الدين و الروحانياتالناس و المجتمع

كيف اصلي صلاة الغائب

كيف اصلي صلاة الغائب | موسوعة الشرق الأوسط

يواجه الكثير من المسلمين صعوبة في معرفة صفة صلاة الغائب، ولذلك نحن ملزمون بتوضيح صفة صلاة الغائب كما علمناها النبي -صلى الله عليه وسلم- والإشارة إلى حكم صلاة الغائب. وقد اختلف العلماء في هذه القضية، حيث بعضهم أجازها وبعضهم رأى أنها غير مشروعة، ووضعوا لها شروطًا.

  • أد صلاة الغائب بنفس صفة صلاة الجنازة، من حيث الشروط والأحكام، وقد سن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يصليها كالآتي:
  • يكبر التكبير في البداية ثم يبدأ في قراءة سورة الفاتحة ويكبر بعدها مرة أخرى، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-.
  • بعد ذلك يأتي التكبير الثالث، ويبدأ الدعاء للمتوفى بما يحب، ويروى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يدعو بهذا الدعاء قائلا:
  • يتم الدعاء عند وفاة الإنسان بالقول: “اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم مسكنه ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، واجعل داره خيرًا من داره، وأهله خيرًا من أهله، وإن كان لديه زوجة فزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنة، واحفظه من عذاب القبر وعذاب النار، ووسع له قبره واجعله نورًا.
  • ثم يكبر التكبير الرابع والأخير ويدعو: “اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده واغفر لنا وله”، ثم يقوم بالتسليم عن يمينه، وبهذا يتم صلاة الغائب (صلاة الجنازة).

جدول المحتويات

حكم صلاة الغائب

تعني صلاة الغائب في الإسلام الصلاة التي تصلى على المتوفى وهو في دولة أخرى غير التي توفي فيها، وقد تختلف آراء العلماء في هذا الموضوع، ولذلك نقدم لك عزيزي القارئ أهم آراء العلماء في هذا الصدد:

  • اعتبر الإمام أحمد بن حبل صلاة الغائب جائزة لأصحاب الشخصيات المؤثرة التي لها فضل على المسلمين، والمسلمون استفادوا منهم.
  • يجدر الإشارة إلى أن هذا الرأي قد انتقل إلينا من خلال كتاب الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقد اتفق العالم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي مع رأي الإمام أحمد.
  • وبالإضافة إلى ذلك، رأى الإمام الشافعي أن صلاة الوتر مشروعة، وقد استدل على ذلك بما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة – رضي الله عنه – في صحيح البخاري ومسلم.
  • ذكر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – نعى ملك الحبشة النجاشي الذي توفي في نفس اليوم الذي توفي فيه، وصلى عليه وتكبر عليه أربع تكبيرات.
  • اختلف المذهب المالكي والحنفي مع المذهب الشافعي وأحمد فيما يتعلق بجواز صلاة الغائب، حيث اعتبراها المذهبان الأولانيان غير مشروعة.
  • وأفادوا أن ما ذُكر عن الصحابي أبو هريرة فيما يتعلق بصلاة الرسول – صلى الله عليه وسلم – على النجاشي هو أمر يتعلق بالنبي وحده.
  • تمت إضافة احتمال آخر، وهو أنه من الممكن أن يكون رفع سرير النجاشي إلى النبي – صلى الله عليه وسلم -، وصلى عليه لتكون الصلاة حاضرة وليست غائبة.
  • أيضًا، لم يوضِّح لنا أن الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يُصَلِّي على جميع الموتى الغائبين، والأمر برفع سرير النجاشي لم يكن سيحدث لأحد خارج عن اختصاص الله – سبحانه وتعالى – بهذا الأمر على نبيه.

