الفلسفةالناس و المجتمع

هل اصل المعرفة العقل ام التجربة

هل اصل المعرفة العقل ام التجربة 1 | موسوعة الشرق الأوسط

يسعى الإنسان منذ أن استوطن الأرض إلى الوصول إلى المعرفة، وذلك لتكون أساس تفوقه على بيئته واستغلالها بالشكل الأمثل، وهذا البحث المستمر جعل المفكرين والفلاسفة يطرحون سؤالًا ملحًا: ما هي المعرفة؟ وما هو أصلها؟ وهل لتلك الأسئلة أهمية كبرى لتكسب هذا الزخم الهائل؟ نحن الآن في قضية تعددت فيها الآراء على مر العصور، وأود أن أكون مساعدًا لك وأعرض عليك نموذجًا بسيطًا عما أنتجه السابقون من آراء من خلال موقع الموسوعة، لنربط الأحزمة ونستعد لرحلة تاريخية في قضية من أشهر قضايا الفلسفة: هل العقل هو أصل المعرفة أم التجربة؟ وأتمنى في نهاية الرحلة أن تكون قد صاغت رأيًا في هذه القضية، لنبدأ.

جدول المحتويات

هل أصل المعرفة العقل أم التجربة

عبر الفلاسفة والمفكرون عبر العصور عن آرائهم في عدة قضايا مختلفة، وسنتحدث اليوم عن واحدة من تلك القضايا وهي المعرفة، وهي المصطلح الذي أحدث ارتباكًا لدى الكثيرين. فما هي المعرفة؟ وما هو أصلها؟ سنوضح معنى المعرفة فيما يلي:

  • ومن الأفكار السائدة حاليًا في قضية المعرفة وأصلها، أن العقل والتجربة معًا هما مصدر المعرفة، فنستنتج القواعد بالعقل وتؤكد التجربة صحتها وصدقها.

ما هي المعرفة 

المعرفة لغةً

تعني العرف – بضم العين – التعرف على الشيء والتأكد منه، وهو مضاد للنكر، ويعني العرفان العلم بالأمر، بحيث يفهم الشيء ويدركه.

المعرفة اصطلاحاً

المعرفة هي القدرة على التعرف على الشيء ذاته وتمييزه عن غيره، ويتم ذلك باستخدام العقل والتفكير والتدبر. ويستخدم المصطلح للدلالة على الأمور التي تم التعرف عليها بالفعل، وللإشارة إلى الأمور التي يتم الكشف عنها عن طريق آثارها، كما في حالة الإشارة إلى معرفة الله، فنحن ندرك آثاره في خلقه العظيم، ولكننا لا ندرك جوهره الإلهي، والله أعلم 

أنواع المعرفة

تختلف أنواع المعرفة وفقًا لمصدرها، سواء كانت معرفة مكتسبة بواسطة الحواس أو العقل أو الملاحظة، وفيما يلي سأعرض بعض أنواعها:

المعرفة الحسية

تعتمد هذه القائمة على ما يتم إدراكه ومعرفته من خلال الحواس الموجودة في الجسم، سواء كان ذلك عن طريق العينين أو الأذنين أو الجلد أو اللسان، وهذا النوع من الإدراك أو الملاحظة لا يلفت الأنظار إليه لفهم العلاقات بين الظاهرة والأسباب البعيدة لحدوثها.

المعرفة الفلسفية

يعتمد الوصول إلى تلك المعرفة على التفكير في الأسباب البعيدة والخفية وراء تلك الملاحظة، ويتم ذلك من خلال الاستمرار في التفكر والتأمل العميق.

المعرفة العلمية

تقوم المنهجية العلمية على الملاحظة المستمرة والمنظمة للظواهر، ووضع الافتراضات الملائمة لها، والتأكد من صحتها عن طريق التجربة العملية، ولا تعترف بأي فرضية لم يتم تجربتها وإثباتها بالكامل بخصائصها العلمية.

أراء الفلاسفة قديماً في أصل المعرفة

تختلف آراء الفلاسفة بين بعضهم، مثل رأي أرسطو الذي يختلف مع رأي معلمه أفلاطون، ويعد الفلاسفة اليونانيون هم الأوائل الذين وضعوا تصورًا واضحًا نسبيًا لتلك القضية.

المعرفة عند الفلاسفة اليونان

قديما، اشتهر اليونانيون بالحكمة والفلسفة التي حظوا بها بشهرة واسعة، وكانوا يدرسونها جيلاً بعد جيل، ومن الطبيعي في ذلك العصر أن تجد آراء مختلفة حول نفس الموضوع، لذلك سنعرض الاختلاف فيما يلي لنتعرف على أسبابه:

  1. أفلاطون: في فلسفة أفلاطون، المعرفة هي موجودة داخل النفس البشرية، وما يعرفه الإنسان هو محاولة لاكتشاف مفهوم أو مصطلح لشيء يراه أو يلاحظه داخل نفسه، وبالتالي، تكمن المعرفة في الإنسان، ويجب عليه نشرها في الكون لتسهيل حياته في هذا الكون.
  1. أرسطو:اعترض أرسطو على رأي أفلاطون، موضحًا أن الكون له وجوده ويستمر في التطور سواء عرف به الإنسان أو لا، ومن المهم على الإنسان السعي للوصول إلى معرفة أخبار الكون.

المعرفة عند الفلاسفة المسلمين

نقل العلماء المسلمون الفلسفة اليونانية بكل ما تضمنته من ثروات إلى العقول العربية من خلال ترجمتها، مما ساعد في بناء فكر فلسفي إسلامي خاص، بالإضافة إلى عوامل أخرى دينية أو غير دينية. استطاع العلماء المسلمون إنشاء نموذج فلسفي عربي إسلامي مميز، ونلقي نظرة على آراء بعض أبرز الفلاسفة المسلمين فيما يلي:

  1. الكندي: صنف الكندي عناصر المعرفة، وأوضح أن المعرفة الحسية مشتركة بين كل الكائنات وغير مميزة للإنسان، وهي معرفة غير ثابتة، وأشار إلى أن المعرفة تنبع من الوحي في المقام الأول ثم يأتي ثانيًا العقل.
  1. الفارابي: تأثر الفارابي بفلسفة أرسطو، حيث رأى أن الإدراك ينبع من الحواس، ويكون دور العقل في تحليل تلك المعلومات التي تم جمعها من الحواس المختلفة للوصول إلى المعرفة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى