التاريخالناس و المجتمع

قلت المشكلات والفتن في عهده من هو

قلت المشكلات والفتن في عهده من هو | موسوعة الشرق الأوسط

يتم تداول سؤال بشكل كثيف جداً في الفترة الأخيرة وهو: من هو الشخص الذي عاش في عهده المشكلات والفتن؟ ويأتي هذا السؤال بشكل خاص من قبل دارسي التاريخ الإسلامي، حيث شهد العصر الإسلامي العديد من المشكلات والفتن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالأخص خلال حكم الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، ولكن تم تهدئة الأوضاع بشكل تدريجي مع تعاقب الخلفاء المسلمين، وخاصةً في العصر الإسلامي الذهبي حيث قام خلفاء المسلمين بالعديد من الأعمال التي ساعدت في تغيير مجرى التاريخ البشري.

ركزوا على القضايا الداخلية لدول الإسلام أولاً، ثم على علاقاتهم الخارجية مع الدول المجاورة، مما أدى إلى توسع الإسلام وانتشاره في العالم. وبالنسبة للإجابة على من هو الخليفة، سنتعرف عليها معاً في الفقرات القادمة من خلال مقالنا في الموسوعة.

قلت المشكلات والفتن في عهده من هو

تأسست الدولة العباسية عام 132 هجريًا على أنقاض الدولة الأموية التي كانت في حالة تدهور في معظم عصورها، وذلك بعد انتصار أبي العباس عبد الله السفاح في معركة الزاب وكان أول حاكم للدولة العباسية.

  • منذ نشأة الدولة العباسية تواجهت بالمشاكل والفتن نظراً لحرص العرب على تجنب العباسيين والتقرب من الفرس، وهذا ما أدى إلى العديد من المشاكل والصراعات التي ساهمت في انتصار العباسيين على الأمويين.
  • رغم ذلك، استطاع الخليفة المهدي، ثالث خلفاء الدولة العباسية، السيطرة على تلك الفتن والمشاكل، وحد منها وعمل على توسيع الرقعة الإسلامية.

الخليفة المهدي محمد ابن عبد الله المنصور

  • ولد محمد بن عبد الله، الملقب بـ”المهدي”، ثاني الخلفاء في الدولة العباسية، سنة 126 هجرية، وكان ولدا لكلا من أروى بنت المنصور بن عبد الله الحميري، وأبي جعفر المنصور.
  • يتميز ثالث خلفاء الدولة العباسية بصفات خلقية عديدة، منها لون بشرته الأسمر وتجعد شعره، وطوله وقوته الجسدية، كما يتواجد في عين واحدة من عينيه نقطة بيضاء، وقد تولى الحكم بعد وفاة والده أبي جعفر المنصور عام 147 هجريا.
  • كان من المفترض أن يبايع أبو العباس السفاح من بعده أبي جعفر المنصور، ثم عيسى بن موسى، ولكن تم خلع بن موسى وبايعوا المهدي بدلاً منه، ولا يزال السبب الحقيقي لخلع بن موسى مجهولًا حتى الآن.
  • عندما وصل الخبر إلى المهدي بوفاة أبيه وهو في بغداد، فقد ذكر السيوطي في كتابه “تاريخ الخلفاء” أن أمير المؤمنين عبد دعي أمره بالرحمة وأطاع وامتلأت عيناه بالدمع، وذكر أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبكي عند فراق الأحباب الذين كانوا في قلبه.
  • بعد فقدانه لشخص عزيز عليه، توكل على الله واستعان به في تولي خلافته للمسلمين، وطلب من الناس السمع والطاعة والمساعدة في قيادة شؤون المسلمين بما يرضي الله ورسوله.
  • اشتُهِر الخليفة المهدي بشدة عدالته وإصلاحه للظلمات ونصرته للمظلومين، وقد كان كريمًا بالعطاء للفقراء من ماله ومال والده، وأطلق سراح المظلومين المحتجزين في السجون، باستثناء من كان سبب وجوده في السجن هو ارتكاب جرائم قتل أو فساد في الأرض أو انتهاك حقوق الآخرين.
  • واحدة من الأدلة الكبرى على حرصه الشديد على شؤون المسلمين هي عندما توقف في بلدة وأوقفته امرأة تطلب منه إنهاء قضيتها، لأنه كره أن يسمح لأي من رعاياه بأن يكون لديهم شكوى أو مشكلة خاصة في عهده، واستجاب لطلبها وأعطاها عشرة آلاف درهم.
  • يتميز الخليفة بأنه من أفضل خلفاء الدولة العباسية من حيث حسن الخلق والتواضع والعفو، كما كان من بين أكثر الخلفاء قدرةً على السيطرة على المشكلات والفتن في عهده، ومع ذلك، فإن الانتقادات التي وجهت له تتعلق بكثرة عزل الولاة في فترة حكمه، على الرغم من عدم وجود أسباب ظاهرة لهذا الأمر.
  • ومن الشواهد الشهيرة على تواضع المهدي، أنه في إحدى المناسبات دخل المسجد للصلاة، ووقف الجميع احترامًا لخليفة المسلمين، باستثناء رجل واحد رفض الوقوف، مؤكدًا أنه لا يقف إلا لله رب العالمين. ولم يلتفت المهدي لفعلته، ولكنه أمر بعدم التعرض له. بالإضافة إلى ذلك، حقق المهدي العديد من الإنجازات الكبيرة التي أتمها في فترة وجيزة، والتي ساعدت على رفع مكانة الإسلام والمسلمين.