حكم صلاة الغائب ابن عثيمين

سنواصل، عزيزي القارئ، استعراض آراء علماء الإسلام حول صلاة الغائب، وسنذكر رأي الشيخ ابن عثيمين فيما يلي:

  • يرى الشيخ ابن عثيمين أن صلاة الغائب تشير إلى الشخص الميت الذي توفي خارج بلاده، وفي هذه الحالة يجوز صلاة الغائب عليه، ولكن إذا كان الميت داخل البلاد أو في ضواحيها، فلا يجوز صلاة الغائب عليه، بل يجب أداء صلاة الجنازة عليه.
  • هناك بعض الآراء الأخرى التي أفاد بها علماء كرام منهم: أجاز الكثيرون في السنن، مثل أبو داود والخطابي والروياني، صلاة الغائب على الميت الذي لم يتم صلاة عليه وهو في بلد آخر غير بلد أهله، ولكن إذا تمت الصلاة عليه في نفس البلد التي توفي فيها، فلا يصلى عليه صلاة الغائب.
  • وهذا الرأي متفق عليه من قبل الإمام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم، إذ أنه قد نقل عن أستاذه أن الصلاة على الميت الغائب الذي لم يصلى عليه وكان في بلد آخر، جائزة، وقد أكد كلامه بحادثة النجاشي، حيث توفي بين أهل الكفر، وصلى النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه.
  • لا تجوز صلاة الغائب على الميت الذي صُلِّي عليه بالفعل في البلد التي توفي فيها، ويعود السبب في ذلك إلى سقوط الفرض بعد صلاة المسلمين عليه، وترى المذاهب الشافعي والحنبلي أن الشرط الأساسي لأداء صلاة الغائب هو عدم الصلاة في نفس بلد المتوفى.

هل صلاة الغائب وقت محدد

ما هو وقت صلاة الغائب؟ وهل لها وقت محدد أم لا؟ يتم تفصيل رأي العلماء في هذا الموضوع في السطور التالية لإخوتنا المسلمين:

  • يتفق المذهب الشافعي على أن صلاة الغائب على الميت الغائب صحيحة، بغض النظر عن وقت أدائها، حيث أن صلاة الغائب على الميت الغائب جائزة حتى بعد تاريخ وفاته.
  • أضاف المذهب الحنبلي أن أقصى مدة لأداء صلاة الغائب على الميت هي شهر واحد فقط، وأرجعوا ذلك إلى بقاء الميت وعدم اختفائه بمرور الوقت.
  • بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون المصلي على الميت من أهل فرضها في وقت الموت، وفقًا لمذهب الشافعي، ويكون مكلفًا بالصلاة عليه.
  • يشير العلماء إلى شرط مهم للغاية، وهو حضور كبيرة بين البلد التي توفي فيها الشخص والبلد التي سيقام فيها صلاة الغائب.
  • في حالة كانت المسافة بين البلدين قصيرة، أو كان المصلون والشخص المتوفى في نفس البلاد، حينها يجبُ إحضارُ المتوفى والصلاةُ عليهِ صَلاةً حاضرةً، وليستْ صلاةً غائبةً حتى لو كانتْ تلكَ البلدة كبيرةً.

صلاة الغائب على المفقود

سنسلط الضوء في السطور التالية على حكم الإسلام في صلاة الغائب على الشخص المفقود:

  • هل يعتبر الشخص المفقود ميتا؟ وهل يمكن للمسلمين أن يصلوا عليه؟”، أجاب العلماء بدقة على هذا السؤال وكان الجواب كالتالي:):
  • يرى الإمام الشافعي والإمام أبو حنيفة أن شخصًا فُقد ولم يُعرف مكانه، ولم يتمكن أحد من العثور عليه، فلا يعد ميتًا.
  • أكد كل منهما أنه يجب التحقق من وفاته قبل إقامة الصلاة عليه، أو بمعنى آخر التأكد من وصول خبر وفاته لأهله.
  • يقول العلماء إذا مر على غياب شخص لمدة تزيد عن أربع سنوات، يعتبر هذا الشخص ميتاً، ويتم معاملته بحكم الميت.
  • على هذا الأساس يتم تقسيم ثروته، وتدخل زوجته في العدة، ويجوز لها في هذه الحالة أن تصلي عليه صلاة الغائب، وهذا هو الرأي الذي اتفق عليه العلماء بخصوص صلاة الغائب على المفقود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى