الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
من هو النبي الذي راودته المرأة التي تربى في بيتها
من هو النبي الذي راودته المرأة التي تربى في بيتها
تحمل قصص الأنبياء العديد من الحكم والمواعظ، إذ هم أشخاص أرسلهم الله عز وجل لدعوة أقوامهم إلى عبادة الله وحده، ومنهم من ذكروا في القرآن الكريم مثل سيدنا موسى وعيسى ونوح وهود وشعيب عليهم السلام، ومنهم من لهم سور في القرآن بأسمائهم مثل سورة هود وسورة إبراهيم، ومنهم من لم يذكروا في القرآن الكريم. والنبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وأول الأنبياء هو سيدنا آدم عليه السلام. وفيما يلي في موسوعتنا ذكر اسم النبي الذي راودته المرأة:
- النبي الذي راودته المرأة التي ربته هو يوسف عليه السلام، والمرأة التي راودته هي زليخا، زوجة العزيز.
- يوسف عليه السلام تربى وعاش في بيت العزيز، وعندما كبر دعته زليخة إلى نفسها، فأغلقت عليه الباب بعد أن هيأت له المكان (وغلقت الأبواب وقالت هيت لك).
- سيدنا يوسف عليه السلام” امتنع عن الخيانة لنفسه عندما راودته امرأة، لأنه لا يريد خيانة العزيز الذي أكرمه في منزله (قال معاذ الله ۖ إنه ربي أحسن مثواي).
- كان سيدنا يوسف عليه السلام كاد أن يميل إليها، ولكن الله حفظه من الوقوع في المحرمات. ولقد همت به، وهم بها لولا أن رأى برهان ربه. كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء. إنه من عبادنا المخلصين.
- عندما رفض سيدنا يوسف عليه السلام امرأة العزيز وحاول الخروج من الباب، لحقت به وأمسكت بقميصه من الخلف وقطعته (وأغلقت الباب واحتفظت بقميصه وأبقته مع سيدها عند الباب).
- عندما سارعا نحو الباب، وجدا أمامهما العزيز. وزوجته ادعت أن يوسف عليه السلام كان ينوي أن يفعل بها الفاحشة، وأخبرته بجزاء من يفعل ذلك (قالت: `ما جزاء من يريد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو يعاقب بعذاب أليم`).
- دافع سيدنا يوسف عن نفسه أمام العزيز بعدما اتهمته امرأته بالتحرش بها، وطلب العزيز من يوسف إثبات براءته، وأراد ذلك عن طريق تمزيق القميص، فإذا تمزق من الأمام فإن زوجته كانت الكاذبة، وإذا تمزق من الخلف فإن يوسف كان الكاذب.
- ثم تبين أن قميص سيدنا يوسف تم قطعه من الخلف، مما يؤكد صدقه وظهور مؤامرة امرأة العزيز (عندما رأى قميصه ممزقا من الخلف، قال إن هذا من مكائدكن، إن مكركن عظيم).
قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قصة سيدنا يوسف عليه السلام” هي أفضل القصص التي ذكرت في القرآن الكريم، كما ذكر الله في سورة يوسف، وتناولت السورة القصة بالكامل، وفيما يلي سنعرض تفاصيل القصة:
رؤية سيدنا يوسف
- تبدأ قصة سيدنا يوسف عليه السلام بحلم رآه في المنام وهو ساجد للشمس والقمر ولإحدى عشرة كوكبا، فروى يوسف لأبيه سيدنا يعقوب هذه الرؤية (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين).
- عندما علم سيدنا يعقوب بهذه الرؤية طلب من سيدنا يوسف عليه السلام ألا يخبر إخوته بها حتى لا يزيد ذلك غضبهم وحقدهم عليه، حيث كان يحظى بمكانة عالية عند يعقوب (قال: يا بني لا تخبر إخوتك برؤياك حتى لا يدبروا لك مكيدة).
إلقاء يوسف في الجب
- كان حقد وغيرة إخوة يوسف من أخيهم يزداد مع مرور الوقت، فقرروا التخلص منه، ولكن اقترح أحدهم أن يلقوه في البئر.
- أراد أخوة يوسف أن يصطحبوا أخاهم للعب معهم، ولكن سيدنا يعقوب عليه السلام رفض في البداية خشية أن يأكله الذئب (قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب).
- لكن سيدنا يعقوب عليه السلام وافق بعد ذلك بعد إقناعهم بأنهم لن يتركوه لوحده.
- نفذ إخوة يوسف خطتهم برميه في البئر، وذهبوا إلى والدهم بقميصه ملطخا بالدماء، يخبرونه بأن الذئب أكله ولكنهم لم يصدقوه، سيدنا يعقوب عليه السلام (بل سولت لكم أنفسكم أمرا ۖ فاصبروا جميلا).
