الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
هل مزيل العرق يبطل الصيام
تتساءل بعض الأشخاص عما إذا كان استخدام مزيل العرق يبطل الصيام، وهذا خاصة في شهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر الكريم، يسعى المسلمون جاهدين لإرضاء الله تعالى، ولذلك يحرصون على معرفة الأحكام والأمور الواجبة والمستحبة والمكروهة والمحرمة، حتى يتأكدوا من قبول أعمالهم وصيامهم من قبل الله تعالى، ويعتبر شهر رمضان من الشهور المباركة التي يتضاعف فيها الأجر، لذلك يسعى المسلمون للاستفادة منه بكل الطرق الممكنة.
نقدم لك في هذا المقال، عزيزي القارئ، من خلال موقع موسوعة إجابة، إجابة عن سؤال هل يبطل مزيل العرق الصيام، بالإضافة إلى ذكر عدد من المعلومات المتنوعة المتعلقة بأحكام استخدام التطيب ووضع العطور والبخور للتخلص من العرق، بالإضافة إلى تقديم بعض المعلومات العامة حول هذا الموضوع).
هل مزيل العرق يبطل الصيام
لا ينتمي شهر رمضان المبارك إلى موسم معين في السنة، حيث يمكن أن يأتي في أحد المواسم الحارة أو المواسم الباردة، ويختلف ذلك بين الأعوام وحتى بين شهور السنة.
- في حالة وصول شهر رمضان في فصل الصيف، يزيد معدل التعرق بشكل كبير بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ويزداد أيضًا عند بذل الكثير من الجهد أو عند زيادة نسبة الحركة. ومن الممكن أن يحتاج البعض إلى استخدام مزيل للعرق أو كريمات مختلفة للتخلص من العرق والرائحة الناتجة عنه.
- لذلك يتم التساؤل ” هل مزيل العرق يبطل الصيام ؟ ” لمعرفة الحكم الخاص بوضعه في شهر رمضان المُبارك أثناء الصيام.
- ونجيب بأن مزيل العرق لا يُبطل الصيام في حالة وضعه ما دام لم يصل منه أي شيء إلى جوف الإنسان حيث أن الصوم لا يفسد سوى بدخول أي شيء إلى الجوف فيما عدا ذلك لا يتم إبطال الصيام حتى وإن قام الجسم والجلد بامتصاص مزيل العرق تمامًا.
- من رحمة الله علينا أنه حدد عددًا من الأمور التي قد تؤدي إلى إفساد صيام الصائم، وتلك الأمور مذكورة في الشريعة الإسلامية من خلال عدة أحكام مختلفة موجودة في السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم.
- لذلك، لا يُعد وضع أي كريمات خاصة بالعرق أو أي مزيل للعرق على الجلد مخالفًا للصيام، ما لم يدخل أي من هذه المستحضرات إلى الحلق أو الجوف.
هل العطر يبطل الصيام
يُفضل العديد من الأشخاص استخدام العطور المختلفة لإضفاء الرائحة الجميلة على أنفسهم، سواء كانوا رجالًا أو نساءً، وأحيانًا يتم استخدام العطر أيضًا لتعطير مختلف الأماكن مثل المنازل أو الشركات، على سبيل المثال.
- في شهر رمضان الكريم تطرح بعض الأسئلة المختلفة مثل: هل يبطل الصيام استخدام العطر؟ هل يفسد الصيام استخدام التطيب والعطور؟ وما هو حكم شم الروائح الطيبة مثل البخور أو العطر؟.
- تعددت الآراء والإجابات المتعلقة بكل سؤال من هذه الأسئلة، وهناك الأحكام الخاصة بكل أمر من تلك الأمور وهي كالآتي:
حكم استخدام العطر وإبطال الصيام
- حدد الإسلام الأمور والأفعال التي يمكن أن تبطل الصيام، ولم يُذكر أي شيء في القرآن الكريم أو السنة النبوية يثبت أن استخدام العطور يبطل الصيام.
- لا يُفسد صيام شخص في شهر رمضان إذا استخدم العطر في نهار رمضان، لأنه يعتبر مجرد رائحة ولا يتجاوز ذلك، حتى إذا كان مستحضرًا أو كريمًا يتم امتصاصه من الجلد.
