الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
قصتي مع الدعاء يوم عرفة
قصتي مع الدعاء يوم عرفة
أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بالدعاء دائمًا لأن الدعاء هو أصل العبادة، وأوصانا بحسن الظن به لأنه قريب ويستجيب دعاء الداعي إذا دعا. ومن أفضل الأيام للدعاء يوم عرفة، وفي إحدى المنتديات الدينية صرحت سيدة بتجربتها في الدعاء يوم عرفة:
- سأروي لكم قصتي التي حدثت معي قبل 3 سنوات، فأنا زوجة أحببت زوجي وأخلصت له، وكنا قد تزوجنا بعد قصة حب شديدة، ولأننا أردنا دائمًا أن يكون زواجنا مباركًا من الله، كنا نتبع الإجراءات الرسمية وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية لنتجنب غضب الله.
- بعد زواجنا وبعد مرور سنتين لم نحمل، فقررنا الذهاب للأطباء والفحص، ولم يتضح وجود أي مشكلة لي أو لزوجي ولم يكن هناك أي عائق للإنجاب بعد الفحوصات والتحاليل. لجأنا بعدها للطب الشعبي والحجامة وغيرها من العلاجات، وفي النهاية فقدنا الأمل، فلم يتمكن أي منا من الإنجاب خلال الثماني سنوات الأولى من زواجنا أو أثناء محاولاتنا لذلك.
- منذ 3 سنوات كان يوم عرفة ولم أتمكن من الصيام فيه لأن دورتي الشهرية كانت في ذلك اليوم، وأتذكر كأنه بالأمس كنت جالسة أمام التلفزيون في الساعة 3 والنصف بعد صلاة العصر، ورأيت الحجاج يدعون الله تعالى ويؤديون صلاتهم في عرفة، ولست أدري ما حدث معي في تلك اللحظة لكن جلست على الأرض وبدأت أبكي كطفل صغير.
- في مصلى هذا اليوم، كانت السيدة تردد “يا رب” بشكلٍ مستمر، وتشتكي من عدم قدرتها على الصلاة والصيام، كما كانت تطلب من الله أن يستجيب لدعائها في الإنجاب، ولم تتوقف عن الدعاء والتذلل لله سبحانه وتعالى، في أملٍ بأن يرضي قلبها ويرحمها في الدنيا والآخرة.
- أصبحت أدعو أيضًا من أجل الراحة النفسية وتوسعة رزقي وأن يجعلني وزوجي من الصالحين، وأن يمن الله علينا بالذرية الصالحة، ولن أخفي عنكم أني كنت أدعو بطريقة غير منظمة، حيث كنت أدعو باللغة العامية وليس العربية الفصحى، وكانت دعواتي صادقة تنبع من القلب.
- أقسم بالله لم يمر أكثر من ثلاثة أشهر بعد هذا اليوم وكنت حامل بطفلي الأول، ورغم أن هذا يبدو كقصة خيالية، إلا أنه حدث معي فعلاً. أتذكر عندما اقترب موعد الولادة، شعرت بالمعجزة الحقيقية وجلست أبكي شاكرة الله على ما رزقني به. فالحمد لله دائمًا وأبدًا على كل شيء.
- أوصيكم بأن تستغلوا يوم عرفة بأفضل استغلال من خلال الصيام والصلاة والذكر، وأن تدعوا بكل ما في قلوبكم كما لو أن هذه هي المرة الأخيرة التي تدعوا فيها، وخصوصًا في الفترة بين صلاة العصر والمغرب، وبإذن الله سيُجيب دعواتكم.
استجاب الله لي يوم عرفة ابشروا
يُقال إنَّ أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، ولعل ذلك هو ما دفعني حينها إلى الدعاء بكلِّ قلبي متضرِّعًا وخائفًا من الله، ولم أكن أتوقَّع أن يتمَّ الإجابة في لحظة.
- كانت الفترة مع دخول عيد الأضحى، حيث كنت أشعر بالضيق وكأن الحياة أصبحت سوداء مرة واحدة.
- كنت دائمًا فتاة تحب الحياة والمرح، وقلبي مهما أصابه من هم يبقى طفلًا صغيرًا، لكن كانت هناك دائمًا مشكلات مع بعض الأقارب، وكانت العائلة منقسمة بين من نمتلك معهم علاقات طيبة وبين الجزء الآخر الذي نخشى من أن يصيبنا منهم الحسد أو السحر.
- حدثت لهم مشكلة كبيرة في يوم ما، ومنذ ذلك الحين لم يتمكنوا من العودة إلى الحالة السابقة، وكانت تبكي باستمرار وتشعر بالاختناق، وحدثت العديد من المشاكل مع أفراد العائلة وأصبحت فتاة مكروهة من الجميع، والله يشهد على الظلم الذي تعرضت له ولا تعرف كيفية التعامل معه.
- حان يوم عرفة وكنت أشعر كما لو أنه يوم الخلاص بإذن الله، وكان لدي أمل كبير، فصمت بإحسان وكنت أذكر الله وأصلي على النبي طوال اليوم، وعند كل صلاة كنت أجلس لمدة ساعة تقريبًا لأدعو بما شئت في الدنيا، ودعوت الله أن يجبر قلبي على كل ما تعرضت له.
- في اليوم التالي من العيد، وعلى الرغم من أنه إجازة رسمية، تلقيت بريدًا إلكترونيًا من إحدى الشركات الكبرى التي كنت أتمنى العمل بها، يطلبون تحديد موعد بعد العيد لإجراء مقابلة عمل، حيث يرغبون في انضمامي للفريق. من شدة الفرحة، صرخت بصوت عالٍ، فلم أكن أتوقع أن يحدث هذا. ولكن الكريم الذي يهب لنا أكثر مما نطلب دائمًا هو الله، فالحمد لله.
فضل صيام يوم عرفة لغير الحاج
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – إن الحج هو عرفة، وذلك للدلالة على عظمة الوقوف على هذا الجبل وعبادة الله عليه، ولكن هل يفتقر المسلمون الذين لا يحجون إلى فضل في هذا اليوم؟ بالتأكيد لا، بل لهم فضل أعظم حيث يقومون بالصيام في هذا اليوم لكي يكتسبوا فضله:
- هو اليوم الذي يكمل فيه المسلمون دينهم، وقد قال النبي فيه وذكر في سورة المائدة الآية 3 {ليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
- ذكر عمر بن الخطاب أن الآية التي تحتوي على النصيحة “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي” نزلت على النبي في يوم عرفة، وهذا اليوم هو يوم العيد عند المسلمين.
- إنه يومٌ من الأيام التي حلف الله بها في كتابه العزيز، وأطلق عليه يوم القيامة اسم اليوم الموعود، ووصفه بأنه اليوم المشهود. وقد سُمي يوم الجمعة بالشاهد، وأما يوم عرفة فهو اليوم المشهود.
- يأتي من فضل صيام يوم عرفة تكفير سنتين، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من صام يوم عرفة فإنه يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة القادمة بإذن الله.
- لذلك، في هذا اليوم، يصوم الأشخاص الذين لم يؤدوا فريضة الحج، أما الذين يقفون على جبل عرفات، فلا يصومون، بل يستمتعون بالطعام والشراب ويمارسون العبادة، وقد ذكر في السنة النبوية أن النبي ترك الصيام في هذا اليوم عندما كان يقف على جبل عرفات.
- يعتبر هذا اليوم هو الأكثر أهمية في العام، حيث يعتق الله سبحانه وتعالى المسلمين والمؤمنين من النار فيه، ويتباهى الله بخلقه أمام الملائكة بعباده الذين يقفون على عرفة. ولذلك، يعد هذا اليوم يومًا للرحمة والمغفرة، وهو اليوم الذي يتباهى الله فيه بخلقه، وليس هناك أفضل من ذلك.
- إن أفضل الأدعية هو دعاء يوم عرفة، لأن في هذا اليوم تكون أبواب السماء مفتوحة للاحتفال بالمسلمين وباليوم المشهود. لذلك، يعطي الله تعالى لعباده كل ما يطلبونه في هذا اليوم، وبالتالي يمكن للمسلمين ارتفاع هممهم في الدعاء في هذا اليوم لتحقيق إجابة دعائهم من الله تعالى بإذنه.
- في هذا اليوم يكون الشيطان في حالة سيئة، فهو يشعر بالغيظ لأن الله تعالى يغفر لعباده ويعتقهم من النار، ويفخر بهم بين الملائكة. وفي هذا اليوم ينكب المسلمون على العبادة بكلِّ قوتهم، دون أن يُواجَهُوا بأي وسوسة من الشيطان أو كسل، وهذا ما يجعل الشيطان يشعر بالغيظ، لأنه لا يستطيع التأثير على المسلمين الذين يختارهم الله ليكونوا من العباد المخلصين.