التقاط القافلة ليوسف
- نجى سيدنا يوسف عليه السلام من البئر حيث عثر عليه قافلة وأرادت اختطافه.
- رأى إخوة يوسف القافلة وهم يأخذونه، فذهبوا إليهم ليخبروا القافلة بأنهم يمتلكونه.
- اشترى يوسف القافلة منهم بثمن زهيد (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ)، وأصبح ملكًا لرجل مصر.
يوسف في بيت العزيز
- عاش سيدنا يوسف عليه السلام في بيت عزيز في مصر وكبر، وعندما ثبت صدقه في فتنة امرأة العزيز، علمت نسوة المدينة بهذا الخبر وقالت: `تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ`.
- لما علمت امرأة العزيز بذلك، قررت دعوة النساء إلى بيتها لمعرفة سبب انزعاجها منها.
- عندما ظهر النبي يوسف للنساء، اندهشن من جماله حتى فقدن السيطرة على أنفسهن، حيث قطعن أيديهن بالسكين من شدة إعجابهن به (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ).
- دعا سيدنا يوسف عليه السلام ربه بأن السجن هو الأفضل بالنسبة له من فتنهن (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ).
يوسف في السجن
- قد دخل يوسف عليه السلام السجن لتفادي فتنة امرأة العزيز، على الرغم من براءته.
- كان في السجن مع سيدنا يوسف عليه السلام فتيان الأول ساقيًا للملك، والثاني خباز الملك، وكان سيدنا يوسف عليه السلام يدعوهما إلى عبادة الله وحده بقوله `أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ`.
- فسر سيدنا يوسف رؤية الفتيان، حيث رأى الفتى الأول وهو يعصر الخمر بيديه، وكان تفسير ذلك هو خروجه من السجن.
- أما الرؤية الثانية، فكانت لخباز الملك الذي رأى نفسه يحمل الخبز فوق رأسه ويأكل منه الطيور، وتم تفسير ذلك بأنه سيصلب وتأكل الطيور رأسه.
- ذُكر في التفسيرات الدينية أن رؤية البقر والسنابل في المنام تعني الرفاهية والازدهار والثراء، بينما تعني رؤية البقر الضعيفة والسنابل اليابسة الفقر والعسر والشدة.
- حدث الفتى العزيز في مصر سيدنا يوسف عليه السلام بأنه يستطيع تفسير الأحلام، وعندما جاء إليهم، فسر الرؤية بأن ستمر 7 سنوات يفيض فيها الخير والرزق، ويتبعها سبع سنوات من الجدب، ومن ثم ستأتي سبع سنوات ينزل فيها المطر.
تولية يوسف خزان الأرض
- خرج يوسف من السجن بعد أن علم الملك ببراءته من فتنة امرأة العزيز.
- أُصبح سيدنا يوسف عليه السلام وزيراً للخزينة بناءً على طلب الملك (اجعلني على خزائن الأرض، إني حفيظ عليم).
لقاء يوسف بأخوته
- لقد التقى يوسف بأخوته بعد انتشار القحط، حيث ذهبوا إليه للاستفادة من مؤونته، وعرفهم يوسف عليه السلام في حين أن أخوته لم يتعرفوا عليه.
- كان شرط سيدنا يوسف، عند منحهم المؤونة، أن يحضروا له بنيامين أخيه.
- طلب أخوة يوسف من والدهم إحضار بنيامين معهم في رحلتهم، ورفض الأب في البداية، ولكنه وافق فيما بعد لزيادة المؤونة.
- أراد يوسف أن يحتفظ بأخيه معه، فكانت حيلته وضع كأس الملك في حقيبة أخيه (وقال للفتيان اجعلوا بضاعتهم في حقائبهم لعلهم يتعرفون عليها عندما يعودون إلى أهلهم).
- بعد أن فحص رجال الأمن له وجدوا الكأس معه واتهموه بالسرقة، لذلك بقي بنيامين معهم.
- عندما علم سيدنا يعقوب عليه السلام بالأمر، حزن بشدة حتى فقد بصره.
- عاد إخوة يوسف إلى مصر للبحث عن يوسف وأخيه بأمر من سيدنا يعقوب عليه السلام.
- طلب أخوة يوسف من شقيقهم التصدق لرحمة والدهم الذي فقد بصره، وبعد ذلك علموا بأنهم طلبوا هذا من يوسف، فطلبوا الاستغفار.
- أعطى النبي يوسف قميصه لإخوته وطلب منهم أن يلقوه على وجه أبيهم حتى يعود إليه بصره.
- عندما عاد سيدنا يعقوب (عليه السلام) ببصره، ذهبوا جميعًا للاحتفاء بيوسف (عليه السلام).
- بعد أن استقبلهم سيدنا يوسف عليه السلام، جلس أبواه على العرش، وسجد له أخوته، فأخبر يوسف والده بالرؤية التي رآها والتي تحققت قائلاً: `يا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْياي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا`.