من هو ابن سيرين ويكيبيديا

يعتبر الإمام محمد بن سيرين واحدًا من أشهر علماء الفقه وعلم التفسير وتفسير الأحلام، والذي اشتهر ببراعته في هذا المجال، حيث يُعد أحد أهم فقهاء تفسير الأحلام وقد اجتهد في تفسير مختلف الرؤى، وكان مشهورًا بورعه وعلمه الواسع نظرًا لتعامله مع الصحابة.

حظي ابن سيرين باستحسان وإشادة العديد من العلماء، من بينهم مورق العجلي الذي وصفه بأنه أفقه الناس في ورعه وأورعهم في فقهه، كما وصفه محمد بن جرير الطبري بأنه فقيه وعالم ورع وأديب وكثير الحديث وصادق، وأشاد به الأهل بالعلم والفضل واعتبره حجة، ووصفه ابن عون بأنه كان يتحلى بتمام حفظه للحديث وأسانيده.

من هو ابن سيرين

• يدعى أبو بكر بن أبي عمرة محمد بن سيرين، ولد في البصرة عام 33 هجرياً في عهد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
  يرجع أصلة إلى جرجرايا ببغداد، وكان لديه خمس أخوات وهم: خالد، محمد، أنس، معبد، يحيى، حفصة.
• كان والد الشخص الذي نتحدث عنه حدادًا وكان مملوكًا لأنس بن مالك، أما والدته فكانت تسمى صفية وكانت من الحجاز وكانت عبدة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه.
• عاش بن سيرين مع العديد من الصحابة واكتسب منهم المعرفة والفقه، من بينهم: عبد الله بن زبير، زيد بن ثابت، أنس بن مالك، أبو هريرة، عمران بن الحصين، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، رضي الله عنهم.
• تتلمذ على يده على العديد من العلماء من بينهم: قائمة الأسماء تضم: هشان بن حسان، وابن عون، وقتادة بن دعامة، ومهدي بن ميمون، وعوف الأعرابي، ويونس بن عبيد، وخالد الحذاء، وقرة بن خالد.

صفات ابن سيرين

الورع والتقوى

• كان من بين أبرز صفات ابن سيرين الورع والتقوى، ومن بين أبرز المواقف التي تدل على ورعه هي أنه قد سمع شخصًا يسب الحجاج بن يوسف وهو الذي كان قد توفي.
• عندما سمع ابن سيرين شتائم حجاج بن يوسف من قبل أحدهم، قال لمن شتمه: “اصمت يا ابن أخي، فقد مضى الحجاج إلى ربه، وحين تقدم أنت على الله عز وجل ستجد أن أحقر ذنب ارتكبته في الدنيا أشد عليك من أعظم ذنب ارتكبه الحجاج. وفي ذلك اليوم، لكل منكم شأن يشغلك، واعلم يا ابن أخي أن الله عز وجل سينتقم من الحجاج لمن ظلمهم، كما سينتقم للحجاج من أولئك الذين يظلمونهم، فلا تشغل نفسك بسب أحد بعد اليوم.
• وكان يتفانى في طاعة الله ليلاً بعد عودته من عمله في التجارة، إذ كان يؤدي صلاة القيام ويتلو القرآن الكريم.
• كان يحرص على قراءة القرآن الكريم باستمرار، حيث كان يخصص 7 أوراد يوميًا لذلك.
• كما أنه كان يصوم صيام النبي داود.
• ورع وتقوى ابن سيرين أضافا له الهيبة بين الناس الذين يعرفونه، فعندما يرونه في الطريق يبدأون بذكر الله حيث ينتبهون له.

مناصرة الحق

• بالإضافة إلى سمعته بالورع، فإنه من بين الصفات التي اشتُهر بها أنه يناصر الحق ولا يخاف من لوم الناس.
• من أهم المواقف التي تدل على وقوفه مع الحق، أنه عندما سئل من والي بني أمية عن سبب تركه لأهل مصر، كان رد ابن سيرين: `تركتهم والظلم فيهم فاش وأنت عنهم لاهٍ، فغمزه ابن أخيه بمنكبه`، فالتفت إليه الوالي قائلاً: `أنت لست الذي يُسأل عنهم، بل أنا الذي يُسأل، وإنها شهادة ومن يكتمها فإنه آثم بقلبه`.

