الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

اول من ينشق عنه القبر

اول من ينشق عنه القبر 1 | موسوعة الشرق الأوسط

يتساءل الكثيرون عن من هو أول من يخرج من قبره، ويعد هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي حيرت المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وخاصةً بعدما انتشر بشكل واسع على الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث في الفترة الأخيرة، ونحن جميعًا نعلم أننا سننتهي في الأخير تحت التراب.

وبعد ذلك، يكون موعدنا يوم الساعة، عندما ينفخ إسرافيل في النفخة الثانية التي تكون مسؤولةً عن البعث والنشور. فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الزمر، الآية رقم 68: “مَنْ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ.” فهنا، يبعث الله كل الخليقة إلى يوم يرجعون فيه إلى الله، وتلقى كل نفس ما كسبت من أعمالها.

وعلى الرغم من ذلك، انتشرت العديد من الشائعات التي تزعم وجود شخص سيخرج من القبر أولاً، ثم يليه الآخرون، وتم تداول العديد من الأسئلة مثل من هو هذا الشخص؟ ومن سيكون في الجمع؟ وما هي خصائص أرض المحشر؟ وستجد في هذا المقال على موسوعة إجابات عن جميع هذه الأسئلة.

جدول المحتويات

اول من ينشق عنه القبر

قال الله تعالى في القرآن الكريم في سورة الرحمن في الآيتين رقم 26 و27: `كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام`. وهذا يعني أننا جميعا زائلون ونحن متجهون إلى الله تعالى، فقد خلقنا من التراب وإليه سنعود، وسنبعث جميعا معا في يوم النفخة الثانية بالأشكال. ولكن هناك من سيخرج من قبورهم قبلنا جميعا، فمن هو هذا؟ إنه السؤال الذي بحث عنه الكثيرون، وسوف تقدم الفقرات التالية إجابة واضحة على هذا السؤال.

  • يروي أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه قال: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع”، ويعني ذلك أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من ينشق عنه القبر وأول شافع ومشفع.

تكريمات نبي الله محمد

كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من الكرامات المتعددة والمختلفة، سواء كان ذلك بسبب كونه واحدًا من البشر، أو كراماته كرسول ونبي، وذلك بسبب تميزه وتفضيل الله إياه ورفعته فوق سائر الرسل، ولذلك يوجد العديد من المظاهر لهذا التكريم، وسنتعرف عليها سويًا في هذه الأسطر.

تكريم رسول الله بين النبيين

  • خص الله عز وجل رسوله الكريم في أنه منحه رزقه العظيم، وهي أكبر معجزة نزلت على البشر، وستظل دائمًا حتى يوم البعث، وهي القرآن الكريم.
  • إضافةً إلى كون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت إجابة لدعوة نبي الله إبراهيم، فقد كانت أيضاً بمثابة بشارة لسيدنا عيسى عليه وعلى نبينا السلام.
  • بالإضافة إلى ذلك، كانت رسالة محمد بن عبد الله رسالة للعالم بأسره وليس لأهله فقط.
  • ويجدر بالذكر أن الله عز وجل خص حبيبه بالعديد من الألقاب التي أعزته في الدنيا، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة الأحزاب الآية 45: “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا”، فلم يذكر في القرآن الكريم أن الله تعالى خاطب أحد الأنبياء أو الرسل عليهم السلام، كما خاطب حبيبنا المصطفى خير خلق الله.

تكريم رسول الله بين أمّته

  • ظهر تكريم الله لنبيه محمد بمظاهر عديدة بين أمته، ويمكن رؤية ذلك من خلال الالتزام باتباع الرسول والاقتداء به، وذلك لأن الله تعالى قال في سورة الأحزاب الآية 21 “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، وهذا يؤكد أن محمد هو النموذج الحسن الذي يجب الاقتداء به.
  • بالإضافة إلى أن حب العبد لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو أحد الشروط الضرورية لإتمام إيمان العبد، فيجب أن يكون حب الرسول أكبر من حب العبد لنفسه وأهله وماله، ويجب اتباع سنته لتحقيق رضا الله.
  • بالإضافة إلى أن الله عز وجل أوضح أن أمر رسوله واجب النفاذ، فيجب علينا القيام بما أمرنا به وترك ما نهانا عنه، حيث ذكر في كتابه في سورة الحشر في الآية السابعة “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا.

متى يكون البعث

  • البعث هو إحياء الله عز وجل لجميع الأمم في يوم الحساب، ويحدث البعث عندما ينفخ الملك إسرافيل في النفخة الثانية، حيث تكون النفخة الأولى نفخة الفزع والصعق، وعندما ينفخ الملك إسرافيل في النفخة الثانية، يقوم جميع الناس بالرجوع إلى الله رب العالمين، ويجب أن يتذكر المرء أنه سوف يبعث على ما مات عليه.
  • فقد قال الله تعالى في سورة يس، من الآية الأولى إلى الآية الثالثة والخمسين: “ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون (51) قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا، هذا ما وعد الرحمن، وصدق المرسلون (52) إن كانت إلا صيحة واحدة، فإذا هم جميعا لدينا محضرون.
  • بالإضافة إلى ما أورده الله في سورة المؤمنون في الآية رقم خمسة عشر وستة عشر ” ثُمَّ إِنَّكُم بَعْدَ ذَٰلِكَ لَمَيِّتُونَ، ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ “.
  • روى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله عن رسول الله قائلا: “يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه”، لذا نسأل الله أن يرزقنا حسن الختام).

كيف نبعث يوم الساعة

  • يشبه البعث الإنساني الزرع الذي ينمو عندما يروى بالماء من السماء، فإذا نزل الماء من السماء، ينمو الناس من كل فج عميق.
  • إن الله تعالى قد قال في سورة الأعراف في الآية رقم سبعة وخمسين: `وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته، حتى إذا أقلت سحابا ثقالا، سقناه لبلد ميت، فأنزلنا به الماء، فأخرجنا به من كل الثمرات، كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون`.
  • بخلاف ما رواه أبو هريرة -رحمه الله- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “بين النفختين يكون مدة أربعين”. قالوا: يا أبا هريرة، هل تقصد أربعين يوما؟ قال: لا. قالوا: هل تقصد أربعين شهرا؟ قال: لا. قالوا: هل تقصد أربعين سنة؟ قال: لا. ثم ينزل الله ماء من السماء فينبتون كما ينبت البقل. قال: وما من إنسان شيء إلا يبلى، إلا عظما واحدا، وهو عجيب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.

من يحشر يوم القيامة

  • إن كل من في السماوات والأرض، إلا عبدا من آتي الرحمن، لقد أحصاهم وعدهم عدا، وسيأتونه يوم القيامة فرادى”. قال الله تعالى في سورة مريم، بدءا من الآية رقم 93 وحتى الآية رقم 95.
  • بالإضافة إلى قوله في سورة الواقعة في الآية رقم 49 وحتى 50: `قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلىٰ ميقات يوم معلوم.
  • بالإضافة إلى ما ذكر في سورة مريم في الآية رقم 68 “فوالله لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جاثين.
  • يمكننا الاستدلال من هذه الآيات على أن الله خلق كل شيء ونفخ فيه الروح، وسيعيش كل شيء لحظة الحساب في يوم القيامة.

في النهاية ومع وصولنا لنقطة الختام في مقالنا الذي أجاب علي سؤال من هو اول من ينشق عنه القبر فنكون قد أشارنا إلى أن أول من يخرج من قبره هو حبيبنا المصطفي صل الله عليه وسلم، وقد أوردنا الأدلة التي تشير إلى صحة ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى