الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل يجوز الصيام بدون نية لابن باز
سؤال “هل يجوز الصيام بدون نية لابن باز؟” يعد واحدا من أهم الأسئلة المتعلقة بالصيام، سواء كان فرضا أو تطوعا أو سنة أو قضاء. فحكم الصيام متنوع ومتعدد. وقد حدد الإسلام أن جميع أعمال المسلم معتمدة على النية. وفي بعض الأحيان قد لا يتذكر الكثيرون توجيه النية قبل القيام بأي فعل. لذلك يتم طرح السؤال حول صحة الصيام وشروطه لمعرفة المسائل الواجبة والمستحبة.
لهذا السبب، سنقدم لكم في هذا المقال على موقع موسوعة إجابة على سؤال هل يمكن الصيام بدون نية لابن باز، بالإضافة إلى ذكر عدد من الأحكام المختلفة المتعلقة بالصيام وبنية الصيام، وتقديم بعض المعلومات العامة حول هذا الموضوع.
هل يجوز الصيام بدون نية لابن باز
يعد الصيام من أركان الإسلام الخمسة، فهو ركن أساسي من أساسيات صحة الإسلام، أي أنه بدونه لا يكتمل الإسلام. ومع اقتراب شهر رمضان شهر المغفرة والغفران، يطرح العديد من الأشخاص العديد من الأسئلة لمعرفة الكثير من الأحكام التي تخص صيام شهر رمضان.
- ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية أن كافة الأعمال تقوم على النيات، وينص الحديث على:
" إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى ".
- يوضح الحديث أنه لا يجوز الصيام ولا يكون صحيحًا بدون وجود نية لذلك، واتفقت المذاهب الفقهية الأربعة – الحنفية والشافعية والمالكية والحنابلة – على هذا الأمر.
- لذلك يُطرح سؤال ” هل يجوز الصيام بدون نية لابن باز ؟ ” لمعرفة رأي الشيخ ابن باز في هذا الأمر.
- ونجيب بأن الإجابة تنص على أنه يجب أن ينوى الفرد كل ليلة أنه سيصوم خاصة إذا كان هذا الصيام هو صيام شهر رمضان، وذلك لأن كل يوم من أيام رمضان هو يوم مستقل بذاته، لذلك لابد من عقد النية كل يوم في شهر رمضان والله أعلم.
- تختلف أحكام النية حسب نوع الصيام، سواء كان فرضا أو قضاء أو تطوعا أو سنة، وفيما يلي الأحكام الخاصة بكل نوع:
حكم النية في الصوم
- المذاهب الفقهية الأربعة اتفقت على أن الصيام بدون نية عموما غير جائز، وذلك بناء على ما ورد في السنة النبوية وروايات الصحابة والتابعين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى ".
- يعتبر الصوم مثل باقي العبادات الأخرى، ويتطلب الصوم النية، ويعرف على أنه الامتناع عن الطعام والشراب لغوًا وشرعًا، ولا يمكن تمييز الصوم الشرعي عن الصوم اللغوي إلا بالنية، لذلك فهو واجب.
توقيت النية في صوم الفرض وحكم تبييت النية
- ثبت في السنة النبوية أنه يجب تحديد النية قبل طلوع الفجر، وهذا الأمر هو مذهب للمالكية والشافعية والحنابلة، وتم استدلال على ذلك من خلال أن الصوم هو من الأعمال التي يجب فيها تحديد النية.
- بالإضافة إلى أن أجزاء النهار ليست منفصلة من الليل، لذلك لا يتحقق الصيام إلا في حالة وجود النية في الليل، وقد روت السيدة حفصة رضي الله عنها قولها:
" مَن لم يُجمعِ الصِّيامَ قبلَ الفجرِ فلا صيامَ لَهُ ".
توقيت النية في صوم الفرض وحكم تجديد النية في كل يوم من رمضان
- في هذا الأمر أختلف أهل العلم في وجوب تجديد النية في كل يوم من أيام رمضان:
- فرأى كلاً من الحنيفية والشافعية والحنابلة:
- أنه يجب تجديد النية كل يوم وذلك لأن الصيام عبادة مستقلة بذاتها، ويعتبر كل يوم من أيام رمضان منفصل عن اليوم الذي قبله لذلك وجب تجديد النية كل يوم من أيام رمضان، واستدل على ذلك من خلال حديثي الرسول: ” إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ, وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى “، والحديث الأخر: ” لا صِيامَ لِمَن لم يُجمِعْ قبلَ الفجرِ “.