بر الوالدين

• ابن سيرين كان يتميز بالبر بوالدته، حيث كان يتحدث إليها بصوت منخفض ولا يرفع صوته عليها.
• يشمل بره الأم لابنتها صبغ ثيابها في العيد وشراء أفضل الثياب لها.

الأمانة

• ابن سيرين تميز بأمانته التي برزت في تجارته، وكان حريصًا على عدم الغش في تعاملاته التجارية.
• من بين المواقف التي تدل على أمانته، أنه كان يرغب في بيع الزيت ليتمكن من سداد ديونه، ولكنه لم يستطع بيعه، لذلك صبه بالكامل حتى لا يشتريه أحد، ونتيجة لذلك تعرض للحبس بسبب عدم سداد الدين.

بجانب صفتي الورع ومناصرة الحق فإنه من صفاته الأخرى ما يلي:

• كان يحرص على عدم التدخل في أعراض الناس والتحدث عنهم بشكل سيء.
• كان يتجنب الإظهار بطاعته لله أمام الناس، وكان يفضل أن يتقرب إلى الله في الليل.

الصفات الشكلية لابن سيرين

• كان ابن سيرين قصير القامة ويحمل لحية طويلة وشعر منسدل.
• كما عرُف عنه بأنه مخضب بالحناء.
• كان يرتدي عمة على رأسه ويضع وشاحًا على كتفه، إلى جانب ارتدائه لأنواع فخمة من الملابس، وحينما يحين موسم الشتاء يرتدي أيضًا ثيابًا من الفراء..

عمله في الرواية والفقه

• من بين العوامل التي ساعدت ابن سيرين في العمل بالرواية والفقه هي اتصاله بالكثير من الصحابة الذين نهل منهم العلم والفقه، وكان عدد الصحابة الذين تعلم منهم 30 صحابي.
• يقول ابن عون عن عمل ابن سيرين في رواية الحديث: `كان محمد بن سيرين يحدث بالحديث بدقة وحرفية دون تغيير أي شيء فيه`.
• في الفقه، كان يدرس الأحكام الشرعية المتعلقة بالأمور المحللة والمحرمة، ولكن كان يظهر تورعه عندما يسأل عن الحلال والحرام. وقد وصفه الأشعث بأنه “عندما نجلس معه، يتحدث ويضحك ويسألنا عن الأخبار، ولكن عندما يسألونه عن مسألة في الفقه والحلال والحرام، يتغير وجهه ويصير كأنه شخص آخر

عمله في تفسير الأحلام

• عمل ابن سيرين على تفسير العديد من الرؤى، وفي إحدى هذه الرؤى، حلم شخص بأنه كان يحرث أرضًا لا تنبت، وأخبره بن سيرين بأنه يعتزل امرأته.
• عندما روى رجل حلمه لابن سيرين بأنه لعق غسل من جام، نصحه بأن يتقي الله ويتابع قراءة القرآن، لأنه قد نسي قراءته.
• يُعزى لابن سيرين كتاب تفسير الأحلام، ولكن هناك الكثير الذين يشير إلى أن هذا الكتاب لم يتم تأليفه بواسطته، وأنه كتاب مجرد ترجمة لأحلام ابن سيرين، ويشير البعض أيضًا إلى أن الكتاب يحتوي على تفسيرات خاصة بابن سيرين مجمعة في كتاب واحد.
• يعتبر كارل بروكلمان والزركلي من بين أبرز المشككين في نسبة هذا الكتاب لابن سيرين.
• أما عن أبرز ممن جزموا بأن هذا الكتاب منسوب لابن سيرين، فهم باسل البريدي ومحمود طعمة الحلبي.

وفاة ابن سيرين

• توفي ابن سيرين عن عمر يناهز 77 عامًا في عام 110 هـ، وتم دفن جثمانه في البصرة.
• لديه ضريح في مرقد الحسن البصري، إذ توفي بعد وفاة الحسن البصري بمدة بلغت 110 يومًا.
• أوصى أولاده بالتقوى فيما قال ابن عون، `كانت وصية محمد بن سيرين لأهله وبنيه: أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به`.

وبهذا قد تعرفنا على ابن سيرين، حيث تم عرض مولده ونشأته وأبرز صفاته الخلقية والشكلية، بالإضافة إلى عمله في الرواية والحديث وتفسير الأحلام، ووقت وفاته.