الدين و الروحانياتالناس و المجتمع
ماذا يفعل غير الحاج يوم عرفة
ماذا يفعل غير الحاج يوم عرفة
يسعى المسلمون الذين لم يكتب الله لهم زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج إلى التقرب إلى الله عز وجل في يوم عرفة، ويمكن لغير الحجاج القيام بعدة أعمال في يوم عرفة للتقرب إلى الله:
صيام يوم عرفة
- الصيام التطوعي هو صيام اختياري، وصوم هذا اليوم يتيح تكفير الذنوب الصغيرة التي ارتكبت في السنة الماضية والقادمة، وتكفير الذنوب القادمة يتمثل في توفيق الله لعبده لتجنب ارتكاب المعاصي والذنوب.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).
- وروى أبو قتادة، قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال: `صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده`.
الدعاء في يوم عرفة
- حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعاء بكثرة في يوم عرفة.
- فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا يوجد إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو قادر على كل شيء”، رواه أصحاب السنن.
- يُعد يوم عرفة من أكثر الأيام فضلًا ومناسبة للاستجابة للدعاء، وذلك بسبب الدعاء المأثور الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والذي يتضمن التوحيد والثناء والحمد لله، ولذلك ينزل الله تعالى رحمته على عباده في هذا اليوم المبارك.
- يجب على المسلم أن يدعو الله بما يحتويه قلبه، وأن يكون واثقًا من الإجابة ويرجو رحمة الله. يجب عليه أيضًا في صلاته أن يثني على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
- لكي يتقبل الله دعاء عبده في هذا اليوم، يجب على العبد أن يتخذ الأسباب اللازمة، وهي أن يكون طاهرًا وأن يتجه نحو القبلة، وأن يدعو الله وهو يشعر بلذة الانكسار أمام خالقه.
ذكر الله في يوم عرفة
- من المستحسن لغير الحجاج في يوم عرفة أن يقضوا وقتهم طوال اليوم في ذكر الله سبحانه وتعالى.
- ومن المستحب أيضًا التكبير في يوم عرفة بقول: يقال: `الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله .. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد`.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم “لا يوجد أيام أعظم ولا أحب إلى الله من هذه العشرة الأيام، فأكثروا من التهليل والتكبير والتحميد فيها”، كما رواه ابن عمر رضي الله عنهما.
أعمال يوم عرفة لغير الحاج
بالإضافة إلى الأعمال السابقة، هناك أعمال يفضل على غير الحجاج القيام بها في يوم عرفة، وهي:
- من الأهمية بمكان الحفاظ على أداء الفروض في أوقاتها، وأداء السنن والنوافل إن أمكن.
- ينبغي تجنب ارتكاب الذنوب والمحرمات، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس في يوم عرفة: “يا ابن أخي، هذا يومٌ من الملوك فيه سمعه وبصره ولسانه، غفر الله له.
- في هذا اليوم المبارك، ينبغي للمسلمين زيادة الأعمال الصالحة والطاعات، حيث يعد قيام الليل وصلة الأرحام والاستغفار والصلاة على النبي والتهليل والتكبير والتسبيح من أفضل الأعمال.
فضل يوم عرفة
خص الله عز وجل يوم عرفة بفضائل كثيرة وهي:
- يوم عرفة هو من أفضل الأيام، فقد نقل ابن حبان في حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا يوجد يوم أعظم عند الله من يوم عرفة، حيث ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا ويفخر بأهل الأرض أمام أهل السماء.
- هو اليوم الذي أقسم به الله تعالى في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل في سورة البروج: “وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “اليوم الموعود هو يوم القيامة، واليوم المشهود هو يوم عرفة، والشاهد هو يوم الجمعة.
- يوم عرفة هو واحد من الأيام العشرة التي حلف بها الله تعالى في كتابه العزيز، وتقع في الفترة من الأول إلى العاشر من شهر ذي الحجة، وقد قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: `إنها العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة هو واحد من أيام العشر الأولى التي فضلت عن غيرها من الأيام، والعمل الصالح فيها يجلب أجرًا عظيمًا`.
- هذا هو واحد من الأيام العشرة التي يعظم فيها الله أجور عباده، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم `لا يوجد عمل أفضل عند الله – عز وجل – ولا أجر أعظم من الخير الذي يعمله في عشر ذي الحجة`. ثم سئل: `ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل -؟` فقال: `ولا الجهاد في سبيل الله – عز وجل – إلا للشخص الذي يخرج بنفسه وماله ولا يعود من ذلك بأي شيء`.
- أكمل الله تعالى دين المسلمين وأتم عليهم نعمته في هذا اليوم، إذ حج الناس حجة الإسلام، فاكتملت أركان الإسلام، وأتم الله نعمته عليهم بمغفرته، وذلك بما جاء في سورة الفتح “يَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ.
- يوم عرفة هو يوم العيد لأهل الموقف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إن يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق عيدنا نحن أهل الإسلام، هي أيام أكل وشرب”، ورواه أبو داود.
- في يوم عرفة، يعتق الله رقابًا من النار. وعن عائشة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `ما من يومٍ أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟`.
- بالوقوف المسلم على جبل عرفات، يكون قد أدى أعظم أركان الحج، وذلك بناءً على حديث لأبن ماجة في سننه بسند صحيح عن بكير بن عطاء، حيث قال: سمعت عبد الرحمن بن يعم يقول: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واقف بعرفات، وجاءه ناس من أهل نجد فسألوه: يا رسول الله، كيف الحج؟ فأجاب: `الحج عرفة، فمن جاء قبل صلاة الفجر ليلة الجمعة فقد أتم حجه، وأيام منى ثلاث، فمن أسرع في يومين فلا إثم عليه، ومن تأخر فلا إثم عليه`. ثم أكمل رجلٌ بعده، فجعل ينادي بهذا الحديث.
لماذا سمي يوم عرفة بهذا الاسم
يُعد يوم عرفة التاسع من شهر ذي الحجة من أكثر الأيام بركة في السنة، وقد تعددت الأقوال حول سبب تسميته بهذا الاسم، بما في ذلك:
- يُعتقد أن اسم عرفة جاء من الاعتراف، حيث يعترف المسلمون في جبل عرفة بذنوبهم وخطاياهم، ويتوسلون إلى الله بالمغفرة والعفو.
- تأتي كلمة عرفة من “التعارف”، إذ يتعارف الناس على بعضهم البعض على جبل عرفة الذي يؤدي فيه الحجيج فريضة الحج الأهم.
- كان جبريل -عليه السلام- يرى سيدنا إبراهيم -عليه السلام- في المشاهد، وكان يطوف به ويقول له: `هل عرفت؟`، فيقول إبراهيم -عليه السلام-: `نعم، عرفت`.
- تشير الرواية إلى أنه بعد خروج آدم وحواء من الجنة، نزل كل منهما في موقع مختلف عن الآخر ثم التقيا في هذا المكان المعروف بعرفة.
- تشير كلمة عرفة، التي تم استخدامها لتسمية جبل عرفة، إلى الرائحة الجميلة والذكية التي يتميز بها هذا الجبل.
المراجع