أعمال الخليفة المهدي

أحرز الخليفة المهدي إنجازات عديدة خلال فترة حكمه، تشمل مختلف جوانب المجتمع، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية، وربما كان نتيجة لهذه الإنجازات هو الاستقرار الذي انتشر خلال عهده، وزاد من رفعة الدين الإسلامي وانتشاره، وسنتعرف في الأسطر التالية على أهم هذه الإنجازات :

  • تم توسيع مساحة المسجد الحرام في العام 167 هجريًا.
  • يهتم بنشر العدل وإعادة الحقوق لأصحابها، ويولي اهتمامًا بالشؤون القضائية، وتم تكليف أبا يوسف بهذه المهمة.
  • أنشا مسجد الرصافة سنة 159 هجريا.
  • كان يحرص بشكل شديد على التخلص من الزنادقة الموجودين في عهده، وهم الذين يدعون النبوة ويعبدون الأصنام ويؤمنون بتواجد إلهين للخير والشر، وقد عمل على القضاء عليهم.
  • عمل على تكبير وتطوير طرق الحج والعمرة، وزيادة مساحة المسجد النبوي.
  • كان أهل الحجاز في عهد والده من أكبر العوامل المساندة للعلويين، مما أدى لجفاء معاملة المنصور لهم، فحرص محمد بن عبد الله على كسب محبتهم تعويضا عما فعله والده لهم، وقد قام بتعيين البعض منهم ضمن طاقم حراسته، ليبين لهم حسن نيته وثقته فيهم.
  • شغل اهتمام المنصور نيل رضا بلاد الشام وكسب ثقتهم وولائهم له، وعمل على ترسيخ وتقوية علاقته بالقبائل البدوية الموجودة في الشام، وحرص على حل النزاعات المتواجدة بينها. وذلك نظرًا لما تسببه المنصور وأخوه من سفك للدماء خلال الحروب مع العلويين والأمويين، وعمل على إنهاء الصراعات بينه وبين المعارضين في الدولة عن طريق إبرام هدنة.
  • طلب المهدي بناء الآبار على الطرق لتسهيل وصول القوافل والمارة إلى المياه.
  • كان يأمر دومًا بتولي أمر الخارجين من السجون والأشخاص ذوي العقول الضعيفة، حتى لا يضطروا للتجول في الشوارع للبحث عن المساعدة.
  • كان أول من أنشأ خدمة البريد بين المدينة المنورة ومكة المكرمة وبلاد اليمن.

وفاة الخليفة محمد بن عبد الله المهدي

  • توفي الخليفة المهدي بماسبذان القريبة من مدينة مندلي العراقية في سنة 169 هجرية، وذكر بن الأثير أنه توفي بعد توليه أمر المسلمين لمدة عشر سنوات، وقد توفي وهو في الثلاثة والأربعين من عمره، وصلى عليه ابنه هارون الرشيد.
  • قبل وفاته، قرر المهدي من سيخلفه في الحكم بعد وفاته. وقد بايع ابنه هارون الرشيد ليخلفه، واختار هارون أخاه الهادي ليكون خلفاً له. ولكن توفي الهادي في طريقه للانضمام إلى المهدي في جرجان بعد أن رفض المجيء مع المهدي. وكان الهادي متواجداً في جرجان حين توفي.

انتهى الحكم العباسي بسقوط مدينة

  • من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى سقوط الدولة العباسية، كان وجود عدد كبير من الأجناس المختلفة في الدولة وبخاصة في الجيش، مما أدى إلى وجود الصراعات الداخلية وانتشار الفتن والكراهية.
  • كان التعاون بين القواد والأتراك في استيلاءهم على السلطة واحدًا من أكبر العوامل التي أدت إلى سقوط الدولة العباسية وانتهاء عصرها، وكان مرقد العهد العباسي مع سقوط دولة بغداد سنة 656 هجريًا، بعد نجاح الجيش المغولي في احتلال البلاد.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي قام حول إجابة سؤال قد قلت المشكلات والفتن في عهده من هو فكان هو الخليفة محمد بن عبد الله الملقب بالمهدي، ثالث خلفاء المسلمين في الدولة العباسية.

يمكن للقارئ العزيز الحصول على مزيد من المعلومات حول هذا الموضوع من خلال الإطلاع على الموضوعات التالية:

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى