ما هي الكلمة التي تقسم القرآن الكريم إلى قسمين متساويين تماما
ما هي الكلمة التي تقسم القرآن الكريم إلى قسمين متساويين تماما
يتميز القرآن الكريم بالعديد من المعجزات، فضلاً عن القصص التي ترويها عن الأنبياء والسابقين، فهو يحتوي على معجزات في علوم اللغة العربية من بلاغة وأدب ونحو، وحتى في الأرقام. ورغم أن سورة الكهف تقع في قلب المصحف، إلا أن هناك كلمة واحدة فقط في الآية التاسعة عشر منها، وهي “وليتلطف”، تقسم آيات وكلمات المصحف إلى قسمين متساويين تماماً. وبعد البحث في سورة الكهف وجدنا هذه الكلمة التي تقسم المصحف كاملاً، وهي معجزة أخرى دليل على عظمة القرآن الكريم.
قصة أصحاب الكهف
تأتي تلك الكلمة التي تقسم القرآن الكريم إلى نصفين كاملين في سورة الكهف، ويرد اسمها في الآية التاسعة عشر من السورة، وتأتي هذه الكلمة في سياق قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله -عز وجل- في القرآن الكريم، وسوف نستعرض بعض الأحداث الرئيسية لهذه القصة.
- كانت هناك قرية مشركة، تركوا دينهم وأصبحوا يشركون بالله ما لا يضرهم ولا ينفعهم، وكانوا يدافعون عن تلك الآلهة التي يعبدونها بدلاً من الله، وكانوا يعتديون على كل من يرفض عبادتها.
- ظهرت مجموعة من الشباب العاقلين الذين رفضوا السجود وعبادة تلك الآلهة المزعومة التي لا تضر ولا تنفع، وهداهم الله إلى السجود له وأصبحوا موحدين به، ويجب الإشارة إلى أن هؤلاء الشباب لم يكونوا رسلًا أو أنبياء ولكن كانوا أصحاب إيمان.
- طالب هؤلاء الشباب بإظهار الدليل على جواز عبادة تلك الآلهة المزعومة، ولم يتمكن أهلهم من إثبات ذلك بشكل واضح، لذلك قرروا القضاء على هؤلاء الشباب لمنع انتشار كراهية الناس لعبادة آلهتهم.
- قرر الفتية الخروج من القرية، هرباً من شر أهل تلك القرية، واتجهوا إلى كهف مهجور مع كلبهم.
- قرر الشباب الجلوس لقضاء بعض الوقت في الراحة داخل هذه الكهف، ووضع كلبهم على باب الكهف ليحرسهم.
- حدثت المعجزة بأنّ الفتية استيقظوا بعد نوم دام 309 سنوات، وخلال هذه الفترة لم تستطع الشمس اختراق كهفهم بأشعتها.
- أنعم الله على هؤلاء الأشخاص بأن أجسادهم تتقلب أثناء نومهم، ولكنها لا تتآكل. وكان مظهرهم يخيف من يراهم، فهم نائمون ولكن بسبب تحركاتهم المستمرة يعتقد من يراهم أنهم مستيقظون.
- بعث الله بهم مرة أخرى بعد فترة طويلة من السنين النائمة، ولكنهم لم يدركوا مدى طول فترة نومهم، فظهرت عليهم آثار النوم الطويل، وبدأوا يتساءلون عن المدة التي قضوها نائمين، ولم يتمكنوا من معرفة ذلك بعد.
- ينبغي عليهم مراعاة حالهم واتخاذ قرار بإرسال أحدهم إلى المدينة مع ما لديه من أموال لشراء الطعام، ولكن يجب عليهم الذهاب بخفية حتى لا يشعر بهم أحد من أهالي قريتهم، وذلك لكي لا يعودوا ليؤذوهم مرة أخرى أو يجبروهم على العبادة لآلهتهم والشرك بالله.
- غادر أحد الأشخاص، وكان من السهل على سكان القرية معرفة أن هذا الرجل غريب عنهم، من خلال ملابسه ونقوده، وكانت المفاجأة عندما توفي الحاكم الظالم وجاء حاكم صالح يؤمن به، وآمنت القرية بأكملها.
- فرح أهالي القرية بتلك الشباب؛ إذ أنهم كانوا أول من آمن بالله في هذه القرية، وعندما انتشر خبر وفاتهم، كانوا آية وعبرة على قدرة الله في خلقه لأممهم ولأمم الآتين.
سبب نزول الآيات الدالة على قصة أصحاب الكهف
يذكر العديد من المفسرين أن سبب نزول قصة ذي القرنين في القرآن الكريم، هو أن بعض أهل قريش ذهبوا إلى اليهود ليطلبوا الأجوبة عن أسئلة يمتحنون بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ليتأكدوا من نبوته، فأجاب اليهود بأن يسألوا عن قوم ذهبوا في الدهر فلا يعلمون ماذا فعلوا، وعن رجل طاف في الأرض، وعن الروح، فأجاب الله تعالى في القرآن الكريم عن تلك الأسئلة.