- من شيء يمكن أن يبطل الصيام هو دخول أي شيء من هذا العطر إلى الجوف أو الحلق، وباستثناء ذلك، لا يفطر استخدام العطر أي صائم، واتفقت المذاهب الأربعة (المالكية، الحنفية، الشافعية، والحنابلة) على هذا الأمر”.).
هل العطر يبطل الصيام للنساء
- يجوز لجميع النساء استخدام المسك أو العطر أو البخور أثناء الصيام، ولا يبطل ذلك الصوم، وقد استدل على هذا من خلال ما ورد عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها:
" كُنَّا نَخرُجُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى مكَّةَ فنُضَمِّدُ جِباهَنا بالسُّكِّ المُطَيَّبِ عند الإحرامِ، فإذا عَرِقَت إحدانا سال على وَجهِها، فيَراه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلا ينهاها ".
- يجب استخدام العطر لإطياب النساء وفقًا لعدد من الأحكام والضوابط الشرعية التي أمر الله سبحانه وتعالى بها ونبه عليها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
- لا يجوز للمرأة أن تخرج من البيت وهي متطيبة أو تفوح منها رائحة العطر أو المسك أو حتى مزيل العرق، وتم استدلال على هذا الأمر من خلال الحديث الشريف الذي نقل عن الرسول حيث قال:
" إذا شَهِدَت إحداكنَّ المَسجِدَ فلا تَمَسَّ طِيبًا ".
- يشير هذا الحديث إلى عدم جواز تعطر المرأة أو استخدام العطر عندما تخرج من منزلها، حتى لو كانت ذاهبة إلى المسجد لأداء الصلاة، ويجوز للنساء استخدام العطر في المنزل وبحضور المحارم فقط لتجنب ارتكاب أي معصية، وهذا يعد من أحكام الشريعة الإسلامية.
حكم استنشاق العطر أو مزيل العرق
- على الرغم من توافق العلماء والمذاهب الأربعة على جواز استخدام مزيل العرق أو العطر للتطيب أو التعطر في نهار رمضان، وعدم إبطال الصيام إذا امتصهما الجلد، إلا أن الآراء تختلف وتتنوع في حكم استنشاق مزيل العرق أو العطر.
- اعتبر المالكية والحنفية أن استنشاق العطور أو مزيلات العرق خلال الصيام ونهار رمضان يمكن أن يفطر الصائم، نظرًا لدخول الرذاذ أو الرائحة القوية للعطور أو مزيلات العرق إلى الجوف، وبالتالي يشبه دخول الماء إلى الحلق، وافق ابن عثيمين على هذا الرأي.
- وجهت الشافعية اعتراضًا على هذه المسألة، حيث رأوا أن استنشاق العطر أو استخدام مزيل العرق لا يفسد الصوم في نهار رمضان، وقد استندوا إلى عدم وجود دليل على ذلك في السنة النبوية.
- لم يرد في الحديث الشريف أي شيء يشير إلى أن استنشاق العطر يُفطر الصائم. وإذا كان هذا الأمر صحيحًا أو محتملًا، كان الرسول صلى الله عليه وسلم سينبه على ذلك. ويستدل بعض العلماء على عدم صحة هذا الأمر بأن العطر أو مزيل العرق ليسا طعامًا أو شرابًا، ووافق ابن تيمية وابن حزم على هذا الرأي أيضًا.
حكم استخدام العطر أو مزيل العرق للتطيب
- لم ينه الرسول صلى الله عليه وسلم عن استخدام العطر أو مزيل العرق للتطيب سواء في رمضان أو في غيره، فالتطيب والتعطر والتحلي بالرائحة الطيبة من الأمور المحببة في الإسلام.
- لقد ورد في أحد الأحاديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
" حُبِّبَ إليَّ مِن الدُّنيا النِّساءُ والطِّيبُ، وجُعِلَ قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ ".
- كما ذكر أيضا في حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم:
" أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- سُئِلَ عن المِسكِ ؟ فقالَ : هوَ أطيَبُ طيبِكُم ".
- إن استخدام العطور ومزيلات العرق والكريمات التي تجعل رائحة الجسم طيبة هي من الأشياء المحببة في الإسلام، سواء للرجال أو النساء، ولكن بشرط الامتثال لبعض الضوابط الشرعية للحفاظ على عدم ارتكاب أي إثم أو خطيئة بسبب ذلك.
المراجع
