أخبار المشاهيرفنون و ترفيه

ما هو لقب ثابت بن جابر

ما هو لقب ثابت بن جابر | موسوعة الشرق الأوسط

انتشرت في الآونة الأخيرة أسئلة حول لقب ثابت بن جابر، وهو من أشهر شعراء الجاهلية والذين كانوا يتسمون بطبيعتهم الشعرية العبقرية. وتطرق المقال عبر موسوعة إلى الغرض من تسمية الأشخاص بألقاب، وكيف يمكن أن تعبر هذه الألقاب عن صفات وشخصيات الأشخاص. كما يتضمن المقال معلومات حول شخصية ثابت بن جابر ولقبه، والدور الذي لعبه الشعر في فترة الجاهلية في التعبير عن كافة الأفكار والجوانب الحياتية.

جدول المحتويات

ما هو لقب ثابت بن جابر

منذ القدم وحتى الآن، يتمتع العرب سواء في الجاهلية أو بعد الإسلام، بلسان فصيح وبلغة جزلة، حتى أن أصغر الأطفال كان يمكنهم الوقوف أمام الناس وإلقاء الشعر لساعات دون ملل. وكان ثابت بن جبر، واحدًا من أعظم شعراء عصره، وأجزلهم في اللفظ والشعر :

    • وافق الرواة جميعًا على لقب ثابت بن جابر، ولكن سبب اختلافهم كان في سبب التسمية، حيث وافقوا جميعًا على أنه كان يلقب بـ “تأبط شرا” ولدى العديد من الروايات، ولم يخرج الرواية الصحيحة عن هذه الروايات.
    • الرواية الأولي : أثناء تجوُّل بن جابر في الصحراء، رأى كبشًا كبيرًا، فتقدم نحوه وحمله تحت إبطه، وبدأ الكبش بالتبول عليه، وعندما اقترب ثابت من القبيلة، أصبح واضحًا له أن الكبش كان في الحقيقة غولًا وليس كبشًا.
    • سأله قومه ماذا تحمل يا ثابت من شر؟ فأجاب بأنه الغول، فقالوا له إنه يحمل شرًا، ومنذ ذلك الحين أصبح لقبه تحمّل الشر.
    • الرواية الثانية : أخبرت أم ثابت ولدها أن يأتي أخواته بأشياء عندما يزورونها وأنهم لا يجب أن يأتوا بأيديهم فارغة، فوعدها بأنه سيعود بشيء لها في زيارته القادمة، وفي الفعل خرج وصاد العديد من الأفاعي ووضعها في حقيبته.
    • بعد ذلك، عاد تابت إلى أمه وعندما فتحت الحقيبة، وجدتها مليئة بالأفاعي، وفي غمض البصر، امتلأ المنزل بالأفاعي. فأصيبت الأم بالذعر وهربت من المنزل. وسألته نساء القبيلة عن ما حدث لتابت وأجابتهم أنه وجد الأفاعي. وعندما سألوا كيف حملها، قالت النساء إنه قد حمل شرًا، ولذلك أطلقوا عليه هذا اللقب منذ ذلك الوقت.
    • الرواية الثالثة : يُقال إن بن جابر كان يحمل سيفه تحت إبطه عندما كان يخرج للقتال في الغزوات. وفي أحد الأيام، عندما تأبط بالسيف قبل الخروج، قالت له أمه إنها تخشى عليه. ومنذ ذلك الحين، أطلق عليه لقب “تأبط شرا.

يختلف الرواة فيما بينهم حول سبب تسمية هذا اللقب له، ولكنهم متفقون على أن السبب الحقيقي يتعلق بإحدى هذه الحوادث، ولا يختلفون حول ذلك.

اسم الحقيقي ثابت بن جابر

  • ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
  • كان ابن أميمة الفهمية التابعة لبني القين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر، ووالده هو أبو كبير الهذلي، ولديه أربعة إخوة وهم وريش نسر وريش غلب، وكعب جدير ولا بواكي.

ثابت بن جابر

  • كان هذا الشاعر من صعاليك الجاهلية العدائيين، وينتمي لقبيلة فهم من تهامة والحجاز، وتميّزت حربه وصراعاته بالغزوات والمعارك مع قبيلة هذيل وبني نفاثة، الذين يعود نسبهم إلى قبيلة كنانة.
  • يُقال إن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قد وصف سرعته، حيث نزل بقوم في مكان يُدعى بسة من فهم، وانتقل إلى قوم يقربون لبني عدوان من قيس، وسألهم عن أخبار ثابت بن جابر، فسألوه عما إذا كان يريد أن يكون لصًا.
  • أخبروه بأنهم سيخبرونه عن أخبار العدائين، لكنهم شجعوه على تأبط شرًا إذا كانوا من أعدائه، وأن يكون حذرًا، لأنهم يمتلكون أرجلًا وعينين، في حالة الجوع يقف ولا يجلس حتى يأكل.
  • كان يبحث عن الظبي ليجد أثمن ما يمكن أن تقع عينه عليه، ثم يقوم بمطاردته بشدة حتى يصل إليه ويذبحه ويطهوه ويأكله. وقد وصفوه بأنه كاد أن لا يرى بسبب سرعته الشديدة.
  • كما أنه كان معروفًا بشجاعته الكبيرة، فمن أكبر الحوادث التي تؤكد ذلك، كانت أنه حينما تزوج أبو كبير من أم ثابت بن جابر، كان زوج أمه دائمًا التخوف من تأبط شرًا، فخبر أمه بذلك، والجدير بالذكر هو أن أمه قد قالت لزوجها بأن يقتله.
  • خلال إحدى الغزوات، طلب أبو كبير من أخيه ثابت الذي كان معه أن يتناولوا الطعام، وأشار إلى مكان الطعام. وعندما ذهب ثابت إلى المكان المشار إليه، وجد أن زوج أم أبو كبير قد اتفق مع لصين ليقتلوا أبو كبير. ولكن عندما وصل ثابت إلى هناك، فقتل اللصين بنفسه وعاد إلى أبو كبير بالطعام. وعندما سأله أبو كبير عن كيفية الحصول على اللحم، أخبره ثابت بأنه قتل اللصين، وزادت تخوفات زوج أم أبو كبير منه بعد ذلك.
  • كان من بين الشعراء الأفذاذ في ذلك الوقت، حيث قام بكتابة كتاب “المفضليات”، وكانت من بين أفضل قصائده القصيدة التي تم ذكرها :
  • يا عِيدُ مالَكَ من شَوْقٍ وإِيراقِ            ومَرَّ طَيْفٍ علَى الأَهوالِ طَرَّاقِ
  • يَسْرِي علَى الأَيْنِ والحيَّاتِ مُحْتَفِياً     نفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ علَى ساقِ
  • إني إِذا خُلَّةُ ضَنَّتْ بِنَائِلِها                  وأَمْسكَتْ بضعيفِ الوصلِ أَحذَاقِ
  • نَجوْتُ منها نَجائي مِن بَجِيلةَ إِذْ          أَلْقَيْتُ ليلةَ خَبْتِ الرَّهِط أَرواقى
  • ليلةَ صاحُوا وأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ          بِالعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ
  •  كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصًّا قَوادِمُهُ                 أَو أُمَّ خِشْفٍ بِذى شَثٍّ وطُبَّاقِ
  • لا شيءَ أَسْرَعُ مِنَّي ليس ذا عُذَرٍ       وذا جَناحٍ ِبجنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ
  • حتى نَجَوتُ ولمَّا ينْزِعُوا سَلَبي          بِوَالِهِ مِن قَبِيض الشَّدِّ غّيْدَاقِ

قصة مقتل تأبط شراً

  • ذهب خرد مع قبيلته لغزو بني نفاثة بن عدي، الذين ينتمون لقبيلة كنانة، وذلك برفقة عامر الأخنس الفهمي وبعض الأشخاص الآخرين، وعند وصولهم انتظروا حتى ينام أفراد القبيلة، وأثناء ذلك رصد أحد رعاة بني نفاثة وراح يخبرهم.
  • فينما بدأ فرسان بني نفاثة بالتحرك قبل الصعاليك، وعلم ثابت بن جابر بهذا الأمر، فخبر قومه: `أتيتم والله، أنا والله أسمع حطيط وتر قوس، إني لأسمعه يا قوم النجاء.` ولكن لم يصدقه أحد من قومه، فابتعد عنهم وقتلوهم جميعا، ومن بينهم عامر بن الأخنس. وقد أقسم ثابت على أن ينتقم له.
  • فوقف ثابت في حشد من أهله ليعرض منزلًا لبني هذيل بين جبلين، وعندها ارتكبوا جريمة قتل لشيخ كبير واستولوا على امرأتين وبعض الإبل، ولكن كان هناك فتى صغير نجا واصطدم ثابت برفضه لقتل الفتى، وعندما اقترب ثابت من الفتى، أطلق الفتى سهمًا من قوسه ليخترق السهم قلب ثابت.
  • تقدم فظل بحذر نحو الغلام الذي كان مصابًا وأخبره بأنه لا بأس، فرد الغلام أيضًا بأنه لا بأس، لأن مصيبته أصابته في المكان الذي يكرهه، ولكن عندما اقترب منه فظل، قام بضربه بالسيف وأرداه قتيلاً، وعندما وصل فظل إلى أصحاب الغلام وهو مصاب، لم يكن أحد يعرف ما حدث له، فعندما سألوه، توفي الغلام بين يديهم دون أن يتحدث، وذلك في عام 607 ميلاديًا.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب عن سؤال ما هو لقب ثابت بن جابر نكون قد أشارنا إلى أن لقبه كان ” تأبط شرا ” وهذا نظرا لكونه كان يحمل كل ما هو سيئ تحت إبطه من أفاعي وأسلحة غيلان، كما أنه كان من أقوي شعراء عصره وأسرع عدائيهم.

كما يمكنك عزيزي القارئ قراءة المزيد من المواضيع، من خلال الموسوعة العربية الشاملة :

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى