإسلام

  • يضع الإسلام حدًا للواط بشكل مماثل للحد الذي يضعه للزنا، حيث يعاقب الزاني والزانية بالجلد مائة جلدة دون رحمة، وفقًا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وبالنسبة للشذوذ، فقد أفاد أحد الفقهاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال إنه يجب أن يُقتل بالسيف أو يُحرق بالنار.
  •  وبحسب بعض الآراء الفقهية الأخرى، يتم معاقبة الشذوذ بنفس حكم الزنا، حيث يجوز جلد المتزوج مائة جلدة إذا كان غير محصن، والرجم إذا كان محصنًا.
  • توصي دار الإفتاء المصرية على صفحتها الإلكترونية بالاستشارة مع طبيب نفسي لأي شخص يعاني من اضطرابات جنسية غير طبيعية للتوقف عن تلك الممارسات الشاذة التي تهدد استقرار المجتمعات الإسلامية.

هل المثلية مرض

  • يختلف أطباء الطب النفسي بشأن مرض المثلية الجنسية، فقد أشار العالم النفسي النمساوي الشهير (سيجموند فرويد) إلى أن البشر يولدون بميول جنسية مزدوجة، وأضاف أن العوامل البيئية وتجاربهم مع آبائهم وأمهاتهم ومن حولهم هي التي تجعلهم مثليين جنسياً أو غير مثليين جنسياً.
  • يختلف (ساندور رادو) مع فرويد في رأيه بأن المثلية الجنسية تحدث عندما يفشل الشخص في تحقيق المتعة من خلال العلاقات الجنسية العادية.
  • يؤكد بعض الأطباء في الوقت الحالي أن الميول الجنسية تنتج عند الأطفال نتيجة لتجربتهم لعلاقة أسرية سليمة وصحية في مرحلة الطفولة المتأخرة بين العمر الرابع والخامس، وتسمى هذه المرحلة المرحلة الأوديبية.
  • وفقًا لرأي الأطباء، فإن التركيب الجيني والعوامل الوراثية لها تأثير كبير في تشكيل الهوية الجنسية، وأظهرت الدراسات الأمريكية، من خلال بعض الأبحاث والتجارب التي قمت بها، عن طريق أخذ عينات من الحمض النووي، أن الذكور المثليين لديهم تضخم في كروموسوم X، وهو الكروموسوم المسؤول عن تشكيل الهوية الجنسية للذكور.
  • وبالتالي، يعتبر بعض العلماء أن هذا الخلل الجيني يشير إلى أنها مرض.
  • في عام 1993، خلصت بعض الدراسات الأمريكية إلى أن الشذوذ الجنسي يمكن أن ينتقل من الأم إلى جنينها نتيجة اضطرابات هرمونية حدثت خلال فترة الحمل.
  • وجد العلماء اختلافًا في تركيب الدماغ بين الأشخاص المثليين والأشخاص غير المثليين، وذلك من خلال وجود عضو صغير يربط بين فصي الدماغ ويظهر بوضوح في الأشخاص غير المثليين أكثر من المثليين.
  • يرجع العلماء هذا السبب إلى وجود خلل جيني واضح نتيجة الاضطرابات الهرمونية التي تصيب الأم أثناء فترة الحمل.
  • بعد معركة طويلة دامت 19 عامًا، تم استبعاد المثلية الجنسية من قائمة الأمراض النفسية للجمعية الأمريكية للطب النفسي.
  • في الوقت الحالي، ينظر العلماء الغربيون إلى المثلية الجنسية على أنها ليست مرضًا، بل هي مجرد ميول جنسية عادية، وتعتبر هذه التصريحات المتشتتة حول المثلية الجنسية دليلًا على عجز الطب في تقديم أسباب واضحة للتصرفات الجنسية غير الاعتيادية.
  • يريد الإشارة إلى أن الآراء الدينية التي تم ذكرها سابقاً بشأن المثلية وعلاقتها بالإسلام هي آراء واضحة ولا يمكن الجدال حولها، فهي تؤكد على حرمانية المثلية، وأما الآراء التي لازالت متخبطة في الأوساط العلمية بشأن المثلية فهي تعتمد دائما على ظهور أدلة جديدة.
  •  يتم تشخيص الميول الجنسية بشكل علمي عن طريق فحص مستويات هرمونات الإستروجين والأندروجين، حيث يؤدي ارتفاع هرمون الإستروجين لدى الرجال إلى الشذوذ الجنسي.

كيف اتعامل مع المثليين جنسياً

  • من بين الأسئلة التي انتشرت على محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، كانت حول كيفية التعامل مع المثليين في الإسلام أو وفقًا للشريعة الإسلامية كما أمرنا الله عز وجل ورسوله.
  • ينبغي علينا جميعًا كمسلمين التكاتف في مواجهة الظاهرة السلبية للمثلية الجنسية، ولكن بالتعبير الحسن والنصيحة الطبية وليس باستخدام العنف كحل، حيث يعاني بعض المثليين جنسياً أيضاً من صعوبة تغيير أنفسهم، وليسوا جميعًا راضين عن وضعهم.
  • في حالة وجود أشخاص مثليين جنسياً في محيطك الاجتماعي، سواء كانوا من الأقارب أو زملاء العمل أو أفراد الأسرة، فإننا جميعاً عرضة لأن يكون هناك أشخاص مثليين جنسياً في دوائرنا القريبة دون علمنا بهم، ويمكن أن يتم الكشف عنهم فجأة.
  • من المهم أن نقدم النصح والإرشاد ونتعامل بحكمة وتروي عندما نكتشف هذه الأمور، ويمكن أن نقترح على الشخص المعني بالتوجه إلى بعض الأطباء النفسيين وتقديم كل الدعم والمساعدة الممكنة له، وذلك بما يتوافق مع تعاليم ديننا الإسلامي الفضيل الذي يحثنا على توجيه النصح والتوجيه بالحكمة والكلمة الطيبة.
  • في بعض المجتمعات، يلجأ عدد كبير من المثليين جنسيًا إلى الانتحار بسبب عدم قبول المجتمع لهم ونبذه لهم.
  • قد يكون لتقديم المساعدة والدعم من الأشخاص المحيطين تأثير إيجابي في تخطي التحديات المتعلقة بالمثلية الجنسية والتصدي لإغراءاتها.

وصلنا إلى نهاية جولتنا في الإجابة عن سؤال هل المثلية تخرج من الإسلام، وشرحنا أنها تُعتبر كبيرة في الإسلام ولها حد معين، وأنها لا تخرج من ملة الإسلام وفقًا للآراء الفقهية والقرآن الكريم والأحاديث النبوية، كما تحدثنا عن المثلية الجنسية من الناحية الطبية، ولا يزال هناك جدل حولها في الأوساط العلمية حتى الآن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى