معنى الرقيم في سورة الكهف
سورة الكهف
هذه السورة هي واحدة من أعظم السور في القرآن الكريم، ولقد ذكر عنها العديد من الفضائل في الأحاديث النبوية الشريفة. وهي سورة مكية وكانت نزلت بعد سؤال أحبار اليهود عن ذي القرنين وأصحاب الكهف والروح. نزلت سورة الكهف كلها في جملة واحدة دون تفريق بين الآيات، وتتألف من نحو 110 آيات. سميت بسورة الكهف نظرًا لأنها تحتوي على قصة أصحاب الكهف
ورد عن فضلها العديد من الأحاديث النبوية الشريفة ومنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال”. وروى الحاكم في المستدرك مرفوعا: “إن من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”. وصححه الألباني.
معنى الرقيم في سورة الكهف
قد ورد في سورة الكهف قوله تعالى:يشير هذا الآية {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} إلى قصة الفتية المؤمنين، والمعنى الحقيقي للكلمة “الرقيم” هو موضع خط، وقد اختلف العلماء والفقهاء في تفسيرها:
- يُقال إن الرقيم هو اسم الوادي أو القرية التي أوتي منها الشباب أصحاب الكهف.
- ويشار أيضًا إلى أنه اسم الحجر الذي كتبت عليه أسماء الشباب الذين ناموا في الكهف وتم كتابة قصتهم عليه
- يقال إن كلمة `الرقيم` تشير إلى الكتب التي تحتوي على قصة الفتية أصحاب الكهف والتي تم ذكر أسمائهم فيها
- يعتقد الطبري أن الرقيم هو الحجر الذي حُفِرَ عليه أسماء الفتية أصحاب الكهف وقصصهم، ثم بعد ذلك عُلِّقَ على باب الكهف الذي ماتوا فيه، وهذا هو القول الأكثر صحة
أصحاب الرقيم
أصحاب الكهف أو أصحاب الرقيم، هم مجموعة من الفتية الشباب الذين لم يعرف عددهم بالتحديد إلا الله سبحانه وتعالى، وقد فروا بدينهم خوفًا من قومهم وخشية الوقوع في الفتنة، إضافةً إلى خوفهم من الملك الظالم الذي كان يقتل المؤمنين، وتركوا دين قومهم أصحاب الشرك بالله والذين يعبدون الأصنام والأوثان
فتح الله عليهم وأنار بصيرتهم بالإيمان بالله، وسهّل الله لهم الأمر بتوفير كهف واسع لهم، وكان بابه يطل على الجهة الشمالية ليمنع دخول أشعة الشمس في الصباح والمساء، وربط الله قلوبهم وأراحهم فناموا فيه مدة ثلاثمائة وتسع سنوات، وهذا ما ورد في القرآن الكريم
كان الله يدور حالهم بين الفينة والأخرى وهم في الكهف، لكي لا تبلى أجسادهم وتتعفن في حالة الثبات، ثم أحياهم الله مرة أخرى بعد هذه المدة، وذهب أحدهم إلى المدينة لشراء الطعام والشراب وشاهد التحول الذي حدث في المدينة بعد أن تحولت إلى مدينة المؤمنين الموحدين بالله
ما هي ديانة أصحاب الكهف
لم يذكر القرآن الكريم أي معلومات عن ديانة أصحاب الكهف والرقيم، وهذا دفع العديد من العلماء والفقهاء إلى البحث عن ديانة أصحاب الكهف، ولم يتم العثور على أي معلومات مؤكدة في السنة النبوية حول ديانتهم، ولكن تم الإشارة إلى أنهم كانوا موحدين مؤمنين بالله سبحانه وتعالى ورفضوا الشرك بالله
كيف مات أصحاب الرقيم
لم يتم ذكر كيف مات أصحاب الكهف في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، لكن يُفترض أنهم توفوا بعد استيقاظهم من النوم الذي استمر لمدة 309 سنوات، وبعدما تمكنوا من معرفة ما حدث في القرية وتحوّل أهلها إلى الإيمان مباشرة. كما يُقال أيضًا أنهم نزلوا إلى القرية وعاشوا بين أهلها المؤمنين حتى توفوا، ولكن لم يتم ذكر تفاصيل عن طريقة وتاريخ وفاتهم. وفي سورة الكهف، قال الله تعالى: “فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِرّاءً ظَاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا”، وهذا يعني أنه لا يجوز لنا الانشغال بأمور لا فائدة منها أو فائدتها ضعيفة
ما معنى الوصيد في سورة الكهف
ذكرت كلمة الوصيد في سورة الكهف في قول الله تعالى: “وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ۚ لو أطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعبا”، وقد ذكرت عدة تفاسير حول معنى كلمة الوصيد من قبل علماء التفسير، فتعني في اللغة العربية فناء المنزل، ويقال أن المقصود بها عتبة الباب أو الباب المغلق، كما ذكر أيضا أنها تعني أن كلب أصحاب الكهف نائم عند باب الكهف المغلق، ولكن لم يتفق الفقهاء على معنى واضح وصريح لكلمة الوصيد التي ذكرت في سورة الكهف.