- يشبه شهر رمضان الصلوات اليومية، وكما يتطلب كل صلاة تجديد النية، يجب أن يتم تجديد النية يوميًا خلال شهر رمضان.
- ورأى كلاً من المالكية وابن عثيمين:
- يكفي النية في أول رمضان فقط، أي عندما تنوي صيام الشهر كله، فقط هذا كافٍ، ولا حاجة لتجديد النية كل يوم من أيام الشهر.
- وقد ذكروا سابقًا أن إذا تم انقطاع الصيام، ينتهي الصيام ويتم تجديده مع تجديد النية للصيام، وقد تم استنتاج ذلك من خلال أن الصيام المتتابع مرتبط ببعضه البعض كعبادة واحدة، لذلك تكون النية الواحدة كافية في حالة انقطاع الصيام.
- فرأى كلاً من الحنيفية والشافعية والحنابلة:
توقيت النية في صوم النفل وحكم تبييت النية في صيام التطوع
- تم إثبات عدم اشتراط تبييت النية من الليل في صيام التطوع، حيث ورد هذا الأمر في أحد الأحاديث الشريفة في السنة النبوية وينص الحديث على ذلك:
" دخل عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ يومٍ فقال: سألناه: `هل لديك أي شيء؟`، فأجاب: `لا، إذًا سأصوم` ".
- وورد هذا الأمر أيضًا عن الصحابة:
" كان أبو الدَّرداءِ يقول: هل لديكم طعام؟ فإذا قلنا: لا، فقال: `إنني صائم اليوم` ".
توقيت النية في صوم النفل وحكم وقت النية أثناء النهار في صيام التطوع
- قيل أنه يجوز الصيام لكل من أراد أن يصوم بنية التطوع” يعني أنه يجوز لأي شخص يرغب في الصيام التطوعي خلال النهار في شهر رمضان أو في أي وقت آخر، شريطة أن لا يتناول أي طعام أو شراب بعد الفجر، وهذا الرأي متبع عند الشافعية وابن عثيمين وابن تيمية ومذهب الحنابلة أيضا.
- وتم الاستدلال عليه لما ورد في السنة النبوية في الحديث: دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلينا في يوم ما، وقال: هل لديكم أي شيء؟ فأجبنا: لا، فقال: إني صائم.
- وبذلك أثبت أن يُمكن أن ينوى الشخص الصيام أثناء النهار، أما عن جزاء هذا الأمر:
- فقيل أن الفرد يكتب له الثواب في صيام التطوع في حالة وجود النية أثناء النهار منذ أن نوى وليس قبل ذلك، فكيف يُمكن أن يثاب المرء على وقت لم ينوى فيه الصيام.
حكم صوم المتردد في نية الصوم الواجب
- إذا تردد الشخص أثناء صيامه في الأيام الفرضية وتساءل إن كان سيصمم في اليوم التالي أو لا، وبعد ذلك صام، فإن صيامه لا يكون صحيحًا، ومن الواجب عليه إعادة صيام ذلك اليوم، لأن هذا يؤثر على شرط صحة الصوم وهو النية، وبسبب التردد يتأثر النية.
حكم من علق الصوم
- إذا قال الشخص إنه سيصوم إذا كان رمضان غدًا وتبين أن اليوم التالي هو رمضان، فإن صيامه صحيح، ولا يوجد أي تردد في النية بسبب تأكد ثبوت الشهر.
حكم صوم من نوى في يوم من أيام رمضان قطع صومه
- إذا كان الشخص يعتزم منذ البداية قطع صيامه في يوم معين، فلا يصح صيامه في ذلك اليوم، ويجب عليه قضاء الصيام في وقت آخر، ولكن إذا كان المريض أو المسافر أو من المباح لهم الفطر، فيمكنهم قضاء الصيام في وقت لاحق.
حكم صوم من تردد في قطع نية الصوم
- في هذه الحالة، طالما لم يقطع الصائم صيامه، فإن صيامه صحيح ما دام أنه لم يتخذ قرارًا بقطع صيامه، وفي حالة قطعه الصيام بالفعل، فإنه يجب عليه قضاء اليوم.
هل يجوز نية الصيام بعد العصر
- في حال صيام التطوع يجوز، أما في حال صيام أيام رمضان فالأمر فيه خلاف بين العلماء، فقيل أنه يجب تجديد النية منذ الليل، وقيل أنه إذا كانت النية متجددة من بداية رمضان ولم يحدث أي شيء يقوم بقطعها فالأمر سليم.
المراجع
