ما هي الساعة البيولوجية
تمثل الساعة البيولوجية نظامًا من الأنظمة الحيوية الموجودة في جسم الإنسان، والتي تتأثر بالعديد من العوامل الخارجية المختلفة. يمكن تعريف الساعة البيولوجية على أنها الدورة اليومية الدائرة في 24 ساعة. وتؤثر الظروف الخارجية مثل الإضاءة والظلام بشكل كبير على الساعة البيولوجية لدى الفرد، حيث تتحكم في الانتظام في أوقات النوم والاستيقاظ. وسنتعرّف بالتفصيل على هذا الموضوع في الموسوعة .
مؤثرات الساعة البيولوجية:
ترتبط الساعة البيولوجية بشدة بالنوم، وهي المسؤولة عن الاضطرابات التي قد تحدث في النوم، وتتأثر بالعديد من العوامل المختلفة. كما تؤثر الساعة البيولوجية بشكل كبير على درجة حرارة الجسم وعلى الشعور بالاستيقاظ والنوم، وتؤثر أيضًا بشكل قوي على توليد الشعور بالجوع وعلى العديد من الوظائف الأخرى المتعلقة بالجسم، ولذلك تكون الساعة البيولوجية مسؤولة عن تأثيرات عديدة.
علاقة الساعة البيولوجية بالنوم:
يتحدث هذا المقال عن الهرمون الميلاتونين الذي يفرزه الجسم للمساعدة في النوم، ويتأثر هذا الهرمون بشكل كبير بالضوء والظلام، ويتم إفرازه في ساعات الليل في حالة عدم وجود أشعة الشمس، وتختلف الساعة البيولوجية لكل شخص حسب ساعات النوم الخاصة به، وبعض الأشخاص يعانون من قلة إفراز هذا الهرمون في الجسم، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم والنوم في أوقات غير منتظمة.
عوامل تؤدي لخلل الساعة البيولوجية:
تؤثر العديد من الأمور بشكل كبير في عمل الساعة البيولوجية في جسم الإنسان، وتؤدي إلى حدوث خلل في الساعة البيولوجية وينتج عنها الإصابة بالاضطرابات في النوم، ومن بين تلك العوامل:
السفر لدول أخرى:
في حال سفر الإنسان إلى دولة أخرى وتغيير التوقيت بسبب الساعة المختلفة، يعاني الجسم من اضطرابات في الساعة البيولوجية، والتي يمكن أن تستمر لفترة زمنية، ولكن بعد فترة قليلة جدًا، يتأقلم الجسم مع التوقيت الجديد. ومع ذلك، يمكن للإنسان أن يشعر بالرغبة في النوم في نفس اليوم الذي يصل فيه إلى الدولة ويجد نفسه في وقت آخر غير توقيت بلده.
العمل ليلا:
يتسبب تعرض الإنسان للنوم في فترات النهار والعمل خلال فترات الليل في خلل واضطراب في الساعة البيولوجية، ويرجع ذلك للعمل وظروفه. وعلى الرغم من أن هذا الأمر يمكن أن يكون مرهقًا ويؤثر على الساعة البيولوجية، إلا أنه بعد فترة ستتأقلم مع هذا الوضع وسيكون بإمكانك النوم جيدًا في فترات النهار والشعور بالنعاس، وفي الليل ستشعر باليقظة والنشاط.
النوم في الأماكن المضيئة:
تُعد الإضاءة الزائدة والأصوات العالية من بين العوامل التي تؤثر في الساعة البيولوجية وتسبب الاضطراب فيها، ويمكن أن يتسبب هذا الخلل في عمل الساعة البيولوجية عندما يتعرض الأشخاص للنوم في الأماكن التي تشهد إضاءة زائدة أو أصوات عالية.
الإصابة ببعض الأمراض:
يوجد العديد من الأمراض التي تؤثر سلبًا على عمل الجسم وتتسبب في حدوث خلل فيه. ومن بين هذه الأمراض هي الأمراض النفسية ومرض الاكتئاب والخرف، حيث يمكن أن تسبب بعض هذه الأمراض اضطرابات شديدة في النوم بسبب تأثيرها على الساعة البيولوجية للجسم، بالإضافة إلى بعض الأدوية التي يتم تناولها لعلاج بعض الأمراض والتي يمكن أن تسبب أيضًا هذه الاضطرابات.
نصائح هامة لضبط الساعة البيولوجية:
توجد بعض النصائح الهامة التي يجب على الإنسان اتباعها لضبط حياته، ومن بين هذه النصائح الأتية:
أولًا: تحديد ساعات معينة للنوم:
يجب على الإنسان تحديد ساعات النوم التي يريد الإلتزام بها، وذلك يومياً، ويمكن تحديد عدد الساعات التي يرغب في الحصول عليها، بناءً على رغبته وما يتوافق مع حياته، فتحديد ساعات النوم أمر مهم جداً، وليس المهم هو عدد الساعات التي يحصل عليها الإنسان يومياً، ولكن الأهم هو تحديد الساعات.
ثانيًا: النوم في الظلام:
يجب تجنب النوم في أماكن مضيئة تمامًا، سواء كنت تنام في الليل أو في النهار، وفي أوقات النوم يجب الابتعاد عن الإضاءة، لأنه عند تعرض الإنسان للظلام أو تقليل الإضاءة من حوله، يتم تحفيز الجسم على حفظ درجة حرارته، ثم يبدأ الجسم في إفراز هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الشعور بالنعاس.
ثالثًا: تحديد الساعة المراد الاستيقاظ بها:
يجب على الشخص أيضًا تحديد الوقت الذي يريد الاستيقاظ فيه، فإذا كان لديه عمل في اليوم التالي ويريد الاستيقاظ مبكرًا، فيجب أن يضع الوقت الذي يريد الاستيقاظ فيه في ذهنه، وسوف يستيقظ في نفس الوقت الذي يريده.
علاقة الساعة البيولوجية بالرجيم:
تؤثر الأوقات التي يتناول فيها الشخص الطعام بشكل كبير على الرجيم، حيث يتعود الجسم على تناول الطعام في هذه الأوقات ويشعر بالتعب والإرهاق عندما يقوم الشخص بالرجيم ويتخلى عن تناول الطعام، ويحتاج الجسم إلى تلقي التغذية الكافية للتعويض عن هذا الاضطراب الناتج عن تغيير النمط الغذائي.