- قال- تعالى-: ويسألونك عن الروح ۖ قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا” (سرة الإسراء الآية 85)
- قال- تعالى-: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا) (سورة الكهف الآية 9)
- قال- تعالى-: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا) (سورة الكثف الآية 83)
القصص التي وردت في سورة الكهف
تضمنت سورة الكهف العديد من القصص التي ذكرها الله – جل جلاله – لتكون درسًا وعبرة للمؤمنين، حيث ذُكر فيها قصة أصحاب الكهف بالإضافة إلى قصص أخرى وهي كالتالي.
- قصة أصحاب الكهف.
- قصة صاحب الجنتين.
- قصة سيدنا موسى والعبد الصالح.
- قصة دي القرنين.
- قصة آدم- عليه السلام- و إبليس
وسنعرض لكم بعض تلك القصص فيما يلي.
قصة صاحب الجنتين
ذكرت قصة صاحب الجنتين وما حدث بين رجلين، أحدهما مؤمن والآخر كافر، فكان الرجل المؤمن يعاني من قلة الرزق والمال، ولكنه كان راضيا بقضاء الله. أما الكافر فقد أنعم عليه الله بحديقتين جميلتين وزيادة في الرزق، ولكنه تكبر على الآخرين ولم يشكر الله، وأغرته نفسه وممتلكاته، وظن أن الحديقتين لن تهلكا أبدا. فجاءه المؤمن ودعاه لشكر الله والإيمان به، ولكن الكافر زاد رفضه وكفره، فعاقبه الله بأن أحرق الحديقتين، وصارتا كأنهما لم تكن يوما، فندم الكافر على كفره.
قصة آدم وإبليس
يتضمن سورة الكهف في القرآن الكريم جزءًا من قصة آدم وإبليس، حيث عندما خلق الله سيدنا آدم -عليه السلام-، أمر الملائكة بالسجود له تكريمًا وتشريفًا، فسجدوا إلى آدم -عليه السلام- ما عدا إبليس الذي كان من الجن، فأصبح إبليس من المضلين في الأرض، وأمر الله بني آدم جميعًا بعدم الانصياع لأوامر الشيطان.
قصة سيدنا موسى مع الخضر
- يذكر الله عز وجل في سورة الكهف قصة سيدنا موسى مع الخضر، حيث علم موسى أن هناك رجلاً من عباد الله حصل على علم لم يحصل عليه موسى، فأراد موسى أن يلتقي به ليزيد من علمه، وأمره الله أن يذهب إلى مجمع البحرين ويحضر معه حوتًا كعلامة للقاء الخضر، وكان من شروط لقائه أن يفقد ذلك الحوت.
- انتقل موسى ويوشع بن نون إلى تلك المنطقة وناما في مجمع البحرين، وتاه الحوت عنهما، ولكن نسي يوشع بن نون أمر الحوت، لذلك تتبعا آثارهما حتى عادا إلى مجمع البحرين ووجدا الخضر -عليه السلام-.
- طلب سيدنا موسى -عليه السلام- من الخضر أن يرافقه ليتعلم منه، ورد الخضر بأنه لن يتمكن من التحمل لما سيشاهده منه، ولكن سيدنا موسى -عليه السلام- أصر على المضي معه.
- طلب الخضر من موسى الصبر على ما سيشاهده، فأكد موسى أنه سيصبر بمشيئة الله، وأخبره الخضر أنه لا يسأل عن أي شيء يحدث، وسيخبره الخضر بسبب ذلك فيما بعد.
- تحرك النبيان- عليهما السلام- حتى وصلا إلى سفينة، فقام الخضر بإحداث ثقب صغير فيها، فخالفه موسى- عليه السلام- واتهمه بأنه يريد إغراق أهل السفينة، فأخبر الخضر موسى أنه لن يستطيع الصبر على ما سيراه، وذكره باتفاقهما، فتأسف على ذلك موسى، وطلب منه أن يستكملا رحلتهما.
- تحرك موسى والخضر- عليهما السلام- حتى وجدا فتى صغيرًا، فقتل الخضر الفتى، مما أثار استياء موسى واتهم الخضر بالقتل، فأخبره الخضر بالاتفاق الذي تم بينهما. وكان رد موسى- عليه السلام- أنه سيصبر معه ولن يسأله مجددًا.
- وصل موسى والخضر -عليهما السلام- إلى قرية، وكانا جائعين، وطلبا الطعام من أهل القرية، لكن لم يقدم أحد لهما الطعام، ووجدا جدارًا في القرية كان على وشك الانهيار، فقام الخضر -عليه السلام- بإصلاحه، ورد عليه موسى بأنه سيعتبر ذلك عملاً صالحًا من أجل أهل القرية.
- توقف الخضر ومنع موسى من مواصلة الرحلة معه، وبدأ في تقديم الأسباب والمبررات لفعله. ذكر أنه خرق السفينة حتى لا يستولي عليها ملك تلك القرية التي كانت فيها السفينة، وهذا الملك يستولي على كل سفينة سليمة رغمًا عن أصحابها، وقتل الشاب لأنه كان عاقًا لأهله، وقتله لكي يرزق الله أبويه بأفضل منه، وأقام الجدار لأن تحته كنز لصغيرين يتيمين، وتركه لهما أبوهما، وأراد الخضر أن يظل الجدار قائمًا حتى يكبرا ويستطيعا استخراج كنزهما.